قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ليس منا من لم يوقر إمامنا


من الواضح للعيان تلك الهجمة الشرسة التى يتعرض لها إمامنا الأكبر وعالمنا الجليل الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، وتلك الهجمة الشرسة ليست عليه وحده، لكنها على كل ثوابت وقيم الوطن والأمة، وتدل دلالة خطيرة على ضياع الأدب، وضعف الإيمان فإذا كان توقير الكبير جزء وشعبة من الإيمان، فلنا أن ننبه على أن ما يحدث الآن من هجوم على الإمام الأكبر من الظواهر الاجتماعية المؤرقة والمؤلمة حقا وهى فقد الأدب بين الصغير والكبير، فالصغير لا يعرف للكبير حقا ولا توقيرا وإذا صدرت تلك الصغائر ممن يطلق عليهم البعض بالنخبة وأغلبهم من العلمانيين كانت الطامة الكبرى لأنهم يتحملون مسئولية كبرى بمكانتهم التى وصلوا إليها فعليهم أن يكونوا قدوة فى أقوالهم وأفعالهم.

وإذا كان العلمانيون منهم يرفضون تسميتهم باللادينيين ويتمسح بعضهم بكتاب الله ممسكا به دائما، وبعضهم بالجلوس بين الصوفية وبعضهم بالحج والعمرة، وكلها مظاهر دينية ولكن الفعل والقول لا دينى ولو أنهم من المؤمنين حقا فعليهم أن يهتدوا بهدى الإسلام، وإذا كانوا من المؤمنين المتدينين كما يدعون فعليهم أن يتبعوا تعاليم الدين ويتعلموا هدى وأدب النبى الكريم للمسلمين.

عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: جاء شيخ يريد النبي -صلى الله عليه وسلم- فأبطأ القوم عنه أن يوسعوا له، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا" (الترمذي)، مجرد أنه كان شيخا كبيرا فى السن، اعتبر الرسول إبطاءهم فى التوسعة له وإفساح المكان له، عدم توقير، فنهرهم بشدة وقال إن من أبطأ فى توقير الكبير ليس من المسلمين، فماذا عن هؤلاء ممن يتطاولون على الإمام الأكبر ويتجاوزون فى الحديث عنه وينالون منه ،ماذا نطلق عليهم وماذا نسميهم حسب قول الرسول.

أقول لهؤلاء ممن يدعون العلم والثقافة هل سمعتم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من شاب شيبة في سبيل الله كانت له نورا يوم القيامة" (الترمذي)، وما شاب إمامنا الأكبر إلا فى خدمة الإسلام والمسلمين وهى بمشيئة الله ستكون له نورا يوم القيامة أما أنتم ففيما كانت شيبتكم، ما أرى شيبتكم إلا فى خدمة أعداء الأمة وأعداء الدين وتمجيد أهل الفسق والفجور من المنحلين.

والله تعالى يكرم الرجل الصالح الذى يفنى عمره فى خدمة الإسلام وكذلك يكرم حامل القرآن ويطلب منا أن نكرمه نحن أيضا إجلالا لله لأنه خادما لله فى أرضه فما بالكم إذا كان إمامنا الأكبر توافرت فيه الصفتان
عن أبى موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط" (أبو داود).

إن من كرامة إمامنا الأكبر أنه يكون هو الإمام لأى جماعة من المسلمين من الشرق أو الغرب ومن أى دولة فى العالم يجتمع فيها المسلمون من أهل السنة للصلاة، فلن يكون لهم إمام غيره، فاحترامه ومكانته يعرفها القاصى والدانى وكلامكم لن يضره شيئا، بل أنتم لو كتب لكم الصلاة فى مكان هو فيه فستقفون خلفه مأمومين رضيتم أم أبيتم فليس هناك من يصلح منكم للصلاة خلفه، فضلا عن أن يصبح فى مكانه أومكانته.

وعَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَنْزِلُوا النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ".

وإمامنا الأكبر أنزله الله أعلى منزلة فلن تضره أقوالكم ولا أفعالكم بل هى مردودة عليكم من أبنائكم وممن يتتلمذ على أيديكم لأنه السوء والإساءة يتعلم منكم.

ولا يمكن لحد أن يشكك فى انه عالم بل وضعه الله فى منزلة أكبر الأئمة والعلماء وهؤلاء العلماء يجب توقيرهم واحترامهم وإنزالهم المنزلة التى أنزلهم الله تعالى إياها حيث قال تعالى "شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط، لا إله إلا هو العزيز الحكيم" (آل عمران: 18).

ويكفى الجولة الأخيرة التى أظهرت للعالم كله مقامه الكريم ومكانة الأزهر الكبيرة فى قلوب وعقول المسلمين وغير المسلمين فى آسيا وأفريقيا وأوربا وفى الشرق والغرب أما انتم فلا قيمة ولا مقام ولا مكانة لكم فى الدنيا والآخرة وستذهب اقوالكم وأعمالكم هباء ولن تضره شيئا.