توضيح

لست عضوا في أي حزب قائم أو تحت التأسيس أو في طريقه إلي الظهور ولن أكون. هذا مبدأ ألزمت نفسي به منذ حوالي نصف القرن. وأثناء اعتقالي، بالتحديد في مرحلة التحقيق البشعة بمعتقل القلعة والذي كانت تمارس فيه جميع أنواع التعذيب. كنت رقماً، اسمي ممنوع النطق به، تغيرت إقامتي مرتين، وكذلك اسمي، سبعة وثلاثون وثمانية وثلاثون. أمضيت سبعة وثلاثين يوما منفردا، تقريبا ضعف المدة المخصصة للتحقيق. ربما لأنني كنت الأصغر سنا وتصور المحققون ان مزيدا من الضغط يمكن ان يكسر الحلقة الصلبة التي تحمل الجانب الأثقل فيها صلاح عيسي والصديق محمد عبدالرسول والمرحوم أحمد المغربي، كان هدف التحقيق القاسي محاولة الوصول إلي معرفة ما إذا كنا أعضاء في تنظيم يساري سري أم لا؟، تلك قصة طويلة لم ترو كاملة بعد وتتصل بجيل الستينيات، وربما أعود إليها مفصلا، خلال فترة معتقل القلعة مررت بتلك الخلوة القسرية التي لم أعرف مثلها في حياتي، سبعة وثلاثون يوما يتشابه خلالها الليل والنهار، ما من أخبار عن العالم الخارجي، عزلة تامة ألا من أصوات الرحلات المدرسية التي تجئ لزيارة القلعة، في هذه الفترة وخلال هذه السن المبكرة أتخذت قرارا التزم به حتي الآن، إلا أكون عضوا في أي حزب، لا علني ولا سري، لم يكن ذلك بتأثير التعذيب أو التهديد. فعندما اعتقلت كنت قد فارقت هذا التنظيم قبل عام كامل. أدركنا ان الأديب خاصة والمبدع العام يجب ان يكون مستقلا عن أي إطار حتي يمتلك ناصية حريته، التزامي بمبادئ العدالة الاجتماعية والدفاع عن جوهر الإنسانية ينبع من داخلي. هذا التوضيح ضروري لأنني فوجئت أمس بأسمي مدرجا ضمن قائمة من الشخصيات المحترمة كمؤسس لحزب يرأسه الفريق شفيق.. هذا غير حقيقي بالمرة، لقد اتصل بي أصدقاء كبار يؤسسون لأحزاب أخري واعتذرت شارحا وجهة نظري، لم يحدث قط أن تحدثت مع أي شخص بخصوص حزب، أي حزب، ربما خلط البعض بين تعاطفي الشخصي مع الفريق شفيق وتصويتي له في المرحلة الثانية وبين علاقتي القديمة به منذ ان كان طيارا مقاتلا علي الميراج في قاعدة شاوة. لكن المشاركة في تأسيس الأحزاب أمر مستبعد تماما، تماما بالنسبة لي.
أكرر موقفي المطلق، انه لا صلة لي بأي حزب من الأحزاب الوطنية التي تتكاثر هذه الأيام وليتها تتحد، انني كاتب مستقل وسأظل مع احترامي للجميع.
نقلا عن الأخبار