الشرطة وعصر التوت والنبوت

تحية خاصة لوزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار ولكل فرد من رجال الشرطة من الضباط والأفراد والجنود على جهودهم المخلصة والجبارة في توفير الأمن والامان خلال أعياد الكريسماس وعيد الميلاد المجيد للاخوة الاقباط، حيث بذلوا جهدا عظيما ينبع عن عقيدة وإيمان راسخ برسالتهم السامية بضرورة توفير الأمن لأبناء وطنهم، وضبط العناصر الإجرامية التي تروع المواطنين غير عابئين بحجم التحديات التي تواجههم والمخاطر التي تجابههم.
فيضحون بحياتهم وأرواحهم وراحتهم من أجل أن ينعم كل المصريين بالامان والسكينة في منازلهم وفي الشوارع وأماكن عملهم فقد بلغ ماقدمته الشرطة من شهداء خلال عام 2016 فقط فى مواجهاتهم مع البؤر والعناصر الإرهابية والإجرامية 151 شهيدا من خيرة أبناء الوطن وهم 35 ضابطا و58 فرد أمن و10 خفراء و48 مجندا، بالإضافة إلى 2319 مصابا وهم 452 ضابطا و846 فرد أمن و1021 مجندا ولا ينكر الدور العظيم والجليل لجهاز الشرطة في حماية الارواح والاعراض والممتلكات الا جاحد.
ولا ننسي عندما انسحبت الشرطة من الشوارع لظروف خاصة وتعرض أقسامها للحرق والنهب خلال يوم 28 يناير عام 2011، وما تلاها من أحداث ارتكبتها الجماعة الارهابية التي خلفت وراءها آلاف الشهداء من الجيش والشرطة، فقد نزل كافة المواطنين أمام بيوتهم وعماراتهم على مستوى الجمهورية حاملين معهم العصي والسيوف والسلاح وذلك لحماية ممتلكاتهم كما تجمع سكان كل حي أمام مداخل الحي لحمايته من أي دخيل يريد أن ينهبهم أو يسرقهم، كما قامت معظم المنشآت الخاصة والفنادق والمولات ومحلات الذهب بتأجير أفراد لحماية منشآتهم ومحلاتهم من السرقة نظرا لغياب أفراد الشرطة، وذلك ما كان نشاهده في أفلام التوت والنبوت للمعلم عاشور الناجي وعصر الفتوات التي تحمي الحارات مقابل مادي وذلك في التلاتينات والاربعينات من القرن السابق.
وتواجه أجهزة الشرطة خلال الفترة الحالية تحديات أمنية كبيرة، وهو الإرهاب الأسود للعناصر الإرهابية والتنظيمات التكفيرية وهو ممول من الخارج وهو يحاول زعزعة الأمن والاستقرار فى البلاد ولا يفرق فى ذلك بين دين أو جنس أو سن أو انتماء سياسى مستخدما كافة أساليب القتل والتخريب والترويع، ولكن الأجهزة الأمنية وكوادرها المدربة واعتمادا على أحدث الأساليب العلمية والتكنولوجية فى البحث والتحري أجهضت الكثير من العمليات الارهابية قبل حدوثها من خلال القبض على معظم الخلايا الإرهابية.
كما نجحت في القبض على الارهابين الذين قاموا بتفجيرات الهرم والكنيسة القبرصية والارهابي الذي نحر القبطي بالاسكندرية، وذلك في مدة قصيرة وذلك نجاح وإنجاز يضاف الى إنجازات جهاز الشرطة وهو العين الساهرة لحماية أمن مصر الداخلي، وذلك مع العين الاخرى الساهرة لحماية أمن مصر الخارجي وهو الجيش المصري العظيم، وهنا نذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله"، فتحية خاصة لعيون مصر الساهرة الشرطة والجيش.