الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«التلغراف»: أمريكا والصين يمكنهما معا تجنيب شبه الجزيرة الكورية مصيرا كارثيا

صدى البلد

أعادت صحيفة "التلغراف" إلى الأذهان تحذير الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لدى مغادرته المكتب البيضاوي للرئيس الجديد دونالد ترامب من أن كوريا الشمالية المسلحة نوويا ستكون التحدي الأول الذي سيواجهه على صعيد السياسة الخارجية. 

وقالت "التلغراف"، على موقعها الإلكتروني، إن هذا التحذير من جانب أوباما بدا يوم الاثنين بمثابة نبوءة بعد إطلاق بيونج يانج خمسة صواريخ باليستية صوب بحر اليابان. 

وأكدت الصحيفة أن كوريا الشمالية هي دولة تجيد استخدام أوراقها السيئة؛ فعلى مدى عقود أرهبت بيونج يانج جيرانها ودفعت حلفاء هؤلاء الجيران إلى مفاوضات وتقديم تنازلات بينما ظلت هي تتصرف بسوء طوية وإفلات من العقاب. 

ورأت أن أبرز ردّ للرئيس ترامب حتى الآن تمثل في تغريدة له ألقى خلالها بظلال من الشكوك على قدرات بيونج يانج العسكرية؛ على أن إحدى العلامات المبشرة تمثلت في أن الرئيس الأمريكي بدأ يتفهم أن الصين أساسية في التصدي لتلك الديكتاتورية العنيدة في كوريا الشمالية.

وقالت التلغراف إن كوريا الشمالية طالما كانت تابعة للصين على مدى عقود، لكن بكين الآن تكافح في كبح جماح النظام في بيونج يانج الذي تزامنت إطلاقاته للصورايخ الباليستية هذا الأسبوع مع انعقاد الدورة السنوية للبرلمان الصيني بحيث جاءت كرسالة إلى بكين مفادها أن الديكتاتور الشاب كيم يونج أون ليس على وفاق مع راعيه الرسمي. 

ورصدت الصحيفة فراغ صبر بكين التي أقدمت بعد سنوات من المراوغة على حظر واردات الفحم من كوريا الشمالية، الأمر الذي فجّر خطابا نادرا معاديا للصين في وسائل الإعلام الرسمية لكوريا الشمالية. 

ورأت أن قادة الصين يجب أن يفعلوا المزيد لاحتواء بيونج يانج؛ إن التجارب الصاروخية الأخيرة إنما عززت دوافع قرار كوريا الجنوبية بنشر الدرع الصاروخية الأمريكية على أراضيها، وهو القرار الذي أغضب الصين التي تحتج بأن رادار النظام سيرصد أراض صينية وسيغير التوازن الاستراتيجي في المنطقة. 

ولفتت "التلغراف" إلى أن بكين ردت على القرار الكوري الجنوبي بالإقدام على فرض عقوبات اقتصادية غير مصرح بها ضد سول وشركاتها التي تعتمد كثيرا على الأسواق الصينية في أرباحها؛ وهي خطوة (صينية) قد تكون مخالفة لقواعد منظمة التجارة الدولية.
ورأت الصحيفة أن قادة الصين يجدر بهم أن يعلموا أن أية دولة في وضع كوريا الجنوبية تتعرض لخطر الإبادة ما كانت لتؤثر مكاسب اقتصادية قصيرة الأجل على نشر أقوى نظام دفاعي متاح. 

وقالت إن بكين ينبغي أن تركز اهتمامها على مصدر المشكلة – النظام المجاور (الكوري الشمالي)، الذي يبني أسلحة نووية بينما معظم أبناء شعبه يتضورون جوعا؛ على أن الصين لا يمكنها بمفردها تقديم حل لمشكلة كوريا الشمالية؛ إنما هي تحتاج لمساعدة، بالأساس من الولايات المتحدة.
ونوهت الصحيفة عن أن بيونج يانج قد اعتادت التصرف بعدوانية عندما تكون بصدد الاستعداد للتفاوض، وقد صرح الرئيس ترامب بأنه قد ينظر مسألة عقد اجتماع مع نظيره الكوري الشمالي؛ إن عرض لقاء كهذا يعتبر أقوى ورقة يمكن أن تستخدمها كل من واشنطن وسول، ويجب استخدام تلك الورقة قبل وقوع تغييرات دراماتيكية في سلوك النظام (الكوري الشمالي).

ورأت "التلغراف" أن لقاء كهذا يقدم التزاما بألا تتضمن أجندته تغيير النظام القائم – هذا اللقاء كفيل بإغراء كوريا الشمالية على أن توقف تجاربها الصاروخية، لا سيما إذا ما اقترن بمزيد من ضغوط اقتصادية من النوع الذي لا يمكن لغير الصين ممارسته. 

ونبهت إلى أن أي تفاهم ضمني يتم التوصل إليه بين كوريا الشمالية والمجتمع الدولي، وأية محادثات رسمية واتفاقيات تعقب ذلك اللقاء، يجب مراقبتها بيقظة؛ فبعد الاتفاق على إطار العمل النووي المبرم عام 1994، خرقت كوريا الشمالية التزاماتها.

وأكدت الصحيفة أن كوريا الجنوبية إذا لم تجد رادعًا فإنها ستعيد خرق أي اتفاق أو أي تفاهم يتم التفاوض عليه؛ ومن ثم فإنه يجب الآن وضع خطة تستهدف على المدى الطويل إخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي، على أن تتمثل أولى الخطوات في نزع فتيل التوتر المحتدم الآن على نحو خطير قبل أن يتحول الأمر إلى نزاع مسلح.