الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل التعليم يفيد أبناءنا في حياتهم العملية؟


التعلم من أكثر المجالات إثارة للمشاكل والمصاعب داخل أسرنا، يسعى الآباء والأمهات إلى تعليم أبنائهم أفضل تعليم، ومنهم من أبناء الطبقة الفقيرة ممن يستكفوا بتعليم أبنائهم فى مدراس الحكومة، ومنهم من يسعى للتعليم الخاص، وهناك من يدفع بأبنائه من أبناء الطبقة الثرية إلى ما يطلق عليه التعليم الدولى، والكل بطبيعة الحال يسعى إلى حياة أفضل لأبنائه من خلال الاستزاده من الخبرات والمدركات والحقائق التى تتعلق بتحقيق الطفل لذاته
ولكن هناك حقائق الجميع يلمسها فى تعليمنا الحالى، والحقيقة منذ أربعين عامًا ونحن نعانى من تدهور العملية التعليمية برمتها، وتتجلى إحدى مشاكل التعلم على أرض الواقع بمسألة إمكانية الاستفادة من العلم المكتسب فى مجال معين من مجالات العلم فى توسيع فهم مجال آخر وهكذا.

وفى نهاية المطاف فإن الهدف الأساسى من التعلم فى المدرسة هو تطبيق ما تم اكتسابه من علم لاحقًا فى الحياة العملية تطبيقًا مستقلًا بالاعتماد على النفس فقط ، وبالمثل ينظر إلى الدراسة الجامعية بنفس الأمر وهو تطبيق ما اكتسبه الطلاب من علم ومهارات لاحقًا فى الحياة العملية المهنية أو الخاصة تطبيقًا مثمرًا.

والحقيقه المؤلمة أن كثيرًا من أولياء الأمور وبعض مديري الشركات وأصحاب الأعمال وبعض جهات العمل فى الدول العربية، يرددون على مسامعنا ملاحظة هامة وخطيرة ألا وهى، أن ما تعلمه الخريج لا يفيد على أرض الواقع ما هو إلا بعض المضامين والنظريات البحثية التى لا طائل لها من التطبيق على أرض الواقع، فليس العلم الذى تعلموه به شيء من روح وفلسفة العلم التطبيقى الذى ينفذ على أرض الواقع، علم يستفيد منه الطالب ويفيد به غيره، علم يساعده على الاعتماد على ذاته ويقوى إرادته، علم يساعده على التعامل مع المشكلات التى تواجهه فى حياته المهنية والشخصية أيضًا ويقوم بالتعامل معها من خلال أسلوب علمى لحل المشكلة وإيجاد الدائل لها، علم لابد أن تظهر فائدته فى الحياة العملية لاحقًا.

ولكن الحقيقة أن الكثير من الأولاد يجبرون أنفسهم على تعلم ما يفرض عليهم آملين أن يجدوا لعلمهم المكتسب تطبيقًا فى الحياة العملية، ولكن سبقهم الإحباط وكسر آمالهم وطموحهم فى تحقيق الإفادة المرجوة من الكم والزخم المتراكم من المعلومات والحشو الذى لا طائل منه فى تحقيق آمالهم.
 
أصبح العدد الأكبر من الخريجين لا يعرفون ماذا يفعلون بعلمهم الذى تم اكتسابه على فترات طويلة من أعمارهم، فالطالب الذى يحظى بالدرجات والتقديرات المرتفعة طوال سنوات دراسته نادرًا ما يكون الأكثر نجاحًا بين أنداده فى الحياة لاحقًا .

وأجد أن الوقت قد حان للنظر إلى مستوى التعليم الذى يقدم إلى عقول أبنائنا ويخلق الأزمات والمشاكل داخل أسرنا ويسبب الإحباط لخريجينا عندما يصدمون بأرض الواقع وتتخبط عليها آمالهم ومساعيهم.
 
حان الوقت لتعليم تفاعلى قائم على المناقشة والعصف الذهنى والأسئلة والمناقشات والرحلات والمعامل والممارسة العملية على أرض الواقع تعليم يصنع العقول قائم على فن التعلم.
 
تعليم يفيد الطالب ويزيده ثقة بنفسه وبالمجتمع الذى يعيش فيه ، تعليم يجعل الطالب يمتلك الأدوات والأسلحة التى تمكنه من خوض معارك الحياة العملية على أرض صلبة، يحقق من خلالها آماله وطموحاته، ويساهم فى تقدم بلده وتطورها.. وللحديث بقية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط