وول ستريت جورنال: صدام وشيك بين واشنطن وأنقرة وكلمة السر "كولن"
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية اليوم "الأحد" أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تبدو أنها في طريق التصادم مع حليف مهم بعد طلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تسليم رجل الدين المسن فتح الله كولن والذي يعيش في الولايات المتحدة والذي اتهم بتدبير الانقلاب الذي فشل مساء الجمعة.
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات مسؤولي الحكومة التركية، أمس السبت، بأنهم سيعتبرون واشنطن عدوا لهم إذا امتنعت إدارة أوباما عن تسليم فتح الله كولن، رجل الدين التركي المنعزل ولكن صاحب النفوذ، والذي يعيش في منفاه الذي فرضه على نفسه في ولاية بنسلفانيا منذ نحو عقدين.
وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن "أي بلد تساند كولن ليست صديقة لتركيا، بل متورطة في حرب جدية مع تركيا"، كما توجه أردوغان في خطاب متلفز باسطنبول بطلب شخصي لأوباما بتسليم كولن.
وحسب الصحيفة، رد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بحدة قائلا لنظيره التركي مولود تشاووش أوغلو السبت، هاتفيا إن "التلميحات العامة أو الادعاءات حول أي دور للولايات المتحدة في الانقلاب الفاشل هي لا أساس لها من الصحة ومضرة لعلاقتنا الثنائية".
وأكد كيري على أن بلاده على استعداد لمساعدة السلطات في أنقرة للتحقيق في الانقلاب، ولكنه قال أيضا إن الولايات المتحدة "تحث على ضبط النفس من قبل الحكومة التركية واحترام الإجراءات القانونية اللازمة وتعهداتها الدولية أثناء التحقيق والكشف عن معلومات إضافية حول المتورطين".
كما أشارت الصحيفة إلى أن تبادل التصريحات غير العادي كشف توترات قائمة منذ فترة طويلة بين الحكومتين حول عدد من القضايا بداية من الحقوق المدنية، أسلوب الحكم والحملة الدولية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، والتي اندفعت إلى السطح في أعقاب محاولة الانقلاب.
وأضافت الصحيفة أن المسؤولين الأتراك وصفوا المحادثة ذاتها وقالوا إن كيري ناقش مع تشاووش العملية القانونية بشأن تسليم كولن إلى تركيا، مشيرة إلى أن طلب تسليم من المتوقع أن يتم تقديمه لوزارة العدل الأمريكية، إلا أن كيري قال السبت إنه لم يتسلمه بعد.
ولم يستبعد كيري احتمالية تسليم كولن لتركيا حيث قال للصحفيين في لوكسمبرج، أمس السبت، أن الولايات المتحدة ستقيم أي دليل تقدمه أنقرة.
ولفتت الصحيفة إلى أن كولن الذي كان حليف أردوغان يوما في الحرب لفصل الجيش عن السياسة، يتمتع بقاعدة مؤيدين كبيرة في تركيا حيث يدعو إلى رسالة التسامح، مشيرة إلى أن إقامته في الولايات المتحدة كانت لمدة طويلة نقطة توتر بين واشنطن وأنقرة.
وذكرت الصحيفة أنه رغم مطالبة أردوغان الولايات المتحدة مرارا إما باعتقال أو تسليم كولن إلى تركيا، فإن المسؤولين الأتراك لم يقدموا بعد طلبا رسميا لنظرائهم الأمريكيين من أجل تسليم رجل الدين التركي الذي يعيش في ولاية بنسلفانيا منذ 1999، ويحاكم غيابيا في أنقرة بتخطيط انقلاب على الحكومة.