قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الاعتداء على نقابة الصحفيين.. عدوان على شعب !

0|جرجس بشرى

من الثابت أن الشعب في أي دولة في العالم هو مصدر الشرعية والسلطات، والشعب وحده فقط هو الذي يقرر نزع الشرعية عن الحاكم أو نزعها، وأي شعب وفقا للدستور والقانون والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان من حقه أن يعرف، لأن المعرفة حق أصيل من الحقوق الإنسانية، ولا يمكن للشعب خاصة في الدول غير الديمقراطية أو التي بدأت تسير على طريق الديمقراطية أن يصل إلى حقه المشروع في المعرفة خاصة فيما يتعلق بالجانب الأهم وهو علاقة المواطن بالسلطة من حيث الحقوق والواجبات، إلا من خلال الصحافة والإعلام.
وأنا مندهش من سخرية بعض أبواق السلطة خاصة في بعض البلدان العربية ومنها مصر من الصحفيين ومحاولات تقزيم دورهم كسلطة رقابية هامة وترهيبهم تارة، ومحاولة تطويع البعض تارة أخرى ليكون صوتا وبوقا للسلطة فقط وليس للشعب، حيث نجد بعض رجال السلطة أو المحسوبين عليها يقولون" "الصحفيين مش على رؤوسهم ريشة".

والحق أقول إنني لم ولن أكون مغاليا إذا قلت أن الصحفيين ليس على رؤوسهم ريشة فقط بل على رؤسهم تيجانا عظيمة، نعم، تيجان العزة والكرامة التي ينتصرون فيها دائما لحقوق الشعب وطبقاته الكادحة والمقهورة، فالسلطة في أي دولة من طبيعتها أنها تخشى النقد والتعرية ، وتعتبر كشف الصحفيين لانتهاكاتها بحق الشعب جريمة تهدد عروشها وتزلزل أساسات كراسيها، وتطيح بالنوم من أجفان بعض الفاسدين فيها، وكلما كشفت الصحافة والإعلام عرايا ومخططات أي أنظمة فاسدة أو مستبدة كلما اقتربت حدة المواجهة والخصومة معهم، وقد تصل حدة الخصومة إلى أن تفقد السلطة توازنها وتعلن وبشكل واضح المواجهة الصريحة.

وقد حدث ذلك بالفعل في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك أن أحيل بعض الكتاب الصحفيين للمحاكمة وتعرضوا للسجن بسبب آراء فقط قالوها عن " مرض الرئيس " وكأن الرئيس إلها لا يمرض ولا يموت، ومنزها عن أن يصيبه ضعف أو يؤتيه وهن !! كما رأينا حدة مواجهة السلطة بشكل علني ضد الجماعة الصحفية في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي ، الذي بلغ الحد بانصاره وجماعته والموالين له الى محاصرة مدينة الإنتاج الإعلامي في سابقة عجيبة لترهيب الإعلاميين الذيم كشفوا عن مخطط الجماعة ضد مصر ووحدتها وأمنها القومي، بل ووصل التهديد إلى ذروته بإعداد كشف بأسماء بعض الإعلاميين والصحفيين والكتاب تمهيدا لاعتقالهم والزج بهم في السجون، بل وكان هناك من أنصار الجماعة من يهددون الإعلاميين والصحفيين بالقتل !!

ولقد اندهشت أمس من خبر اقتحام بعض أفراد من الأمن لمبنى نقابة الصحفيين لضبط وإحضار صحفيين اثنين، والكارثة هنا ليست في واقعة تنفيذ الشرطة لأمر ضبط وإحضار الصحفيين بل في واقعة اقتحام النقابة، وهي واقعة مرعبة وتدعو إلى الخوف على مصير شعب بأكمله وعلى مستقبل الحريات وليس على مصير الجماعة الصحافية بعينها، فالصحفيين كما أن على رؤوسهم تيجان إلا أنهم ليسوا فوق القانون حال ثبوت الاتهامات بحقهم، ويجب أن يضربوا المثل كعادتهم في احترام القانون وسيادته وهيبة الدولة، ولكن أن تحدث هذه الواقعة بعد ثورة 30 يونيو 2013 والتي كان للصحفيين دور كبير في إنجاحها وتغطية أحداثها لحظيا، فهذا أمر مقلق، وخطورة واقعة اقتحام نقابة الصحفيين تكمن في دلالاتها المرعبة ونتائجها وردود أفعالها التي تسيئ للنظام نفسه قبل أن تسيئ للنقابة والجماعة الصحفية، فقد سجل التاريخ بالفعل هذه الواقعة التي ربما لم تمُح آثارها سريعا، وهو ما يستوجب وعلى الفور حفظا لماء وجه النظام إقالة الوزير وليس إقالة الوزير فقط بل اعتذار الرئيس نفسه عن هذه الواقعة بغض النظر عن معرفته أو عدم معرفته بوقوعها مسبقا.

وليعلم الجميع أن نقابة الصحفيين والجماعة الصحافية ستظل حائط الصد ضد تغول أو جور أو تستر أي مسئول على حق الشعب في المعرفة وخاصة معرفة ممارسات السلطة بحق شعبها التي هي خادمة له، وفي ذات الوقت على مجلس النقابة أن يكون منحازا دائما للشعب وليس للسلطة فالرهان على السلطة هو رهان خاسر لان الشعب وحده هو مصدر الشرعية وهو الاولى بان تراهن الجنماعة الصحفية وتتسابق لأجل مصلحته.

وفي ذات الوقت فليعلم الجميع أن النقابة قادرة على فرز السيئ من الردي لكي تبقا دائما كما عهدناها حصنا منيعا للحقوق والحريات وملاذا آمنا للشعب المصري العظيم والانتصار لحقوقه ، واطالب الرئيس السيسي بأن لا يقلق أبدا من الجماعة الصحفية لانها تحمي السلطة دائما من النفس الآمارة بالسوء عبر كشف انتهاكاتها بحق الشعب ومقدراته خاصة وان الرئيس السيسي كان من اهم اولوياته الدفاع حماية حرية الرأي والتعبير ، وليعلم الجميع رئيسا أو مرؤوسا أن العدوان على نقابة الصحفيين هي عدوان على شعب بأكمله أدبيا ...
[email protected]