سيادة النائب.. أنت لست "مهندس هدد" أو مشرفاً تنفيذياً

المتابع لأعمال البرلمان ولجانه، وكذا تصريحات نوابه يلاحظ تطورا غريبا فى التعاطى مع الأزمات وردودا صحفية وإعلامية غريبة التكوين والملامح.

نلاحظ أن طريقة تعامل السادة النواب مع المشكلات الحياتية أو الأزمات التى تعاني منها مصر لا تختلف كثيرا عن فكرة "الإشراف التنفيذي على المشروعات السكنية" أو "مهندسين الهدد"، ونقصد أن دور النائب يقتصر فقط على إلقاء اللوم على الحكومة، وتعليق المشكلة على شماعة الفشل الحكومى وفقط، وتكرار التلويح بالاستجوابات وإقالة الحكومة.. على الرغم من أن البرلمان الحالى رفض كافة الاستجوابات التى قدمت إليه ولم يقبل منها شيئا... لكن التلويح لا يزال قائما.

كما نجد التعبيرات الصحفية والأمثال الشعبية التى يصدرها النواب فى الجلسات العامة واللجان... مثل "الحكومة ودن من طين وودن من عجين"، "الحكومة تغزل برجل حمار"، "رضينا بالهم والهم مش راضي بينا"، وغيرها من التعبيرات التى لا تدل على أجواء سياسية أو برلمانية.

هل البرلمان الحالى كل ما لديه هو إعطاء توجيهات للحكومة، ومطالبة الحكومة بالحل.. دون أن يقدم حلولا!!

نعم... لم يقدم البرلمان حلولا للحكومة مكتفيا بنهرها أو سبها وقذفها بألفاظ سياسية وأحيانا كثر غير سياسية.. لكن الأكيد انه لم يقدم حلولا أو رؤى بناء على دراسة... ودليلنا فى ذلك تصريحات النواب أنفسهم، فعلى سبيل المثال مقترح مقدم من نائب لحل مشكلة استصلاح الأراضي الزراعية.. هو البناء على كل الأراضي الزراعية واستصلاح غيرها من جديد.

المتابع أيضا لفعاليات اللجان البرلمانية... نجد انه أهم من المشكلة المعروضة.. هو ضرورة حضور/استدعاء الوزير... كى يتلقي ما يكال إليه من سباب سياسي... وإذا لم يحضر نجد فيضا من التصريحات التى بموجبها أن الوزير فاشل وعليه الرحيل ولا يحترم مجلس النواب.

وحينما يحضر الوزير إلى اللجنة.. تكال إليه اتهامات الفشل وعدم القدرة على الحل.... ليتباهي كل نائب بتهجمه على الوزير لدرجة أن معظم اجتماعات اللجان - إن لم يكن كلها - يجب أن تنتهي بمشادات بين النواب والوزير أو ممثل الحكومة... ثم يغادر النائب الاجتماع ليقابل المحررين البرلمانيين فى البهو ليكون أول من سجل موقفا بالمفاخرة لتهجمه على الوزير.

أين يا سادة الحلول !!! .. أين العقول والتدابير والاستراتيجيات التى تحل المشكلة من جذورها!!.. ليس دور البرلمان.

نحن لا نقصد من حديثنا أننا راضون عن الحكومة.... بل على العكس... لكننا نطمع فى أن يساهم البرلمان فى القضاء على فشل الحكومة من خلال الحلول الابتكارية... والدراسات العلمية.... والإجراءات غير التقليدية.

هذه رسالتنا لكم.... فاللاحق أكثر من السابق.