الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السنتر أم المدرسة؟


أصبح لدينا وزيرا جديدا للتعليم، وأجد أن لدى الوزير الجديد رؤية لتطوير منظومة التعليم بشكل جاد، وإن لم تكن الخطة أو الإستراتيجيه لتغيير منظومة التعليم لم تطرح أو يتم عرضها على المتخصصين أو أولياء الأمور والمعلمين حتى الآن، من أجل المشاركة فى التعرف على المنظومة الجديدة، وإبداء وجهات النظر حتى تخرج بالنتيجة المروجة منها بإذن الله تعالى.

وأجد أن هناك مشاكل جامة تعانى منها منظومة التعليم الحالية، والكل يعلم ويعانى من تدهور مستوى التعليم فى مصر منذ عهود سابقة حتى اللحظة الحالية، من حيث تدهور مستوى المناهج ومستوى المعلمين والقائمين على تقديم الخدمة التعليمية فى مصر، كذلك مستوى وجودة المدرسة من حيث الشكل والمضمون، فأصبح ينقص المدرسة المساحة المخصصة داخل الفصول، لاستيعاب التلاميذ، والكل يعلم أن الفصل المخصص لاستيعاب من 20 الى 30 تلميذ، أصبح حاليا مكدسا بعدد يفوق الـ70 تلميذا، وخاصة فى المناطق المهمشة والمحرومة.

كذلك نقص مساحات الملاعب والأفنية داخل المدارس، وتم البناء عليها لاستيعاب أكبر قدر من التلاميذ بالمدارس، وتم استغلال الغرف المخصصة للفنون من رسم وموسيقى وأشغال يدوية، كفصول دراسية، وتم إهمال التذوق الفنى والمهارات اليدوية والرياضية من أجل التعليم والتعلم.

وهناك مجموعة من الأسئلة تشغل ذهنى كما أعتقد أنها تشغل ذهن العامة والنخبة من أبناء الوطن ومنها ما يلى: هل لو اكتفى التلاميذ بالذهاب الى السنتر والدروس الخصوصية واستعان الطالب بالكتاب الخارجى، الذى هو أساس فى العملية التعليمية ولا يستطيع الطالب الاستغناء عنه، أليس السنتر والكتاب الخارجى يغنى عن المدرسة والمعلم وكتاب الوزارة؟ وماذا لو أصبح المدرس بنفس الحماس والفاعلية وتعدد أساليب التعلم الفعال والتنافسية داخل الفصل الدراسى؟ وماذا لو أصبح الكتاب المدرسي مثل الكتاب الخارجى من حيث الشكل وطريقة العرض؟ وما الذى أدى الى تدهور الوضع التعليمى الى هذا الحد من التدنى؟ هل هو نقص الإمكانيات المادية من أجور للمعلمين أو هو زيادة أعداد الطلاب وتكدسهم داخل الفصول؟ هل استسهال خبراء المناهج والمتخصصين فى إعداد منهج جيد يقدم للتلاميذ؟ هل عدم انفتاح الخبراء والمتخصصين فى المناهج على أساليب التعلم فى الدول المتقدمة؟ هل أصبحت قضية التعليم ينظر لها بهذا القدر من الاستهانة حتى أصبحت بعض الدول تستهان بالشهادات المصرية ومنها دول الخليج العربى؟.

ألم يحن الوقت للنظر الى ملف التعليم كقضية أمن قومى؟ متى يشعر المواطن أن ملف التعليم أصبح يؤخذ بمأخذ الجد؟ ألم نر أن الأوطان المتقدمة تولى قضية التعليم أولى اهتماماتها؟ متى تنتهى حيرة الخبراء والمتخصصين والوزراء أمام ملف التعليم وتطويره؟.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط