الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل أسلوب التربية المهمل يقتصر على الفقراء أم الأغنياء ؟


منذ أيام قليله ، شاهدت مثل غيرى ، برنامجا للإعلامية ريهام سعيد ، حيث سلطت الضوء على إحدى الأطفال من الفتيات وأخوها الصغير ، تركوا منزلهم بسبب قسوة الأم وزوج الأم ، وكانت قصة مأساوية كغيرها من قصص الإهمال الأسرى التى باتت منتشره فى مجتمعنا بشكل ملفت للنظر ، وهذا ما استوجب الحكومه إنشاء خط نجدة الطفل ، للتعبير عن فداحة الموضوع وتفشي تلك الظاهرة فى المجتمع المصرى ، مما جعل العديد من الإعلاميين مقدمى البرامج الاجتماعيه يتبنون القضيه ويسلطون الضوء عليها .

وأتباعًا لعلم أصول التربية ومناهج علم النفس التربوى وأساليب التنشئة الاجتماعية الصحيحة ، نجد أن هناك أساليب منها أسلوب التربيه التسلطى، وأسلوب التدليل ، وأسلوب المتذبذب ، وهناك أساليب العقاب والثواب، وأيضًا من اهم الأساليب أسلوب القدوه أو النموزج الذى يحتذى به الطفل ويحاكيه ، وأخيرًا هناك ما ظهر جليًا أمامنا وهو الأهمال فى التعامل مع الأطفال.

 وعلينا الا ننسي أن الإهمال لايقتصر على الطبقه الفقيرة فقط ، بل أن هناك ما يطلق عليه (إهمال الرفاهية) ، ويسود هذا النوع من الأهمال فى بعض أبناء الطبقات الثريه ، فعندما تكون أهتمامات الأهل منصبه على المال والحصول عليه ، أو مهنيه بحتة.

 لا يتبقى للطفل ما يكفيه من الاهتمام والرعايه ، فنجد الأم منشغله بالمصنع أو الشركه التى تديرها أو الأبحاث العلميه والترقى الأكاديمى والعلمى، وكذلك الأب المنشغل بجمع المال ، لتهيئة المناخ الثرى للأبناء ، وبالنظر الى أطفال تلك الأسر تجد ، أن الطفل فى هذه الأسره لا يعوزه شئ خارجيًا ، ولكن كل ما يبحث عنه هو حضن دافىء وعطف وحنان وذلك الحب والعطف مرتبط بالوقت والصبر والتفرغ لساعات لكى يشبع ما يفتقده الطفل من أبوية.

فغالبية تلك الأسر تريح ضمائرها المتعبه من خلال توفير الهدايا والغرف المزينه بالرسومات وكل شئ ثمين ودفع مبلغ لمربيه من أحدى دول جنوب شرق أسيا ، ظنًا منهم ان كل هذا ما يحتاجه أى طفل فى مثل أطفالهم ، وهذه هى حال ما يطلق عليه حديثأ فى أدبيات أصول التربيه بأطفال المفاتيح فى عصرنا هذا ، ونجد أن هؤلاء الأمهات والأباء يسيرون على نحو خطه مسرعه من أجل شراء أحدث المنتجات الصناعيه ورفع دخولهم أكثر من أهتمامهم بتربيه أطفالهم وبوجودهم معهم.
 
ونجد أولئك الأطفال المهملون ، تتطور لديهم نزعه مفرطه لكسب مودة وتقدير الأخرين فى المدرسه ، وبين أسر زملائهم ، ويلقون بأنفسهم فى أحضان من يجدوا لديه العطف والحنان والشعور بالأمان المعنوى المفقود ، وهذا ما لاحظناه سويًا خلال مشاهدتنا لبرنامج ريهام سعيد ، أن الطفله ترتمى فى أحضان كل من يظهر تعاطفًا معها ، وهذا ما يرهق بالطبع المحيطين بهؤلاء الأطفال ، مما يؤدى الى خذل وإحباط أولئك الأطفال ويقوى مشاعر رفضهم لبعض الأخرين ، وهذا بدوره يسهل دون شك فى نشؤ الأضطرابات النفسيه والسلوكيه وأضطرابات التعلم لديهم.
 
وفى بعض الحالات تتطور لدى أولئك الأطفال عوارض مازوشيه ، أى أنهم يطورون نوعًا من المتعه فى العذاب والألم الذاتى ويسعون وراء كل ما هو مؤلم ومذلل للنفس ، ونجد أيضًا أن الشخص المازوشي يستمتع بلعب دور البائس فى هذه الحياه ويسرد قصص بؤسه وبالتفصيل الممل لكل من يبدى أستعادة للإصغاء الى تلك القصص
الأمر جد يحتاج الى وقفه جادة من ولاة الأمر فى هذا البلد.

 المشكله تحتاج الى مربيين على درجة كبيره من العلم والحرفيه والمسؤليه والمهنيه ، ولايحتاج الأمر الى موظفى دوله يجلسون على الكراسي ويستفون الأوراق وتظبيط دفاتر الوظيفه ، نحتاج الى رعايه لهؤلاء الأطفال نفسيه وأجتماعيه وجسديه وتعليميه ، بيئة نظيفه صالحه لنمو هؤلاء الأطفال نموأ متكاملًا .

أعلم ان الأمر مكلف ويحتاج الى نظام متكامل ومؤسسات مؤهله تأهيل علمى وعملى على أعلى المستويات
ولكن فى نفس الوقت أرى أن المجتمع كله سوف يحمى نفسه من أمراض هؤلاء الأطفال عندما يكبرون ، فسوف نجد منهم المضاد للمجتمع ونظمه وقوانينه ، ومنهم المدمن للمخدرات وللسلوكيات الأدمانيه الأخرى ونجد منهم البلطجى ، ومنهم المرتشي ، ومنهم من يشيع الفساد بكافة أشكاله وصوره فى المجتمع ، ومنهم المضطرب نفسيا، ومنهم المتحرش جنسيًا ، بحيث يصبح مجتمعنا مجتمع مريض ، مريض بأمراض أخلاقيه وأجتماعيه ونفسيه
أناشد الوزارات والهيئات المعنيه بالطفوله فى مصر ، أن تقوم بمهام الساده الأعلاميين وتذهب للبحث والتحرى عن ضحايا العنف والأهمال من الأطفال. 
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط