قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

مرصد الأزهر: مشكلات المسلمات في إسبانيا «الحجاب.. العمل.. العنصرية».. ويؤكد: يطالبن بالاندماج في المجتمع

أرشيفية
أرشيفية

  • مرصد الأزهر: مسلمات إسبانيا يصررن على الاندماج بالمجتمع
  • "فاطمة حامد" أول مسلمة تقود حزبا في إسبانيا
  • أبرز مشكلات المسلمات في أسبانيا «الحجاب.. العمل.. العنصرية»

قال مرصد الأزهر للغات الأجنبية، إن من أبرز ما يمكن ملاحظته على وجود المرأة المسلمة في إسبانيا، أن غالبيتهنّ نشأن في دول تمارس فيها شعائر الدين بشكلٍ واضحٍ وملتزمٍ في الحياة اليومية كالجزائر وتركيا وجامبيا وبنجلاديش وباكستان والمغرب ونيجيريا وغينيا والسنغال، وقد ذهبن للعيش في إسبانيا بصحبة أزواجهن أو للعمل هناك، كما أن معظم هؤلاء النساء متقدمات في السن، حيث إن غالبية أعمارهن تتجاوز الأربعين عامًا.

وأضاف المرصد فى تقرير له، أن المسلمات في إسبانيا يدافعن عن مظهرهن الديني ومعتقداتهن الإسلامية مع إصرارهن على الاندماج في المجتمع، وفي غالب الأحوال تعاني المرأة المسلمة في إسبانيا من الصدام الثقافي مع المجتمع وبعض المشكلات الأخرى التي تنشأ بسبب الأحكام المُسبقة على المسلمين، ولا سِيّما فيما يتعلق بالمرأة ووضعها داخل المجتمعات الإسلامية عمومًا.

فعلى سبيل المثال هناك بعض الحالات التي تشير إلى أن النساء اللاتي يتقدمن لطلب العمل يُطلب منهن التخلي عن الحجاب، فعلى سبيل المثال هناك امرأة مسلمة مغربية تعيش في إسبانيا ذَكرتْ أنها حصلت على دورات عديدة لتأهيلها للعمل، ولكنها عندما كانت تتقدم لأية وظيفة كان يُطلب منها التخلي عن الحجاب لدواعي العمل.

وأشار إلى أن ثقافة المرأة المسلمة تختلف في إسبانيا وفقًا لثقافة المنطقة التي نشأت بها -في حالة ما إذا كانت قد وُلدت خارج إسبانيا- وتظهر في طريقة الاندماج داخل المجتمع الإسباني ومن خلال التعامل مع الثقافات الأخرى والتعايش معها، ومع الأسف، تُحيط بالمرأة المسلمة بعض الأحكام المُسبقة التي تتهمها بالتبعية والخضوع والسلبية وعدم المشاركة في بناء المجتمع، غير أن هذه الأحكام غير دقيقة من الناحية العملية؛ لأن الواقع يعكس نجاح كثير من الرموز النسائية المسلمة في كسر الصورة النمطية، وقد أثبتت المرأة المسلمة قُدرتها على الاندماج مع المجتمع الإسباني.

وقال مرصد الأزهر للغات الأجنبية، إن هناك العديد من الحركات والجمعيات النسائية المسلمة التي تنادي بحقوق المرأة فى إسبانيا، ويتمركز غالبيتها في مدينة قرطبة، حيث تعمل هناك ثلاث إسبانيات اعتنقن الإسلام حديثًا ولا يرتدين الحجاب ويتمتعن بقدرٍ كبيرٍ من التعليم العالي، وتتراوح أعمارهن بين 40 و50 عامًا، كُنّ قد ترأسن جمعيات إسلامية في مقاطعة قطلونية وفي إقليم "الباسك" وفي "أندلوثيا".

وأضاف المرصد فى تقرير له عن نشاط المسلمات فى أسبانيا، أن من النماذج المرموقة للمرأة المسلمة في إسبانيا "فاطمة حامد"، وهي أول مسلمة تقود حزبا في مدينة "سبتة"، ونجحت في الحصول لحزبها على ثلاثة مقاعد.

وتزايدت الجمعيات الخاصة بالمرأة المسلمة في إسبانيا بشكلٍ كبيرٍ في الآونة الأخيرة، وذلك لتلبية احتياجات النساء المسلمات وبحث مشاكلهن وإدماجهن بشكل إيجابي داخل المجتمع. وفيما يلي، نُعرّج على ذكر بعض تلك هذه الجمعيات:

ومن ضمن هذه الجمعيات، جمعية الشابات المسلمات في إسبانيا (ACHIME)، والتى تأسّست هذه الجمعية في السادس من أغسطس عام 2012 في مدريد، على يد عدد من الشابات المسلمات اللاتي ينتمين إلى الجيل الثاني في إسبانيا، وقد امتد نشاطها في جميع أقاليم إسبانيا. وتهدف الجمعية إلى أن تكون نقطة تلاقٍ ودعم لجميع الفتيات المسلمات.

وتتضمن أهداف الجمعية على دعم التمسك بالهوية الإسبانية-الإسلامية بشكل لا يخلق تعارضًا بين الهويتين، مع التأكيد على الحقوق المدنية للمواطنات المسلمات، والتشجيع على الحوار بين الديانات والاحترام المتبادل والمشاركة المجتمعية كوسيلة للتقارب مع شركاء الوطن وتغيير الصورة النمطية عن المرأة المسلمة، ومساعدة الفتيات المسلمات على مواجهة المشكلات وإكسابهن الثقة بالنفس ودعمهن لتحسين ظروفهن المعيشية، وذلك من خلال الاجتماعات والنشاطات التي تُنظم فيها.

كما سلط مرصد الأزهر للغات الأجنبية، الضوء على قضايا المرأة المسلمة في إسبانيا وأهم المشكلات التي يمكن أن تتعرض لها المرأة على المستوى التعليمي والعملي والاجتماعي، كما ترسم هذه القضايا ملامح حياة المرأة المسلمة في إسبانيا بشكل عام.

وقال المرصد فى تقرير له، إن أولى هذه القضايا، «قضية التعليم» ووفقًا لإحصائية بمدينة بلنسية -التي تعد ثالث أكبر مدينة يتواجد بها مسلمون مغربيون- بعد مدينتي "برشلونة" و"بدالونا"-كنموذج، تبين أن مستوى التعليم العالي بين النساء المسلمات من أصل مغربي في المدينة، ممن تتراوح أعمارهن بين 20 و51 عامًا، يصل إلى 42%، وبالنسبة للتعليم الثانوي فتبلغ نسبة المسلمات الحاصلات على الشهادة الثانوية 28%، كما حصلت نسبة 28% منهن على الشهادة الابتدائية، بينما هناك 2% منهن لم تحصل على أي مستوى من التعليم.

وتعتبر هذه النسب مؤسفة في الوقت الحالي لأنها تعبر عن حالة القصور الذي تعانيه المرأة في مجال التعليم الذي يعتبر السلاح الأكثر مضاءً في مواجهة محاولات تشويه الهوية الإسلامية، فلا ينتظر منها بعد ذلك إلا أن تكون راعية في المنزل، لا تشارك بفكرها في تطور المجتمع ولا في تغيير الأفكار النمطية عن المرأة المسلمة بشكلٍ عام. وربما كان السبب وراء انخفاض هذه النسبة هي أن غالبية هؤلاء النساء قد حصلن على مستوى متواضع من التعليم في بلادهن قبل الهجرة إلى إسبانيا، ولم يكملن تعليمهن بعد الإقامة هناك، أما النساء اللاتي وُلدن في إسبانيا فلا يجدن مشكلة في إكمال تعليمهن بل والحصول على درجات علمية عُليا.

أما القضية الثانية فهى «العمل» وتكمن أسباب احتياج المرأة المسلمة في إسبانيا للعمل في النقاط التالية: السعي إلى زيادة دخل الأسرة، وإدخار مبالغ للإنفاق على تعليم الأبناء، والضرورة الاقتصادية والاحتياج للإنفاق على الأسرة في حالة الأرامل والمطلقات.

وتعتبر مشكلة الحصول على عمل من المشكلات التي تواجه المرأة المسلمة في إسبانيا، وخاصة في حالة ما إذا كانت تعول أسرة، فعلى سبيل المثال، وفي سن العمل، تواصل 32.5% من النساء المسلمات في بلنسية من أصل مغرب دراسات تكميلية في الجامعات المختلفة، بينما هناك 18.5% منهن يعملن لضروريات الحياة. أما الصادم في هذا الأمر فهو أن النسبة الكبرى التي تبلغ 49% لا تعمل على الإطلاق، بالرغم من أن هناك 39.5% منهن مؤهَّلات بشكل احترافي للعمل، إلى جانب 32.5% حاصلات على دبلومات عليا وشهادات جامعية.

ومن المؤسف – وفقًا لدراسة أجراها "معهد دراسات المرأة" في مدريد- أن النساء المسلمات اللاتي تجاوزن الأربعين عامًا غير مؤهلات للعمل بشكلٍ جيدٍ؛ لذا فإنهن يرضين بأعمال متواضعة كالخدمة في المنازل، أو أن يبقين في منازلهن دون عمل.

وأضاف المرصد، أن القضية الثالثة هى «الحجاب» فلا شك أن الحرية التي تتمتع بها النساء المسلمات، والتي يكفلها لهن القانون، تمنحهن الحق في ممارسة الشعائر الدينية والالتزام بالزي الإسلامي. وتلتزم غالبية المسلمات في إسبانيا بارتداء الحجاب عن قناعة تامة، كما يعتبرنه رمزًا دينيًا يعبر عن هويتهن الإسلامية، بينما هناك العديد من المسلمات يجدن حَرجًا وصعوبة في الالتزام بالحجاب لتعرضهن للنقد ومواجهة بعض الصعوبات في العمل والاندماج.

وأوضح المرصد أنه في الفترة الأخيرة، وبعد محاولات تشويه الإسلام وصورة المسلمين في الغرب، اتخذت الحكومات الأوروبية بعض الإجراءات التي تحجر على حرية المسلمات في ارتداء الحجاب، فقد قام وزير الداخلية الإسباني "فيرنانديث دياث" بانتهاز فرصة مناقشة البرلمان الإسباني لقانون "أمن المواطنين" ليدعو كافة الأحزاب السياسية لمنع البرقع والنقاب في الأماكن العامة، ورأت بعض الأحزاب منها "الحزب الاشتراكي الإسباني" أن هذا التصرف بمثابة "بالونة اختبار" وذلك لتمرير قانون الحرية الدينية ومنع بعض البنود الأخرى في القانون.

وتحوّل الحجاب إلى عامل من عوامل العنصرية والتمييز، فيُطلب منهن تركه صراحةً في مخالفة للقانون الذي يكفل حرية المظهر للجميع. وتعاني النساء المغربيات أكثر من غيرهن من هذا الأمر، كما أن هناك بعض المدارس تمنع ارتداء الحجاب وفقًا للوائحها الداخلية، فقد رفضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان طلبًا قدمته المحامية الإسبانية المسلمة "زبيدة بريك الديدي" لمقاضاة رئيس المحكمة الوطنية الإسبانية "خابيير جوميث بيرموديث" Javier Gómez Bermúdez والذي رفض بقاءها على المنصة المُخصصة للمحامين في قاعة المحكمة، بحجة أنها تغطي رأسها وهو أمر غير مقبول على حد زعمه، وكان ذلك في عام 2009، وقد طلب القاضي من المحامية التخلي عن الحجاب في إحدى جلسات المحاكمة مُعللًا ذلك بأن المحامين لا بد أن يلتزموا بعدم ارتداء أي غطاء للرأس، وعندما رفضت المحامية، أجبرها حرس المحكمة على النزول من على المنصة والجلوس مع الجمهور.

أما القضية الأخيرة، فهى «العنصرية» وتعد من أبرز مظاهر معاناة المرأة المسلمة في إسبانيا، حيث عقد "المركز الثقافي الإدريسي" المائدة المستديرة الثانية حول التمييز المزدوج الذي تتعرض له المرأة المسلمة والذي من الممكن تسميته "إسلاموفوبيا الجنس"، وذلك في إطار فعاليات المركز حول اليوم العالمي للمرأة.

وأشار أحد المحاضرين إلى أنه في ظل الهجمة الأخيرة على الإسلام بعد تفجيرات فرنسا فإن المرأة المسلمة قد تعرضت للكثير من الاعتداءات اللفظية والبدنية، إضافة إلى مظاهر الإسلاموفوبيا التي تمارس ضدها، ومن هنا كانت التسمية "إسلاموفوبيا الجنس" أي وجود تمييز مزدوج للمرأة المسلمة، الأمر الذي جعلها أكثر عرضة لسوء معاملة الآخرين. وأكد رئيس الندوة أن المجتمع ينظر إلى المرأة المسلمة على أنها أجنبية رغم نشأتها في المجتمع الإسباني.