الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحرب النفسية لمصلحة من؟


من المتعارف عليه عند أهل التخصص فى مجال العلوم النفسيه والأنسانيه، أن أشد أنواع الألم هو الألم النفسي والمعاناة من الهم والغم والضجر بشتى مجالات الحياة المحيطة بالفرد.

والمجتمع المصرى يعيش فى الوقت الحاضر أصعب مراحله التاريخية على مر العصور ، أو على الأقل فى الوقت الراهن، لما يشهده المجتمع من حاله الانقسام والتشرذم والمعارضه دون حسابات أو نظره موضوعيه للأمور أو قرأة متعمقة للمشهد والواقع السياسي والتاريخى وربط الأحداث بعضها ببعض والتأنى فى الحكم على الأمور والتروى فى أصدار الأحكام على هذا أو ذاك.

والحرب النفسية التى يعيشها المجتمع المصرى منذ الخامس والعشرين من يناير، هى حرب أشد ضراوه وفتكًا بمعنويات الشعوب وقصوه من الحرب العسكرية، فمن المعلوم فى الحروب العسكريه أن العدو يكون ظاهر للعيان ومتعارف عليه من قبل الجميع، وتشحذ كل مقومات الشعب من أجل عدو ظاهر وواضح لمقاومته والانتصار عليه.

ولكن مع كل أسف الحرب النفسية التى تشن على مصر منذ زمن ليس بالبعيد هى حرب وقودها كل الأساليب المتعارف عليها فى الحروب النفسيه ومنها استمالة الرأى العام العالمى والإقليمى ضد مصر، من خلال الدعاية والحملات التى تشن على مصر من الخارج وعقد الندوات والمؤتمرات وتحرك الجمعيات فى الخارج لتشويه صوره مصر ، وعلى المستوى العربى نجد أختلاق الخلافات بين الدول العربيه لشق الصف وتشويه صورة الأخر وزعزعة الثقه بين الأشقاء العرب وكلنا شاهدنا قضايا مثل تيران وصنافير.

 وأن هناك ترحيلا للعمالة المصرية بدول الخليج  ويطالعنى بعض المسؤلين العرب من هنا أو هناك للتهكم على مصر وعلى شعبها وتاره أخرى على رئيسها، وغيرها من قضايا التشكيك فى النوايا والمقاصد بين الزعماءالعرب والشعوب العربية، وكأن المتحدث خبير محنك فى القضايا السياسيه وعالم ومطلع على ما يدور فى أروقة الساسة والحكم.

 وهناك نوع أشد فتكًا فى الحروب النفسية وهو تفتيت الوحدة الوطنية بين عنصرى الأمة وإشاعة الفتن والبحث عن نقاط الخلاف والفرقة، وتأجيج المشاعر، وبس روح التفرقه والبغضاء بين الشعب وقادته وبين الشعب وجيشه وشرطته وبين الشباب والجيش وبين الفصائل السياسيه بعضها البعض وبين رجال السياسه والقضاء وبين المثقفين ورجال الدين ، لتمزيق وحدة المجتمع وترابطه وتفكيك مفاصل الدوله وزعزعة استقرارها.

فطاره نجد قضيه تثار بشكل كبير بين المسلمين والأقباط ، فلم تنجح المحاولات بل تزيد من وحدة قطبي الأمة، وتاره أخرى أفتعال الأزمات من خلال السكر والزيت والسلع اللستراتيجية ، ويتحد الشعب ويتكاتف ويقوم بحملات لدعم السلع ومحاربة من يقوم بتخزين السلع لتعطيش السوق واختلاق أزمات بداخله.

 وتاره أخرى نقص الدواء فى السوق، ثم أزمة الدولار وأحتكار بعض المغرضين للدولار وسحبه من السوق، وتاره التشكيك فى كل ما يتم من أنجازات على أرض الواقع لإحداث حاله من الإحباط فى نفوس المصريين ، ومرة أخرى يعلنون عن ثورة الغلابة فيتحداهم الشعب بعدم الاستجابه لهم وصموده رغم قسوة وشدة الظروف الاقتصادية ، وتاره أخرى يشككون فى ذمة ونزاهة رئيس الجمهوريه وقادة ورجال الحكم من خلال بيع تيران وصنافير ويحكم القضاء بملكيتهم لمصر، وتاره أخرى من خلال الأعمال الإرهابية فى المناسبات والأعياد القوميه والدينيه لزعزعة استقرار الدوله ، ثم محاربة السياحه مصدر الدخل القومى من خلال شن أبشع الحملات المعاديه للبلد فى معاقلهم بالخارج ولم يكتفوا بل قاموا بتفجير الطائرات وأرهاب السياح على أرض مصر لتضيق الخناق وبث روح الهزيمه فى نفوس المصريين وجيشهم العظيم

حتى الأطفال الصغار فى المدارس لم يسلموا من الحرب النفسية، من خلال تلقينهم معلومات خاطئه عن جيشهم والإنتماء لوطنهم وتشويه حضارتهم من خلال الأفكار المغلوطه ، وأثارة الشك والحيره فى نفسيتهم وهزيمتهم داخليًا

ورغم ضراوة الحرب النفسيه التى تشن على بلدنا الغالى، ولكن مازال لدى اليقين الأكيد أن الشعب المصرى بفطنته المعهودة وذكائه الفطرى وجيناته الوراثية الحضارية ، قادر على مواجهة الحرب النفسية ومقاومة أعضاء الوطن داخليًا وخارجيًا والتوحد بين جموع الشعب حول قيادته لكى تظل راية الوطن مرفوعه عاليًا.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط