الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اختلاق أزمات أم أزمات حقيقية؟


تطالعنا الأخبار على مواقع التواصل الاجتماعى يوميًا بأخبار اختفاء السلع الاستراتيجية، بشكل يومى ومُتلاحق، وكأننا نعيش فى سباق مع الأخبار التشاؤمية السوداوية، والأغرب من كل هذا أننا لا نكاد نرى من يسلط الضوء على الأخبار الإيجابية التى تقوم بها أجهزة الدولة، وكأن يداً خفية تريد أن تصدر التشاؤم والصورة السوداء إلى الشعب المصرى، فمن أزمة إلى أخرى بشكل متتابع ومدروس ومتلاحق، والمدهش فى نفس الوقت هو ذكاء الشعب المصرى وإصراره على التحمل والجلد أمام تلك الأزمات والأعباء الزائدة على طاقته، فمنذ ثورة 30 يونيو، أشتم رائحة تدبير الأزمات الخاصة بأمن وأمان الشعب المصرى بشكل متتالٍ وصريح، فتارة نجد أزمة الأمن والسرقات بشكل كبير، ثم قطع الكهرباء وإسقاط أبراج الكهرباء وتفجيرها، ثم قطع المياه لساعات طوال وتسريب أشاعة نقص حصة مصر من مياه النيل بسبب سد النهضة الإثيوبى، ثم أزمة لبن الأطفال وبيعه فى السوق السوداء، ثم أزمات متتاليه من الزيت والمكرونة وأخيرًا وليس آخرًا أزمة السكر، ثم سحب الدولار من السوق وبيعه فى السوق السوداء بأسعار تضرب الاقتصاد القومى للبلد، ثم أزمة نقص الأدوية الأستراتيجية من الصيدليات والمراكز العلاجية، ناهيك عن تصدير الشائعات المتتالية لزعزعة الأمن والاستقرار والتشكيك فى أى انجاز يتم على أرض الواقع بداية من قناة السويس الجديدة وإنشاء شبكة الطرق، وتعديل قوانين الاستثمار، وبناء وحدات الإسكان الاجتماعى لمحدودى الدخل، والقضاء على العشوائيات فى مصر، وإستراتيجية مكافحة والتصدى للفساد فى الجهاز الإدارى للدولة، وغيرها من المشروعات التى طالما ما حلمنا بها فى عهود سابقة، كل هذا بعضه تم بالفعل والبعض الآخر فى طريق الدولة للانتهاء منه، على الرغم من الحصار الاقتصادى والسياسى المحاط بالدولة المصرية، والمؤامرات الداخلية والخارجية التى تحاك بهذا البلد، والحرب على الإرهاب الدائرة على أرض سيناء حاليًا، وزعزعة الأمن الداخلي من خلال التفجيرات المتتالية، وتصدير صورة سيئة عن مصر فى الخارج من خلال بث روح الرعب فى نفوس الأجانب الراغبين فى السياحة إلى مصر، ناهيك عن المنابر الإعلامية المعادية لمصر ولشعب مصر وتدار من تركيا، والمحاولات المستميتة من الجماعات الإرهابية لتأليب الرأى العام على القيادة السياسية وزعزعة الأمن وتكدير السلم العام للبلد.

وأرى فى وسط هذا الكم الهائل من المكائد والمؤامرات التى تحاك ضد هذا الوطن وقيادته، أرى أن الجهات والمؤسسات والهيئات والأجهزة الحكومية والأهلية وأيضأ المواطنين عليهم مسئولية كبيرة فى ظل الظروف العصيبة التى تمر بها مصر، لابد من تنقية الجهاز الإعلامى من الإعلاميين غير المحايدين فى نقل المعلومة بصدق وأمانة بعيدًا عن الأهواء الشخصية والتحيزات السياسية والأغراض الشخصية، لابد من إنشاء جهاز إعلامى يواكب التطورات والأحداث العالمية والداخلية، من خلال إعلاميين على درجة من الحرفية والمهنية، لابد من تحرك وزارة السياحة بشكل علمى مدروس لتنشيط السياحة خارجيًا وداخليًا من خلال الأفلام الوثائقية والإعلانات الدعائية فى القنوات العالمية، وتفعيل دور الهيئة العامة للاستعلامات خارجيًا ومخاطبة السائحين بلغاتهم المختلفة، لابد من سرعة التحرّك من أجهزة الدولة المختلفة لمخاطبة الجمهور أولًا بأول، خاصة أثناء الأزمات وتوضيح الأمر لهم هل هناك أزمة أو نقص فى سلعة معينة أم لا ولو هناك نقص فى سلعة معينة ما هو دور المواطن وما هو دور الحكومة فى حل تلك الأزمة، لابد أن يكون هناك مبدأ للمصارحة والمكاشفة والشفافية بين الجهاز الحكومى والمواطن البسيط وبصفة دورية ومباشرة، حماية لأمن المواطن وسلامته ولأمن الوطن، والقضاء على الأكاذيب والشائعات، ومن حق المواطن معرفة الحقائق من خلال المصادر المسئولة، عوضًا عن مواقع التواصل الاجتماعى، على الدولة تسليط الضوء بشكل تفصيلى على ما تقوم به من مشروعات لخدمة المواطن وتقدم الدولة بشكل مبسط ومستفيض فى نفس الوقت حتى يشعر المواطن بمدى مسئولية الدولة تجاهه وما هو التوجهه الاستراتيجى للدولة من الآن ومستقبلًا، أرى أن الشفافية والعدالة والمسئولية، وتطبيق القانون، هما السبيل الحقيقي للقضاء على الأزمات والتعامل معها بشكل علمى وعملى، وهذا سوف يجعل المواطن يتعامل هو الآخر بأسلوب أكثر جدية ومسئولية، للوقوف بجانب وطنه والحفاظ عليه فى تلك الظروف الصعبة التى تمر بها مصرنا الغالية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط