الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«هي والراهب».. رواية تتمرد على تقديس الأشخاص وتلامس التابوهات المعقدة

صدى البلد

تعزف رواية "هي والراهب" للروائي السوري محمد تركي الدعفيس على وتر شديد الخصوصية، يتعلق بتمدرها ورفضها لكل قدسية يمكن أن تسبغ على الأشخاص بحكم مناصبهم أو مكانتهم الدينية أو الاجتماعية، مشددة على أنهم جميعًا بشر يصيبون ويخطئون، وأن لهم مثل كل الآخرين نقاط ضعف يمكن أن توقعهم في كثير من المطبات.

الرواية صدرت عن دار "مدارك" في دبي، وهي الثالثة في المشوار الروائي للدعفيس بعد "الرصاصة تقتل مرتين" الصادرة عن مؤسسة الانتشار العربي اللبنانية، و"قوافل الريح" الصادرة عن الدار العربية للعلوم ناشرون.

و"هي والراهب" تعد المؤَلف الأدبي السادس للدعفيس بعد مجموعتين قصصيتين حملتا عنواني "رحيل" و"لا وقت للحلم" وصدرتا عام 2014 من القاهرة، إضافة لمجموعة منمنات حملت عنوان "على حافة الأمنية" وصدرت عام 2012 من دمشق.

وتتطرق رواية "هي والراهب" والتي تقع في نحو 180 صفحة من القطع المتوسط إلى مواضيع شديدة الحساسية حتى لو بدا ظاهرها يتعلق بالحب والخيانة واختلاف الأجيال، وهي تكاد تلامس التابوهات المعقدة، التي يحاول كثيرون رسم حدودها، وكأنها محرمات لا يجوز المساس، حتى أنها تنذر بحرب بين الأديان على خلفية علاقة فتاة مسلمة براهب مسيحي، تفجر تباشيرها خلافات وقطيعة، وتؤدي إلى إحراق باب الدير إيذانًا باشتعال الصراع بين الطرفين في تعبير جلي عن أن شعارات التسامح والقبول الديني سرعان ما تذوي وتختفي على وقع ما تأصل في النفوس من تعصب يتجلى بمظهر عنيف عند المساس بأي أشكاله أو أتباعه.

الرواية تتناول الحب والخيانة وهالة القدسية بلغة شاعرية ثرية، فتبدو كأنها قصيدة حبلى بالصور والتشبيهات التي وظفها كاتبها في مكانها، فخلق عالمًا تتحرك شخوصه وتتفاعل وتتناغم قربًا وتتجافى تباعدًا بشكل إنساني محكم، ما يجعل منها رواية تستحق القراءة والتمعن.