قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

بالصور.."الفتاة الحديدية" حاربت مرضها النادر بـ"الميك اب والفكاهة"

0|أسماء التوني

قلب اعتاد على الآلام، وعقل حائر يبحث عن منبع الجرح ليجففه، ليجد أبواب اليأس تشيد واحدة تلو الأخرى فتسد أمامه كل مسلك وطريق، فيمد العقل يداه للقلب ليحملا الفأس ويهلكا به كل عقبه تمنعهما من الحياة.

"دينا علاء الدين" فتاة فى عمرها العشرين تعيش سن الزهور فى أبهى مواسمه، أصيبت فى يوم مولدها الثامن عشر بمرض نادر فى المخ حاربته دينا على طريقتها الخاصة التى رآها البعض أنها مجرد حركات صبيانية لا تجدى نفعًا، فكانت تشترى قبيل أى عملية تجريها ملابس جديدة وحذاء واكسسوارات وتضع الميكاب الذى يجعلها مثل العروسة ليلة زفافها.

_《بداية المرضِ》

بدأ المرض فى الظهور بنزيف حاد فى المخ وانفجار أحد الشرايين لتنقل على أثره إلى المستشفى فيشخص الأطباء الحالة على أنها انيميا حادة والبعض الاخر على أنه انخفاض فى مستوى الدم ، لتأخذ الأدوية بناءًا على هذا التشخيص لعدة أسابيع متتالية ، ولكن دون نتيجة مرضيه.

الأم فى حالة من الفزع وخاصة لتغيب والدها لظروف عمله بالخارج، وضعت وشاحها على رأسها وأخذت ابنتها فى أحضانها وطرقت بها باب كل تخصص فى مجال الطب فيما عدا تخصص المخ والأعصاب، ولم تكن تعلم أنه أولى الأبواب بتركه، ساعات وتكتشف أن أبنتها مصابه بمرض نادر فى المخ، مرض عجز الأطباء عن إيجاد علاج نهائى له.

-《فقدان الأمل فى نجاح العملية》

"ربنا يتولاها برحمته" قالها الطبيب بعدما أمر فريقه الطبى بإجراء عملية طارئة بعد عدة أيام عقب إطلاعه على الأشعة المقطعية التى أجرتها دينا على المخ، لم تلبث أقدام الأسرة أن تطأ أعتاب مسكنهم حتى فوجئوا بإتصال من الطبيب يعلمهم بتقديم موعد إجراء العملية ليوافق يوم عيد ميلادها التاسع عشر.

-《حفل عيدالميلاد يتحول إلى نكبة》

الأسرة تعلن حالة الطوارئ فبعد أن كانت الأم تفكر فى اختيار هدية لإبنتها فى عيد مولدها أضحت تفكر فيما يحمله لهم القدر فى تلك الليلة، دقائق وتسقط دينا أرضًا فاقده للوعى، والطبيب يؤكد لهم أن الوضع أصبح خطرًا، وإجراء العملية مجرد محاولة لإستمرار حياتها المنتهية بالفعل، ولكن الأم أصرت على إجرائها فهى الخيط الوحيد أمامها، فوقعت الأم والأب على تقرير يحملهم المسئولية كاملة.

دخلت دينا غرفة العمليات ومرت ساعات وساعات حتى أطل الطبيب مستبشرًا أن ما حدث داخل غرفة العمليات أشبه بالخيال "معجزة" ، وتأكد الطبيب بعدها بكثير من أن حالة دينا أشبه بالمعجزة بعدما أجرى عملية من نوع أخر على المخ ووجد شئ أشبه بالقلب مرسوم على المخ، قائلًا: «منحكِ الله قلبا بصدرك وقلبا بعقلك ».

-《ثقتها بالله تدفعها للتحدى》

قالت دينا، إن تلك العملية لم تكن الأخيرة بل كانت بداية لسلسلة من العمليات التى لم تنتهى، حيث أنها أجرت ثلاث عمليات على مدار عامين من ضمنهم gamma knife منذ اكتشاف المرض، وكانت تواجهها فى كل مرة بإرادتها وتحديها للمرض لتثبت أنها أقوى منه، مضيفه " أننى دخلت غرفة العمليات ويملأنى اليقين بأن الله لن يخذلنى، وكنت ادعى دومًا أن لا أكون قعيدة كرسى".

ورغم وقوفها المتكرر فى وجه المرض الإ أنها لم تستجب للعلاج وذلك دفع الأطباء لإخبار أسرتها أنه أمامهم أحدى البدائل أما أن تستمر بجلسات العلاج الذرى ، أو أن يتم عمل حقن لها فى المخ للمرة الثانية ، لكن الخيار سيجعلها تصاب بعجز في اطراف جسدها، عند تلك المرحلة.

-《الأطباء يصفونها بالمعجزة》

تقول دينا، أن الأطباء كان يتسلل إليهم الخوف أحيانًا من المصادفات الغريبة التى كانت تحدث معها، فكانت تدخل الغرفة وجميع الأمال محطمة بعودتها للحياة مرة أخرى وتخرج من العملية أقوى مماسبق مما جعلهم يصفون حالتها بالمعجزة ، موضحه أن حياتهم مليئة بالمصادفات الغريبة فكل عيد ميلاد لها لم يكن يمر سهلًا دون حدوث كارثة.

-《الإنتكاسة》

والأن تواجه دينا أكبر انتكاسه منذ علمها بطبيعة المرض وذلك خلال تأديتها لامتحانات الفصل الدراسي الثاني، حيث أصيبت بإرتفاع حاد في الضغط نتج عنه نزيف بالمخ، لتتناثر كل محاولات العلاج كالغبار، ويستمر المرض في تدمير خلايا المخ، ولتصبح الفتاة الحديدية أخطر الحالات المصابة بهذا المرض ناتج عن تشوهات يولد بها الطفل ولا يتم اكتشافها سوى بعد وفاة المريض.

-《ويستمر التحدى》

ورغم ذلك تحاول دينا أن تظل الفتاة الحديدية وتعود لعهدها السابق حيث أنها لما تكن فتاة تقليدية تذهب إلى كليتها وتعود منها فى صمت بل كانت تعشق خدمة زملائها فكانت مساعد رئيس وسكرتيرة مكتب اتحاد طلاب جامعة عين شمس، وممثلة عن الجامعة في صندوق مكافحة وعلاح الأدمان التابع لرئاسة الوزراء.