الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر وأفريقيا.. الفرص المستقبلية


كانت العلاقات المصرية الأفريقية تعتمد علي هياكل مؤسسية وأدوات فاعلة منذ القدم وحتي حقبة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر انطلاقا من محددات تاريخية وجغرافية وثقافية أعطت لمصر مكانة وتقديرا خاصا من الأفارقة نحو مصر، مصر التي يعتبرها الإخوة في القارة الأفريقية هي مرجعيتهم الحضارية والثقافية.

 أضف إلي ذلك دور مصر الرائد نحو حركات التحرر من الاستعمار التقليدي والتي كانت مصر تحتضن روادها بشكل أخوي وإرادة تعكس المصير المشترك ووحدة الهدف ، واتسمت التحولات الإقليمية والدولية فيما بعد لخلق جو من الضبابية وصلت إلي حد القطيعة بين مصر ومعظم دول القارة في حقبة الرئيس محمد حسني مبارك ، ومع ثورة 25 يناير ودخول مصر في مرحلة الاهتمام بالداخل علي حساب الملف الخارجي أيا كانت تداعياته مما أدي إلي ظهور وتعملق قوي إقليمية أخري في المحيط الأفريقي والعربي أيضا.
 
ولأهمية المستقبل كان لابد من رصد بعض السلبيات التي تركت آثارها علي العلاقات المصرية الأفريقية ومازالت ومن أول هذه السلبيات المدركات الأفريقية ناحية مصر والتي تعتبرها عربية بالأساس مما يؤدي إلي احياء ذكري الإسترقاق العربي في القارة الأفريقية صحيح أن لدينا ما يفند هذا الادعاء ولكن هذا ليس مكانه ووقته كما أن هناك للموضوعية نوعا من الاستعلاء المصري علي القارة وممارسة بعض أشكال السياسة الخارجية البائدة وأعني بها التقارب فقط عند المصالح والاعتماد علي الشكل لا المضمون ولا الفاعلية في العلاقات الثنائية كانت أو حتي علي المستوي التنظيمي.

وأصبحت الفرص الآن غير ذي قبل لأن المشهد يؤكد علي تواجد قوي إقليمية أخري في العمق الأفريقي تتمتع بامتلاك القوة بالمعني الواسع لها منها اسرائيل وإيران وتركيا والدول العظمي ودول الخليج العربي كل يبحث عن مصالحه لذلك لابد من العمل وبشكل جاد وسريع نحو الدخول مرة أخري إلي القارة من منطق البحث عن المصالح وأنصح دائما بالبدايات الاقتصادية ومعها الثقافية والتعليمية لتحقيق التوازن والتواجد الفاعل أولا ثم الانتقال إلي العلاقات نحو المستوي الاستراتيجي وليكن معلوما لدينا أن أدوات السياسة الخارجية القديمة ولي زمنها ولم يعد الأداء يرتكن إلي الأزهر أو الكنيسة الآن فلكل زمان أدواته وإذا لم تتوحد الرؤي بيننا وبين الأفارقة دولا وتنظيمات ستكون النتائج كارثية علي الجميع.

ولذلك فإن تراجع الدور المصري في القارة منذ سنوات بعيدة جعلنا الآن في موقف تفاوضي ضعيف مع الإخوة في حوض النيل والقصد هنا مفاوضات سد النهضة لذلك كانت تحركات القيادة المصرية في هذا الملف علي مستوي القمة تمثلت في زيارة الرئيس السيسي لأوغندا وحضور الرئيس الإريتري "إسياسي أفورقي" ومن بعده "اسماعيل عمر" رئيس دولة جيبوتي يعطي انطباعا ببدايات فاعلة نحو هذا الملف لأن جيبوتي إحدي الدول المطلة علي البحر الأحمر وتتحكم في الملاحة في باب المندب والمنافسة بين الدول لبناء القواعد العسكرية هناك علي أشدها وإريتريا دولة لها دور إقليمي أفريقيا وعربيا. 

نرجو أن نجد صدي وتأثيرا وفاعلية لهذه التحركات لأن الأمن القومي المصري والمصالح الحيوية علي المحك والتنافس بين كل الدول أمر أصبح من المسلمات في العلاقات الدولية وعدو الأمس قد يصبح غدا حليفا وصديقا وليس أمامنا سوي التمسك بجميع الفرص مع دراستها جيدا لتحقيق تبادل المنفعة والا ستفادة المزدوجة التي تحقق العودة المصرية لأفريقيا المظلومة ... أفريقيا المستقبل.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط