الأحزاب لم تتعلم الدرس من انتخابات البرلمان

نحن الآن على أعتاب انتخابات محلية أوشكت أن تدق الأبواب، وبنفس طريقة الإدارة أيام الانتخابات البرلمانية نجد الأحزاب تتبع نفس الأسلوب، الآلة الإعلامية الواهمة للمجتمع، بان لديها كوادر جاهزة على خوض الانتخاباتـ، وأنها فى سبيلها لعقد صفقات وتحالفات مع الأحزاب الأخرى والتيارات السياسية، وأيضا تستخدم ذات البيانات الصحفية من أنها انتهت من تدريب الكوادر وتدريب من هو الأصلح وان لديها استمارات تسجيل.
أضف إلى ذلك ما اعتادت عليه من أنها تعزف على أوتار اهتمامها بالشباب واهتماماها بالمرأة واهتماماها بالدماء الجديدة، فى حين أن كل ذلك محل كذب وافتراء من جانب هذه الأحزاب.... واقل ما تنعت به أنها بالفعل تؤكد على أنها كرتونية المنشأة وكرتونية الفعل.
لم تتعلم الأحزاب الدرس من الانتخابات البرلمانية التي ظلت تعزف منفردة على صفحات الجرائد وفى آخر وقت للترشح وجدنا أرقام هزيلة لأحزاب صدعتنا من بياناتها الحزبية وكلماتها الحماسية الجوفاء.
فإذا ما حللنا ما أفرزته هذه الأحزاب تحت القبة نجد 7 أحزاب من اجمالى 19 حزب لا يتجاوز عدد نوابها عن 3 أعضاء، وخمسة أحزاب لا يتجاوز عدد أعضائها 6 نواب، هذه هي حصيلة الحياة الحزبية فى مصر بعد الانتخابات البرلمانية!!!
روشتة للأحزاب .... الانتخابات المحلية اكبر وأوسع من البرلمانية
الانتخابات المحلية تتجاوز 55 ألف عضو، ليس من السهل خوض هذه الحرب دون أن يكون هناك تحالفات حقيقية للأحزاب وفى وقت مبكر، وإلا استحوذ ائتلاف دعم مصر على المحليات بأكملها، ولا تلوم الأحزاب إلا نفسها.
وليس أمام الأحزاب إلا احد الطريقين:
إما أن تنضم لائتلاف دعم مصر ويقبل كل حزب بشروط الإذعان التي تملى عليه من الائتلاف، وإما أن يتحالف مع الأحزاب الأخرى تحالفا حقيقيا بعيدا عن المصالح والظهور الإعلامي، وكل حزب يضع دعم مادي بقدر ما يريد الحصول عليه من مقاعد كى تتم حملة الانتخابية حقيقية.
دون هذين الطريقين... لن يكون هناك سبيل للحياة الحزبية فى مصر... وننسي ما يسمى "بالأحزاب المصرية"، ونختزلها فى كلمة واحد هي "ائتلاف دعم مصر".