- بيطري: تلوث الهواء بمصر أثر سلبًا على صحة الحيوان
- نور الدين: ارتفاع "تلوث الهواء" يزيد عملية التمثيل الضوئي
- خبير: مصر مهددة بالدخول في أحزمة الملاريا وقلة الإنتاجية الزراعية
- عزو: قلة الخضرة ومصانع بير السلم سبب تلوث الهواء بمصر
رغم كونه سرًا من أسرار الحياة إلا أن الإنسان لا يزال يعبث به ويلوثه بنشاطه الصناعي الأمر الذي بات يُهدّد استمراره علي قيد البسيطة ليس وحده فحسب، وإنما يمتد الأمر إلي الحيوان والنبات حيث أصبحت الأمراض التي لم نكن نسمع عنها منذ قبل منتشرة بيننا، فقد أوضح عدد من المتخصصين في الهواء والنبات أن التلوث أصبح خطرًا يهدد حياة الكائنات الحية جميعًا.
الوعي البيئي
أكد الدكتور عصام عزو، أستاذ تلوث الهواء بقسم الكيمياء بجامعة عين شمس، أن قلة الخضرة والازدحام المروري وقرب المصانع من البيوت وعدم الاعتناء بالأشياء التي تنقي الجو من الأتربة وكثرة مصانع بير السلم وانتشار المخلفات والقمامة في شوارع المحافظات، بالإضافة إلى غياب الوعي البيئي لدى كثير من المواطنين المصريين سبب انتشار تلوث الهواء بالدولة المصرية.
وأوضح "عزو" في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أن تلوث الهواء في مصر أثر بالسلب علي صحة الإنسان والحيوان والنبات علي حد سواء حيث يتسبب تلوث الهواء في ظهور غازات ملوثة ومواد سامة تتساقط على التربة و يتناولها الانسان والحيوان من خلال النباتات وهو الأمر الذي قد يصيب الإنسان بالفشل الكلوي وامراض السرطان والقلب وغيرها من الامراض التي تقلل من إنتاجية الفرد وبالتالي التأثير علي الاقتصاد القومي للبلاد.
وألمح أستاذ تلوث الهواء بقسم الكيمياء بجامعة عين شمس، إلى أن الدولة وحدها لايمكنها مواجهة التلوث والقضاء عليه وذلك بسبب ارتفاع تكلفة المواجهة واحتياجها إلى ميزانية عالية لاتقدر الدولة المصرية في ظل الظروف الاقتصادية الحالية علي دفعها ولذا وجب علي المواطنين المصري أن يعي أهمية النظافة وحماية البيئة من التلوث من خلال الوعي البيئي في الصغر من خلال المدارس والأسرة.
- الاحتباس الحراري
بينما يقول المهندس عزت عبد الحميد، خبير التغيرات المناخية، أن تلوث الهواء أحد أهم التحديات التي تواجه دول العالم خلال الفترة الحالية، خاصة أن زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو والناتجة عن كثرة عوادم السيارات تسبَّبت في ظاهرة الاحتباس الحراري التي أحدثت الكثير من الأعاصير والسيول وحرائق الغابات والفيضانات التي اجتاحت عديد من دول العالم خلال الفترة الماضية.
وكشف "عبد الحميد" في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" أن مصر ليست بعيدة عن تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري بل ومهددة بدخولها أحزمة الملاريا والحمى بسبب ارتفاع درجات الحرارة، بالإضافة إلي ارتفاع سطح البحر وزيادة كميات الأمطار المتساقطة علي البلاد فيما يعرف باسم السيول مما قد يتسبّب في فيضانات وكذلك التأثير السلبي علي الحاصلات الزراعية والتي ستقل إنتاجيتها بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
وشدّد خبير التغيرات المناخية علي ضرورة أن تهتم الحكومة المصرية بضرورة تطبيق اتفاق باريس للحد من الانبعاثات الحرارية والتي تلوث الهواء الأمر الذي سيؤثر بالإيجاب علي الاقتصاد القومي للبلاد وأيضًا صحة الإنسان والحيوان والنبات علي حد السواء.
- "توتا ابسلوتا"
كما أوضح الدكتور نادر نور الدين خبير المحاصيل الزراعية وأستاذ قسم الأراضي والمياه بكلية الزراعة جامعة القاهرة، أن القطاع الزراعي في مصر يساهم بشكل أساسي في امتصاص كمية كبيرة من ثاني أكسيد الكربون خلال عملية التمثيل الضوئي وإمداد الجو بالاكسجين، مشيرا إلى أنه تم رصد ظهور بعض الأمراض، التي لم تكن موجودة في مصر مثل مرض «توتا ابسلوتا» التي تصيب العائلة الباذنجانية مثل الطماطم والبطاطس والفلفل والباذنجان وتؤدي إلى تلف المحصول.
وقال "نور الدين" في تصريحات خاصة لــ "صدى البلد" تلوث الهواء وارتفاع درجات الحرارة سيؤثر سلبًا علي عدد من المحاصيل القومية وسيجعلها مُعرضة للخطر حيث من المتوقع ان تقل زراعة القمح بنسبة من 10 إلى 15% وكذلك محصول بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الملوحة في الأراضي الزراعية.
- نقص الإنتاجية
وفي سياق متصل أشارت إحدى الدراسات الحديثة إلى أن التغيرات المناخية ستؤثر على إنتاجية الأرض الزراعية, فالزيادة المتوقعة في درجة الحرارة وتغير نمطها الموسمي سيؤدي إلى نقص الإنتاجية الزراعية لبعض المحاصيل وحيوانات المزرعة, ففي مصر يتوقع أن تؤدي التغيرات المناخية الى نقص انتاجية القمح بمعدل 18% إذا ارتقعت الحرارة 4 درجات مئوية , وبمعدل 9% اذا ارتفعت الحرارة 2 درجة . أما الذرة الشامية فيتوقع أن تنخفض الانتاجية بمعدل 19% بحلول عام 2050 مع ارتفاع الحرارة بمعدل 3.5 درجة, اما القطن فهو عكس المحاصيل الاخرى ستزداد انتاجيته بمعدل 17% مع ارتفاع 2 درجة, وبمعدل 31% مع ارتفاع 4 درجات , اما الأرز فيتوقع انخفاض انتاجيته بمعدل 11% وعباد الشمس ستنخفض انتاجيته 30% كمعدل, والبندورة ستنخفض انتاجيتها 14% مع ارتفاع 1.5 درجة و51% اذا ارتفعت 3.5درجة. اما قصب السكر فيتوقع انخفاض انتاجيته 24.5% .
وتشير بعض الدراسات إلى أن الزراعة في العالم العربي معرضة بدرجة كبيره للتغير المناخي مع خطر انخفاض انتاج الغذاء بمعدل 50% اذا استمرت الممارسات الحالية بما لهذا من آثار كارثية على الأمن الغذائي.
- الجهاز التنفسي
فيما بيًن الدكتور سيد حجازي، مدير الإدارة البيطرية بالجيزة سابقًا، أن تلوث الهواء يؤثر بالسلب علي الجزء العلوي للجهاز التنفسي للحيوان حيث الإصابة بضيق التنفس والاختناقات، بالإضافة إلى الإصابة بأمراض السرطان المختلفة، مشيرًا إلى أن هذا النوع من التلوث هو الملوثات الصناعية والكيميائية.
وأوضح "حجازي" في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أن هناك بعض الملوثات الصناعية تؤثر علي الدم وتسبب في إصابة الحيوان بالأنيميا بل وإصابة الحيوان بمرض التلوث الكيميائي في مركب الدم ، نافيا ان يكون قد تم رصد اي نفوق حيواني في مصر نتيجة تلوث الهواء وذلك لأن مصر مازالت في الوضع الآمن بالنسبة لتلوث الهواء.
وشدد "حجازي" علي ضرورة اهتمام الحكومة المصرية بتقليل نسبة تلوث لهواء وذلك للحفاظ علي صحة الإنسان والحيوان والنبات وعدم نشر الامراض بينهم .
وكانت وزارة البيئة المصرية قد أعلنت عن بدء منظومة مواجهة حرق سفير القصب للحد من الانبعاثات الناتجة عن حرق مخلفات زراعة قصب السكر والمساهمة فى تقليل مصادر تلوث الهواء.