الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السعادة وأسلوب الحياة


يثار الجدل فى كثير من الأوساط العلمية وبين الجموع من العامة ، حول اقتران السعادة بالحصول على المال، ومنهم من يقرنها بالصحة والعافية ، والبعض الأخر يقرنها بالستر ، والأبناء ، والزوجه الصالحة ، والعيشة الرغدة.

ونجد أن بنى البشر جميعهم ، على أختلاف قيمهم وأفكارهم وتبايين إتجاهاتهم ومعتقداتهم ، وتنوع الطبقات الاجتماعية التى ينتمون اليها ، يرغبون فى السعادة ويبحثون عنها ، حتى وأن لم يكن يدركون معناها، والشعور بالسعادة هو ما يتفق عليه كل الناس فى كل زمان ومكان ، ولكن هناك أختلاف كما ذكرت سابقًا فى الطريقة التى يمكن من خلالها تحقيق تلك السعادة.
 
ويشير أرغايل وفرنهام الى أن الشعور بالسعادة يتحدد من خلال قدرة الفرد على الأستمتاع بالأنشطة اليومية ، ومواجهة المشكلات والشعور بالثقة بالنفس ، والقيام بأعمال مفيدة ، والقدرة على أتخاذ القرارات وعلى الأستمتاع فى حدود الظروف المتاحة.
 
وهناك مجموعة من العوامل المتداخلة والمتشابكة تتحد مع بعضها أحيانا وأحيانًا أخرى تكون منفردة لبعض الوقت تؤثر فى الشعور بالسعادة ، منها العلاقات الإجتماعية الإيجابية التى تشعرك بالأهمية والقيمة فى نظر الأخرين والأحساس بالرضا العام ، وأن الأخرين يثقون بك ويثمنون أفكارك وأرائك ويتخذون بها ، وأن كرامتك محفوظة ومقدرة بين الجماعة ، كما تؤثر العلاقات الزوجية فى الشعور بالسعادة من خلال العلاقة الإيجابية والحميمية بين الزوجين ودرجة التفاهم والمودة فيما بينهم ، والمشاركة والتعبير والتبادلية فيما بينهم.
 
أيضًا للأبناء دور كبير فى التوازن النفسي والأجتماعى الذى بدوره يؤثر فى الشعور بالسعادة ، من خلال تحريك الجزء الطفولى بداخلنا من خلال محاكات تصرفات الأبناء أثناء اللعب معهم ومشاركتهم أحلامهم.
  
وتعتبر الصحة من العوامل المهمة للشعور بالسعادة ، حيث أن العلاقة كبيرة جدًا بين السعادة والصحة القوية ، والعلاقة دائمًا متلازمة فالشعور بالسعادة يؤدى الى الصحة والشعور بالصحة يؤدى الى السعادة.
 
وأرى أن الغالبية ، تقرن السعادة بالمال ، ومن ينكر هذا فهو يخدر ذهنه ، ويتظاهر بوضعيه ليست حقيقية أمام الأخرين ، وأرى أن العلاقة بين السعادة والمال ،مقرونة بكثير من الأعتبارات والمبادئ الأساسية ومشروطة بكثير من العوامل النفسية والاجتماعية ، فكثيرًا ما نجد أصحاب ثروة طائلة ويفتقدون للسعادة وعلى الجانب الأخر نجد من يكاد يقتات قوت يومه ويمتلك قدرا كبيرا من السعادة والبهجة فى حياته.
 
فالعلاقة بين السعادة والمال علاقة محدودة وليست مطلقة ، ولكن لاننسي أن أرتفاع الدخل لدى الفرد مرتبط بالمشاعر الأيجابية شرط أن يستطيع الفرد أن يوظف هذا المال فيما يجلب له السعادة ، ولكن دعونا نتفق أن وجود المال فى حد ذاته يخفف من مشاعر القلق والخوف والمجهولية الى حدًا ما ، ولكن هناك الكثير ممن يترددون على العيادات النفسية ولديهم المال والثورة ويعانون من الخوف والقلق والاكتئاب واليأس والعناء ، صحيح أن المال يمكن أن يحقق السعادة من خلال الحصول على وسائل التسلية والترفيه والراحة ، ولكنه لم يستطيع شراء الصحة ، أو راحة البال ، او العلاقات الاجتماعية الصادقة ، أو الزواج الناجح ، أو الأبناء الأصحاء ، وأن فعل المال بعض من هذا فيكون الأحساس بالسعادة بصورة مؤقتة ونسبية وليست مطلقة.

فالناس فى حياتهم عمتًا ينشدون أشياء أخرى كثيرة غير الثروة والمال ، مثل الحب والإنجاز ، والصحة ، والأبناء ، والأصدقاء ، والحرية ، والنجاح.
 
وأرى من خلال تفحصى للعديد من النفوس البشرية سواء فى العيادات النفسية وتعاملى مع الطلاب والطالبات فى الجامعه ومن واقع الحياه المعاشه وملاحظتى أحوال الناس أن أفتقاد الرضا والقناعة ، فيما تملك من نعم وهبها الخالق سبحانه وتعالى لك ، يجعلك حقًا تعيس تنظر دائمًا لما عند غيرك ، تؤجل سعادتك الحالية ، فى أنتظار ما سوف يأتى فلا تعيش الحاضر بهناء وتنتظر الغائب على أمل تحقيق السعاده المنشودة.
 
فالسعادة الحقيقية هى نسبية لاتتوقف على عمل واحد بعينه ، ولاتكون حكرا على شئ بذاته ، بل هى مزيج من التناغم والتناسق فى لحظه يطلق عليها لحظة الهناء بين شقين الماضى بذكرياته والمستقبل بمجهوليته
فالنتعلم جميعا كيف نحيا من خلال تغيير أسلوب حياتنا بشكل أيجابى، يجلب لنا الشعور بالسعادة ، البساطة فى أسلوب الحياة ، البعد عن المظاهر الفارغة ، تعلم التفكير الأيجابى والنظرة التفاؤلية لمجريات الأمور ، الخروج للطبيعة ، الغذاء الصحى ، ممارسة الرياضة ، خلق معنى لحياتنا ، التحرر من القيود التى تقيد حريتنا ، العلاقات الاجتماعية الإيجابية ، فعل الخير ، التفكير المنطقى ، عدم المبالغة فى تقيم الأشياء ، النظرة الموضوعية ، التعلم ، ممارسة الهوايات ، التأمل ،التواصل مع الخالق سبحانه وتعالى.
 
البحث دائمًا عن أسلوب حياة أفضل مبنى على العمل والأجتهاد لخلق مناخ صحى يجلب لنا الرضا عن أنفسنا ويحقق التوافق مع ذواتنا فنصل للسعادة المنشودة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط