- محللون:
- محلل: أسباب نفسية وراء سخط الطلاب على مكاتب التنسيق.. وأعمارهم لا تسمح بـ"الرضا"
- سعيد صادق: زرع الأهل لـ"طموح مبالغ فيه" لدى الابن بالثانوية العامة سبب انتحار بعضهم بعد ظهور النتيجة
- سامية خضر: صدمة الطلاب في نتائج مكتب التنسيق تتحملها الأسرة
العديد من الشباب وخريجي الثانوية العامة يحلمون بكليات "القمة" من طب وصيدلة وهندسة، ويأتي التنسيق بما لا تشتهي السفن، ما يدخلهم في حالة إحباط ورفض للكلية التي فرضها عليه التنسيق.
وذلك يستدعي طرح تساؤل حول كيف يرضى الطالب بالكلية التي فرضها عليه التنسيق، ومن المسئول عن تلك المهمة. السطور القادمة تجيب عن ذلك.
صغار على التقبل النفسي
في هذا الصدد، قال الدكتور أنور حجاب، أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس، إن نتائج مكاتب التنسيق في كل الأحوال لن يتقبلها ولن تحقق مرحلة الرضا النفسي عند الشباب المقبل على المرحلة الجامعية.
وأضاف حجاب، في تصريح خــاص لـ"صدى البلد"، أن الشباب في هذه المرحلة العمرية لم يكتمل لديهم مفهوم الرضاء والتقبل النفسي، حيث لا يزالون ينتقلون في هذه الفترة من مرحلة الاعتماد المطلق على الأهل لمرحلة التمرد المطلق.
وأوضح أن الأسرة عليها دور كبير في تحقيق مفهوم الرضا لدى الأبناء عن طريق الدعم النفسي الإيجابي أو السلبي، ما ينعكس عليهم، مشيرًا إلى أن التقييم الفعلي لأداء الطالب يعكس حالة الرضا عن أي نتائج كانت.
مسئولية الأسرة
من جانبه، قال الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، إن الكثير من أولياء الأمور يعتبرون أن مرحلة الثانوية العامة نقطة التحول في حياة أبنائهم ويتخذون ذلك وسيلة للضغط على أولادهم للمذاكرة، ما يشكل ضغطا على الطالب ونفاجأ بعد ظهور نتيجة غير مرضية، بإقبال من بعض الطلاب على الانتحار.
وأضاف "صادق" أن الضغط الاجتماعي من الأهل على الطالب وتقديم اتهامات مسبقة له بالفشل إذا لم يحصل على مجموع لدخول أعلى الكليات، يجعل الطالب يدخل في حالة من الخوف، وقد تحدث له حالة اكتئاب ويحاول التخلص من حياته عند حصوله على نتيجة لا ترضي أهله أو الطموح الذي تم زرعه بداخله.
التميز في أي كلية
أكدت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع جامعة عين شمس، أنه على الأسرة المصرية الالتزام بتصحيح الأفكار والمفاهيم الخاطئة حول نتائج مكاتب التنسيق حتي يتقبلها الشباب، وترسيخ فكرة التميز في أي مكان يوضع فيه الإنسان، وقالت إن صدمة الطلاب في نتائج مكتب التنسيق تتحملها الأسرة التي رسخت لأفكار خاطئة في نفوس الأبناء.
وأوضحت "خضر"، في تصـريح خــاص لـ"صدى البلد"، أن مجتمعنا يقوم على فكرة تمجيد كليات القمة وإنكار المعاهد الفنية وغيرها التي هي أساس العمل، وأشارت إلى أننا في مجتمع يحتاج للعمل الفني بمختلف أنواعه، وعلى الأسرة إقناع أبنائها بأي نتائج كانت بدون تقليل من شأنهم، وذلك لأن رضاء الأسرة ممثلة في الأب والأم ينعكس مباشرة على الأبناء، ومدى رغبتهم في الالتحاق بنوعية الكلية أو المعهد.