الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قوة الكلمة والفعل


كم أسعدنا جميعًا، ذهاب السيد الرئيس لتهنئة الشعب المصرى وأقباط مصر بعيد الميلاد المجيد، أعاده الله على مصر بالمحبة والسلام، ولاحظت كلمات السيد الرئيس المعبرة عن السلام الداخلى ونشر روح المحبة بين أبناء الوطن الواحد مسلم ومسيحى، كلمات صادقة قوية تعبر عن صدق وإخلاص قائلها، كلمات تنشر الإيجابيات والتفاؤل فى حاضر وغدٍ مشرق.

شاهدنا جميعًا يوم احتفال عيد الميلاد كم الطاقة الإيجابية التى انتشرت فى قاعة الكنيسة وكم البهجة التى كانت على وجوه الحاضرين وكم التفاؤل والمحبة التى زيُنت بها قاعة الصلاة

هذا وإن دل فإنما يدل على أهمية الكلمة الطيبة، فالكلمة الطيبة لها مفعول السحر فى تغيير كيمياء المخ، وفى مسار شبكات الكهرباء العصبية فى أدمغتنا، وكما قال رسولنا الكريم عليه أفضل الصلوات: الكلمة الطيبة صدقة، ومن أحب أحدكم فليقول له إنى أحبك فهذا يزيد الحب بينكما.

ودائما الأفراد الإيجابيون فى حديثهم ومشاعرهم تجاه الآخرين، تجدهم ينشرون الإيجابية فى طاقة المكان الذى يتواجدون به، ودائمًا ما نجد على المستوى الشخصى أن كلمة إيجابية تقال لنا ترفع من روحنا المعنوية وتشعرنا بالحيوية والطاقة الإيجابية، وهناك من يقول لنا كلمة سلبية تجعلنا نتشاءم وتهبط من عزيمتنا وتقلل من طاقاتنا
نحن نحتاج إلى شحذ طاقتنا دائمًا بالكلمات الإيجابية، وأيضًا نحتاج من حين لآخر لكلمات الثناء والشكر والتقدير على أفعالنا، حتى نشعر بقيمتنا وتشتد عزيمتنا لتترجم إلى أفعال على أرض الواقع.

والمتابع بدقة لكلمات السيد الرئيس يجد أنها كلمات تدعو إلى الرحمة والتسامح والمحبة وقبول الآخر، ونبذ العداوة والخلاف وتطهير النفس من البغضاء وغيرها من شرور النفس البشرية.

والأهم أن السيد الرئيس لا يتوقف عند الكلمات كما اعتدنا قبله من الساسة وصناع القرار، ولكن ما يجعلنا نثق فى صدق كلماته أنها مقرونة بالأفعال المرتبطة بمدة زمنية محددة على مرأى ومسمع من الناس، وليس كما اعتدنا أن تقال فى الغرف المغلقة ولا توضع لها خطة زمنية لتنفيذها، وكالعادة تأخذنا الأحداث وزخم الحياة وننسي ما قيل من أفواه الساسة وصناع القرار، وبالتالى تزداد ثقة الشعب المصرى فى رئيسه يومًا بعد يوم، من البسطاء إلى طبقة المثقفين وصناع القرار فى مصر.

كم أتمنى أن تصل الرسائل الإيجابية التى قالها الرئيس فى خطابه إلى قلوب من يحملون الغل والكراهية والبغضاء، وأن يتدبروا تلك الكلمات التى تدعو إلى المحبة وقبول حكمة المولى سبحانه وتعالى فى اختلاف وتنوع خلقه، وأن يعلموا أن الله محبة وسلام.

كما أتمنى من شيوخ وأئمة الجوامع ورجال الدين أن يركزوا على قوة الكلمة الإيجابية المقرونة بالحث على الفعل وترجمة الكلمات إلى أفعال من خلال أعمال تترجم على أرض الواقع، وعلى الإعلام أن يسير على نفس النهج من نشر كل ما هو إيجابى ويحث على الفضيلة وأتباع مكارم الأخلاق، حتى تترجم تلك الكلمات الى أفعال نلمسها فى تعاملاتنا مع بعضنا البعض.

نحتاج فى العام الجديد، أن نحترم بعضنا البعض، أن نشارك بعضنا البعض، أن نعبر عن محبتنا بعضنا لبعض، أن نتقاسم العمل لبناء مصرنا الجديدة يدينا فى يد بعضنا البعض، أن نعمل على استعادة مكانتنا بين الأمم والشعوب مع بعضنا البعض، ألا نجعل من يفرق بيننا، أن نحارب الفساد والمفسدين مع بعضنا البعض، أن نحافظ على وحدتنا وتماسكنا مع بعضنا البعض، أن نكف عن جلد ذواتنا والتقليل من قيمتنا أمام بعضنا البعض، أن نعلى قيمة العمل والإنتاج مع بعضنا البعض.
أن نشعر بقوة وعظمة إرداتنا على تحدى أزماتنا مع بعضنا البعض.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط