الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أزمات "الوافدين" مسئولية من؟!


في السابع عشر من مايو الماضي أجريت عدة لقاءات صحفية مع عدد من الطلاب الوافدين من نيجيريا، تزامنا مع زيارة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، عن أبعاد الزيارة وأهدافها، وما الذي ستسفر عنه الزيارة والنتائج التي ستعود على الطلاب النيجيريين والافارقة الدارسين بالأزهر والذين يمثلون الأغلبية العظمى من نسبة الوافدين الدارسين بالأزهر الشريف، وكانت تلك الصدمة التي لم أتوقعها من ردود الافعال بالنسبة للطلاب حول حياتهم المعيشية خاصة الطلاب الذين يدرسون على نفقاتهم الخاصة ولم يأتوا للدراسة في مصر على منحة دراسية أو على حساب بلادهم.

العجيب أن هؤلاء الطلاب حدثوني عن شيء لأول مرة ألاحظه رغم احتكاكي المباشر بكثير من الطلاب الوافدين سواء من شرق آسيا او من أفريقيا بمختلف مواقعهم ودولهم، وكذا علاقتي بالطلاب الاندونيسيين والماليزيين، والفرق الشاسع بين ما يتمتع به الطلاب الأسيويون بسبب ما تنفقه عليهم بلادهم أو المزايا المقدمة من قبل الأزهر الشريف بسبب الدعم المستمر من قبل المؤسسات الخيرية التابعة لهذه البلدان.

لكن ليس هذا هو ما جعلني أكتب هذه الكلمات، انما ما سمعته من ردود أفعال الطلاب الافارقة، أنهم ربما لا يأتون الي الجامعة وعدم التزامهم بالحضور في المحاضرات رغم أن هذا أمر خارج عن إرادتهم بسبب قلة النقود، حيث قال لي أحدهم نصا: "أنا في بعض الأحيان أجلس في المنزل ولا أستطيع أن آتي من زهراء مدينة نصر بسبب أنني لم يكن معي ما يكفيني للوصول إلى الجامعة"، وقال آخر: "في بعض الأوقات لا نجد ما نأكله ونحن نعاني من شدة الحاجة"، ولا اخفي عليكم أن هذا آلمني كثيرا.

الغريب أن بعض الطلاب قال لي إن هناك قرارا لا أعلم صدق كلامه من عدمه لا يتيح لهم العمل أثناء الدراسة في أي مكان، حتى ولو كان سوبر ماركت، وهذا يؤثر على تحصيلهم العلمي.

لكن ليس هذا هو نهاية المطاف فقد ناقشت بعض الطلاب خارج الاحاديث الصحفية نقاشا أخويا، وهو أحد جيراني في السكن قد استأجر شقة له ولأسرته المكونة من 4 أفراد هو وزوجته وولدان صغيران، الذين يعيشون معه، حيث قال لي ان الجامعة تعطيه بدل سكن 500 جنيه وهذا جيد إلا أنه لا يكفي لسداد قيمة ايجار السكن، فضلا عن الاسعار التي تكوي هؤلاء الفقراء من طلاب العلم.

الحديث عن هؤلاء يطول بآلامه وأحزانه لكن يجب أن يكون هناك أطروحات ومقترحات تقدم لأولي الأمر حتى نخفف عن هؤلاء الطلاب الذين تركوا بلادهم من أجل تحصيل العلم وعودتهم كسفراء للأزهر الشريف يصححون ما شوهه البعض عن وسطية الإسلام التي يتبناها الأزهر الشريف.

وهنا أقترح توقيع بروتوكول تعاون بين جامعة الأزهر والأوقاف للتعاقد مع الطلاب الوافدين المتميزين بعذوبة الصوت وحفظ واتقان القرآن الكريم لإمامة الناس في الصلوات وخاصة الجهرية بمساجد الأزهر والأوقاف بمقابل مادي، وهذا سيكون له مردودان هما سد عجز ائمة المساجد، الذي يبلغ تقريبا 50 ألف مسجد، حيث يبلغ عدد مساجد الجمهورية التابعة للأوقاف تقريبا 125 ألف مسجد وزاوية، وعدد الأئمة لا يتعدى 55 ألف إمام معين وما يقرب من 10 آلاف إمام بالمكافأة، وبهذا يكون قد جبرنا الخلل في مساجد الأوقاف بعناصر تعشق الأزهر وتنتمي اليه وليس لها أي انتماءات حزبية أو لجماعات، ومن ناحية أخرى يخفف على المميزين أعباء الدراسة وحياتهم الأسرية التي ارتأوا أن يستقروا في مصر مدة الدراسة وحبا في أزهرهم الشريف.. هذه كلمات أبعثها لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط