بعد تصريحات عضو مجلس الشعب عن "الختان"
فيلم "حكاية بنت اسمها مرمر" عكس التقاليد القديمة التي تتمسك بها الأرياف وإجراء عادة "الختان"
فيلم "دنيا" ناهض الختان بطريقة مبتكرة عندما قابلت البطلة من يعيد ثقتها بجسدها
مسلسل "ذات" كشف عن طريقة بشعة تمت بها عملية "الختان" بغرض التنفير منها
طلع علينا مؤخرا أحد أعضاء مجلس النواب بتصريح حول ضرورة إجراء عملية "الختان" للإناث شارحا الجوانب الإيجابية من وراء هذه الظاهرة ومدعما كلامه بأسانيد من الشريعة.
وقد لاقى كلامه اعتراضا من قبل المؤسسات الحقوقية، حيث ندد العالم بهذه الظاهرة ورفضت المنظمات المعنية بالمرأة والطفل هذه الممارسات التي لها آثار نفسية وجسدية سيئة.
"صدى البلد" يرصد في التقرير التالي أهم الأعمال الفنية التي تناولت ظاهرة "ختان" الإناث ويلقي الضوء على التداعيات السلبية التي تنجم عن هذه الظاهرة.
فيلم "حكاية بنت اسمها مرمر"
تناولت السينما قضية ختان الإناث منذ وقت مبكر، وكانت البداية من خلال فيلم حكاية "بنت اسمها مرمر"، الذي قام ببطولته الفنانة سهير المرشدي ومحمود ياسين وصلاح منصور وعلية عبد المنعم.
تناول الفيلم علاقة الختان بتربية البنت والتداعيات السلبية التي تنجم عنه من رواسب نفسية استمرت معها طوال حياتها، وهذا ما أظهرته الفنانة سهير المرشدي التي جسدت دور الفتاة "مرمر" التي اتت من إحدى المحافظات (بني سويف)، حيث التمسك بإجراء عادة الختان في القرية والمناطق المحيطة بها، لتقيم عند خالتها بالقاهرة لتدرس في كلية الآداب.
تتصاعد الأحداث عندما ترتبط بابن خالتها الذي يجسد شخصيته الفنان محمود ياسين، حيث تبدأ علاقتهما في الاضطراب بعدما تشعر "مرمر" بأن هناك رواسب واضطرابات نفسية تحركها تجاه حبيبها من وراء إجراء أسرتها لها عملية الختان.
فيلم "أسرار البنات"
الفيلم تناول مخرجه مجدي محمد علي بجرأة موضوع ممارسة الحياة الجنسية بين المراهقين قبل الزواج، وجسدت هذه الأدوار الفنانة الشابة مايا شيحة والفنان الشاب شريف رمزي، واعتبر هذا الدور هو أول ظهور لها على شاشة السينما، وأيضا شاركهما البطولة نخبة من ألمع النجوم، منهم دلال عبد العزيز وعزت أبو عوف وسوسن بدر في ظهور وتناول مختلف.
فقد كشفت مؤلفته الكاتبة عزة شلبي عن المشاكل التي يتعرض لها الشباب، خاصة عندما يقعون في الحب، وواجه الفيلم الكثير من الانتقادات عند عرضه بسبب جرأة موضوعة، وهو ممارسة العلاقة بدون أي ارتباط، وكشف عن السلبيات التي نجمت عن هذه العلاقة، وذلك حين وقعت الفتاة في مشكلة حملها من حبيبها الذي استطاعت أن تخفيه عن أسرتها لمدة 9 أشهر، ولكن مع تدهور حالتها وأثناء ميعاد الولادة تم اكتشاف السر الذي أخفته عن أسرتها، وعندما قام الطبيب بتوليدها لاحظ أنها غير "مختتنة" فقام بختانها دون أن يبلغ أسرتها ظنا منه أنها فعلت ذلك بسبب عدم ختانها وأن الختان هو الطريقة المضمونة للحفاظ على شرف وعفة البنت.
فيلم "دنيا"
ناقش الفيلم حياة فتاة "دنيا" التي جسدت شخصيتها الفنانة المعتزلة حنان ترك عندما تعرضت للختان عند ولادتها وحاولت جاهدة طوال حياتها أن تتغلب على إحساسها بالفراغ، وذلك بدراسة الفن والشعر، وفي الوقت نفسه تتعلم الرقص وتغوص في عالم آخر يبعدها عن إحساسها الدائم بأن هناك مشكلة ما تعوق سعادتها، ولكنها مع هذا تواجه مشاكل نفسية وعاطفية بسبب زوجها الذي جسد دوره الفنان (فتحي عبد الوهاب) الذي اتهمها بالبرود الجنسي، حتى التقت بحبيبها الأستاذ الجامعي الذي قام بدوره الفنان (محمد منير) الذي استطاع إعادة ثقتها بجسدها لتقترب منه رافضة رفض زوجها لها.
الدراما المصرية ودورها في عملية الختان
لم يقتصر دور الفن ومواكبته لأحداث المجتمع وتسليط الضوء على السلبيات على الشاشة الذهبية فقط، بل كان لشاشة الفيديو دور آخر لا يقل أهمية عن دور السينما، فقد كانت هناك عدة أعمال درامية تناولت القضية بشكل مباشر وبطريقة درامية قريبة لعقل وفهم المشاهد منها:
مسلسل "ذات"
تناولت مؤلفته الكاتبة مريم نعوم الأحداث الاجتماعية والسياسية التي حدت في المجتمع المصري إبان فترة ما قبل ثورة 23 يوليو إلى الأحداث التي أدت إلى اندلاع ثورة 25 يناير عام 2011.
من ضمن هذه الأحداث إلقاء الضوء على ظاهرة ختان الإناث، وذلك من خلال المشهد الذي حمل محتوى البشاعة والعنف في طريقة استخدام "ماكينة الحلاقة" لإجراء عملية الختان، وذلك بهدف من المخرجة للتنفير والترهيب من تلك العادة، ما أثر بالفعل على نفسية الفتاة، التي جسدت شخصيتها الفنانة نيللي كريم.
ظهرت مخرجة المسلسل كاملة أبو ذكري سلبيات هذه الظاهرة منذ أن أجريت للفتاة "ذات" منذ صغرها وحتى عندما تزوجت ألقت الضوء على المتاعب التي تحملتها تلك الفتاة، حيث إنها لم تنعم بحياة زوجية مستقرة مع زوجها بعكس صديقة طفولتها التي تمتعت بحياتها الجنسية مع زوجها، ما جعل "ذات" تقرر عدم تكرار هذه التجربة المريرة التي وقعت فيها أسرتها وترفض ختان بناتها.