بعد "حسن وبقلظ": عودة ظاهرة الاقتباس من الأفلام الأجنبية.. ونقاد: ما يحدث الآن "اختلاس"

فيلم "حسن وبقلظ" غابت عنه لافتة "مقتبس"
ماجدة خير الله: أنا لست ضد ظاهرة الاقتباس أعاد فيلم "حسن وبقلظ" المعروض حاليا، الحديث من جديد عن ظاهرة الاقتباس من السينما العالمية، حيث تدور أحداث الفيلم الذي يقوم ببطولته علي ربيع وكريم فهمي، عن شقيقين ملتصقين، وهي الفكرة الرئيسية في الفيلم الأمريكي الشهير "STUCK ON YOU" بطولة مات ديمون وجريج كينير وإخراج بوبي فاريلي، والذي تم عرضه في 2003، ولم يشر مؤلف الفيلم إلى الاقتباس على الأفيش كعادة صناع السينما المصرية.
الفيلم المصري يكاد يكون منقولا بدوره من الفيلم الأمريكي الذي يدور حول التوأم الملتصق "بوب ووالت"، اللذين يعيشان في بلدة هادئة ويتميزان فى مختلف الألعاب الرياضية، ويفخر الاثنان بامتلاكهما مطعم وجبات سريعة، حيث يعملان فيه بمهارة غير عادية مستفيدين من جسدهما الملتصق وحركتهما السريعة.
ويشعر والت برغبة كبيرة في خوض تجربة التمثيل، فيقنع شقيقه بوب بمساعدته على خوض تلك المغامرة، حيث يتجه الشقيقان إلى الغرب بحثا عن أضواء الشهرة في هوليوود، ويتعرف والت على المطربة والممثلة الشهيرة شير، والتي تقرر الاستعانة به لمشاركتها في بطولة مسلسلها التليفزيوني لرغبتها في إيقاف عرض هذا المسلسل الفاشل، وتتصاعد الأحداث في إطار من المفارقات الكوميدية.
أما النسخة المصرية "حسن وبقلظ"، فمن بطولة علي ربيع، ويسرا اللوزي، وهشام ماجد، وكريم فهمي، وبيومي فؤاد، وأوس أوس، ومن تأليف كريم فهمي وإخراج وائل إحسان، وتدور أيضا حول التوأم الملتصق اللذين يواجهان مواقف مشابهة، ولكن مع تغيير الأحداث بعد ذلك.
من جهتها، أكدت الناقدة ماجدة خير الله أن هذه الظاهرة نتيجة حالة الإفلاس التي تعاني منها السينما المصرية، وقد دفع هذا الإفلاس بعض المؤلفين إلى الاستسهال والبحث عن فيلم أجنبي ناجح كي يسرقوا السيناريو الخاص به ويقوموا بمعرفة كل شيء عن الفيلم المقتبس بدءا من زوايا التصوير والعدسات المستخدمة في تصوير الفيلم الأصلي كي ينفذوها.
وقالت خير الله: "واليوم أصبح المؤلفون يعتمدون على الإنترنت لاختيار أفلام أجنبية كي يستولوا على أفكارها ويبيعوا الفيلم الواحد بما لا يقل عن 300 ألف جنيه، لذلك أعتبر ما يحدث اليوم اختلاسا وليس إفلاسا".
وأضافت: "هذا لا يعني أنى ضد الاقتباس، لكني ضد أن تكون كل الأفلام التي تنتج مقتبسة، كما أن الاقتباس له أصول، أولها أن تكون هناك معالجة جديدة للفيلم مثل فيلم "يوم من عمري" للفنان عبد الحليم حافظ، والمقتبس عن فيلم أجنبي، ولكن المعالجة التي قام بها مؤلف العمل أكثر من رائعة لأن الفيلم أصبح يناسب ثقافة الشعب المصري".
واستطردت: "الفيلم عندما يكون مقتبسا بشكل كامل فيما يخص السيناريو، يكون لزاما على صناعه كتابة تنويه في المقدمة، وهو ما لا يفعله صناع الأفلام في مصر، والفيلم أيضا إذا كان مقتبسا من نظيره الأجنبي تكون هناك العديد من الشخصيات تم اقتباسها، ليصبح العمل "مقتبسا" كاملا بقصته وأشخاصه".