هيلارى تعزز موقفها فى الشرق الأوسط بلقائها مع السيسى

لاحظت اهتماما غير عادى من الإعلام الأمريكى، من خلال تصفحى للمواقع والصحف الأمريكية حول اللقاء المرتقب ما بين المرشحة للانتخابات الرئاسية الأمريكية عن الحزب الديمقراطى هيلارى كلينتون، على هامش مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورتها الـ71 بنيويورك.
مقابلة تطلعت إليها كلينتون لإرسال عدة رسائل فى الداخل الامريكى ولمنطقة الشرق الأوسط.
لقاء وإن تم سيكون له من وجهة نظرى تداعيات إيجابية لـ"كلينتون" والتى تخوض معركة انتخابية شرسة ضد المرشح الجمهورى دونالد ترامب.
تتطلع هيلارى كلينتون لقاء كلا من السيسى والرئيس الأوكرانى فى وقت قام "رامب" بزيارة لاوكرانيا، تسببت فى جدل سياسى أتى بنتيحة عكسية على ترامب.
الأمر الذى تريد استغلاله كلينتون، بأن ترامب غير قادر وغير مؤهل لقيادة الولايات المتحدة خاصة فى ملف السياسة الخارجية، مستشهدة بزيارته غير الناجحة لأوكرانيا.
على حد اعتقادى، أن كلينتون تريد توجية عدة رسائل لأنصارها فى الداخل الأمريكى والخارج من خلال لقائها بالرئيس السيسى، تكمن هذه الرسائل فى عدة نقاط هامة.
الأولى: رسالة للشعب الأمريكي مفادها إنها قادرة على إدارة الملف الخارجى من خلال التنسيق مع كبار قادة الدول وخاصة مصر كدولة محورية فى الشرق الأوسط وقادرة على مكافحة إرهاب داعش، وبالتالى تصبح هيلارى قادرة على تلبية مطالب الشعب الأمريكى فى مكافحة الإرهاب والقضاء عليه -الذى تعانى منه أمريكا ويعانى منه العالم-، فإن حماية أمن المواطن الأمريكى هى رسالة هيلارى لشعبها يتعلق بحماية الأمن الداخلى لأمريكا وبذلك تكون قد التزمت بأهم عنصر جاء خلال برنامجها الانتخابى وهو أمر هام من أولويات المواطن الأمريكى.
خاصة وأن مصر لاعب أساسى ومحورى بمنطقة الشرق الأوسط.
باعتقادى أن مقولة ترامب بأن السيسى شريك إستراتيجى فى الشرق الأوسط لمكافحة الإرهاب جعل كلينتون تأخذ تلك الخطوة كخطوة استباقية لمقابلة الرئيس السيسى.
ثانيا: تريد أن ترسل عدة رسائل بها طمأنة العالم بأن ما مرت به ما هو إلا وعكة صحية لا تؤثر على قيادتها للولايات المتحدة الأمريكية.
إلى جانب توجيه رسالة للعالم العربى والشرق الاوسط، تتظاهر فيه بتغير سياساتها التى اعتمدت فى السابق على مخطط التقسيم للشرق الأوسط وانها واحدة كما قال ترامب من أسباب انهيار وتقسيم الشرق الاوسط.
أعتقد أن تلك المقابلة، تغازل هيلارى كلينتون من خلالها الشعب الأمريكى بانها قادرة على القيادة والتنسيق من خلال السيسى، ومصر بوابة افريقيا وركيزة الاستقرار فى المنطقة.