قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

قصة عبد الرحمن والكلاب.. قضية أخلاقية


تابعت مثلما تابع قطاع عريض من الشعب المصرى قصة الطفل عبد الرحمن وحياته البائسة فى الشارع وإقامته مع الكلاب، الذى وجد فيها كل معانى الإنسانية والرحمة والوفاء، بعدما قام والده بطرده من المنزل، نزولا على رغبات زوجته التى وضعت شرط الاختيار بين بقاء الطفل وأخيه أو تركها للمنزل، فبدأت رحلة معاناة عبد الرحمن بنزوله للشارع وتعريض حياته للخطر وضياع مستقبله.

إنها ليست قصة عابرة نتعرض لها وبعد أيام وأسابيع تكون فى طى النسيان، انما هى قضية أخلاقية كبيرة تبدأ من فقدان غريزة الأبوة والأمومة الى حد كبير فكم من قصص تحكى عن أمهات تترك أطفالهم بالشوارع وتذهب مهما كانت الظروف التى تحيط بهم والتى يعانون بسببها فهذا لا يكون سببا للتنازل عن اطفالهم وتشريدهم وسلبهم الحق فى حياة آمنة ومستقرة.

ومرورا بعدم تحمل مسئولية تربية الأطفال وانتهاءا بوجود جيل من الأطفال المشرد بلا هوية ولا مستقبل بل ولا انتماء، وتلك هى الطامة الكبرى، لاننا سنكون أمام شخص -فيما بعد- ناقم على المجتمع والوطن فى ظل ما شهده من معاناة وقسوة ولفظ الآخرين له.

أكثر ما تفوه به الطفل بكل مشاعر الطفولة والبراءة تجعل القلوب الصادقة تبكى عندما يقول إن الكلاب كانت أرحم عليه من والده وانها تحنو وتطبطب عليه وكأنها تواسيه وتشد من أزره، وأن كل ما يتمناه ان يجد أخيه الاصغر ويقيما سويا ليكملا حياتهما، ويقوم باكمال دراسته ليصبح شخصا صالحا نافعا فى المجتمع.

السؤال أين المجلس القومى لحقوق الإنسان والمجلس القومى للطفولة والأمومة من هذه القضايا التى تتكرر يوميا فى ظل التراجع الاخلاقى والإنسانى لدى الكثيرين ممن يطلق عيهم للاسف أباء وأمهات، وأين الدور المنوط بها فى علاج تلك المشكلة الكبيرة وأوجه التصدى لها فى المجتمع، أم انها مجرد مجالس لا تغنى ولا تسمن من جوع.

الطفل عبد الرحمن نموذج من النماذج الموجودة بالشوارع والتى كل منا يشاهدها فى طريقه صباحا ومساء، نرجو، أن يكون هناك صحوة من خلال وجود تشريعات من خلال مجلس النواب تكون رادعة لكل الآباء والأمهات الذين يقومون بتشريد وضياع أطفالهم ومستقبلهم اذا ما كانت الإنسانية والغريزة التى فطرنا الله عليها قد تلاشت فربما القوانين تعيدهم الى صوابهم.