قولت للوزير طاخ طيخ طوخ

الأجيال الحديثة متهمة أنها عنيفة ، وأنها قليلة الاحترام ، ولا يعرفون تقدير الكبير ، فحثنى هذا إلى كتابة هذا المقال.
من المتهم ؟
هل هؤلاء الشباب نبت شيطانى خرج علينا بقلة الإحترام هل هم فاعل أم مفعول بهم ...
من البداية الأم غير مؤهلة لإستقبال طفلها ، الذى يشغل بالها ، هو حساب يوم الولاده ، وتعمل بحث عن افضل مستشفى للولادة ، هل المولود ولد أو بنت وملابس الطفل هل ستكون ذات اللون الوردى لأنها أنثى أم زرقاء لأنه ولد ....بالله عليكم هل هذه هى الأم الذى ستعد أجيال المستقبل !!.
قليلا جدا عندما نرى أم تشترى كتب عن الطفولة والأمومة ،او تربية الاطفال ، أو عن سلوك الاطفال ، او عن غذاء الاطفال ، أو أطفال الجيل الجديد ... الخ
نفتقد الأم الواعية المثقفة التى تقرأ ما يؤهلها لمستقبلها ومستقبل أسرتها.
تمنيت لو أن مع عقد الزواج كورس يؤخذ ليؤهل الزوج والزوجة للحياة والأبعاد التى تنتظرهم ، ومن يجتاز هذا الكورس ومراحلة يتم عقد قرانة .
هذه هى الفجوة الحقيقية ليست فجوة حضارات كما يدعى البعض ، بل هى فجوة ثقافية .
أين الهوية المصرية فى تربيتنا لابنائنا ؟
نرى هويتنا تمحى جيل بعد جيل ، فمن الكوارث التى تحدث ، عندما يكون الطفل سنه ونصف وأول ما يشغل بال الأم البحث عن قنوات الكارتون التى ستلهى الابن وتشغله عن الأم لكى تستريح ، أو كى تنهى مشاغلها بالمطبخ .
ومن هنا نضرب ناقوس الخطر !!
هل تدرين أيتها الام أن معظم برامج الأطفال وأفلام الكارتون هى برامج موجهه ... نعم لا تستغربى ،الغرب لم يستطيع أن يستعمرنا إلا بإستعماره لعقول أبنائنا.
فصدر لنا العنف والطاخ طيخ طوخ من المهد ، فتجد طفل سنتين يقف امام التلفزيون ، ويده تقلد كل حركات الكارتون طاخ طيخ طوخ ، والام تستقبل هذا الفيروس بمنتهى السعاده والضحك بل وتصدر للطفل أنه يفعل ما يسعدها فهى تبتسم هى والاب والجده وكل من يزورهم من أفعال الإبن .
هذه ليست نظرية المؤامرة ، بل انها الأبحاث الاخيرة التى أثبتت ان الأجيال الحديثة تميل للعنف وتميل للتهور وهذا نتاج التربية بالتأكيد ...
وأقصد هنا عدم التربية فى الحقيقة لأن الام لم تربى بل الكارتون هو من ربىَّ ، وهو من زرع العنف المباح فى سلوك الطفل .
أين التربية ؟ ما كل هذا العنف الذى تحتويه افلام الكارتون ومسلسلاته أين زرع القيم من الأب والام قبل سن المدرسة سأطرح سؤال لكل أب وأم ، هل زرعتم فى طفلكم الضمير ؟ وهل حصدتم هذا الزرع من المواقف ؟ لا تستهينوا بهذه النبته فبها ستجنوا بر أبنائكم فى الكبر.
لا تتهموا أبنائكم بالجحود ، فقبل أن يُعيقوكُم أنتم أَعقتوهمْ فى البداية ، فمن زرعكم ستحصدون .
لا أتهم الام والاب بالتقصير فقط بل الدولة أيضا مدانة فى دورها الرقابى ؟!
أين دور المسئولين عن الرقابة وفلترة المحتوى الهادم الذى يهدم كيان الأسرة وعلى سبيل المثال وليس الحصر هناك كارتون اسمه " Gumball" غامبول يظهر الأب بشكل ساخر عديم الشخصية أبله ، وأبناءه دائما يفعلون المقالب المضحكة التى تقلل من الجميع ، ويسيطر الضحك على المشاهد ، هل وصل الحد أن الأبناء يسخرون من الأب حاولت أن أرى الرسالة الإعلامية الموجهة فى الحلقات فلم أجد !!
هل هذا ما يتربى عليه أبناؤنا الإستهزاء من الأب والتقليل من الآخر ؟
رجعت بذاكرتى لأيام طفولتى وبرامجنا زمان لأجد أشياء لم أدرك معناها غير الأن فنحن تربينا على سينما الأطفال ماما عفاف الهلاوى ، وبابا ماجد ، وماما نجوى ، وكارتون سندباد البحرى الذى تعلمنا منه القيم واحترام الاخر وتقبل الأخر والإعتذار وعدم التكبر والإنتماء لبيتنا أولا ثم لوطننا ثانيا ،حتى الكارتون المستورد بينوكيو كان أكبر رسالة إعلامية يوجهها ، هى عدم الكذب وأصبح الكل يخاف أن يكذب حتى لا تكبر أنفه مثل بينوكيو .. هكذا تكون القيم ، هذا دور الإعلام الهادف الذى يبنى الشعوب .
فشكرا لكل إعلامى محترم أنشأ أجيال تحترم الأخر وتعشق بلدها وتنتمى لأرض الوطن لتبنى المستقبل .
وأنا أكتب الأن تذكرت الأفلام القصيرة الكورية واليابانية التى تنتشر على برامج السوشيال ميديا خصوصا الفيس بوك ، فيلم يعلمك تقدير كفاح الأب ، وفيلم يظهر لك أن العطاء لن يذهب ولابد أن ترده الأيام لك مرة أخرى ، وفيلم يربى فيك إحترام المعلم وتوقيرة ، وفيلم يعلمك أن كل ما تراه بعينك وتفسره ليس بالضرورة أن تكون هى الحقيقه ، ويظهر لك الفيلم المنظور الآخر ، وهو تسرعك على الحكم على الأشياء ، رسائل إعلامية قصيرة ولكنها موجهه لتربية النفس ، هذه الشعوب تستثمر فى الإنسان وهذا أفضل استثمار للدولة .
أتذكر فى إحدى تغطياتنا مع وزير ثقافة سابق تعرضنا فى المناقشة للعنف الذى يملأ الشوارع ، فوجدتنى أعطيه السبب وأعطيه الحل من وجهة نظرى ، فقولت له ، يا سيادة الوزير سبب العنف هو ما يتلقاه الطفل من الصغر والكارتون الموجه فلا يعقل أن جميع قنوات الكارتون لا يوجد بها محتوى غير طاخ طيخ طوخ ، لماذا لا تخرج علينا وزارة الثقافة بقناة كارتون موجهه للطفل لتخلق أجيال تعرف معنى الانتماء للوطن ، تخلق أجيال مثقفة منذ الصغر ، وأجيال تحترم عاداتنا وتقاليدنا ، أجيال تقدر قيمة العمل وتعرف مردوده على الاقتصاد الذى بدوره سيعود على المواطن ... الخ
قال لى الوزير ساخرا الكلام ده يكلفنا ملايين والوزارة صعب تنفذه .
لم أرضى بهزيمتى فرددت بسرعه وقولت له يا سيادة الوزير الدولة تدفع مليارات لتمحو آثار هذا العنف وتحاربه ، فى صورة تصليح شوارع تكسرت من جراء العنف ، وحوائط تكتب عليها شتائم وتكسير عربات الداخلية والعنف الذى يملأ الشوارع هذا الحوار كان بداية سنة 2013 فتركنى الوزير وغير مجرى الحوار
فإكتفيت بترديد الله يسترها علينا وعلى جيل الطاخ طيخ طوخ .