محمود الطوخي يكتب: " محمد حسني مبارك..صبَّحك الله بالخير"

انتقد المخرج والكاتب المسرحي محمود الطوخي بشدة حالة الضبابية وعدم وضوح الرؤية السياسية والفكرية التي تعاني مصر منها الآن..والتي وصلت لدرجة ترحمِّه على عهد الرئيس السابق حسني مبارك، رغم كل ما فيها من فساد وسلبيات.
وكتب الطوخي على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" تحت عنوان :" محمد حسني مبارك..الله يصبحك بالخير"..رغم سنوات فسادك .. فقد كانت اللعبة واضحة وكنت أعرف العدو جيدا .. كنت واعيا من أحارب ومن أعارض ومن انتقد ومن أرفع صوتي في وجهه رافضا .. رغم جبروت نظامك .. أعترف بأنني كنت لا أخاف .. كتبت ما أريد .. واعتلت كلماتي خشبات مسارح مدينتي .. وأنارت صوري الغاضبة شاشات تليفزيون وطني .. اعتدت الطريق إلى أمن الدولة في لاظوغلي .. واتعودت عليهم واتعودوا عليا .. رغم كل شيء .. كان صوتي مدويا وهامتي عالية .. تحركت سيارات الأمن المركزي وأغلقت لي عروضا .. لكنني كنت أشعر وأستمتع بجدوى ما يحدث"
وأضاف:" كان لدي الأمل في أن هذا الوطن سيكون رائعا وسيعود أعظم مما كان .. رغم كل السواد .. كانت طاقة النور كبيرة جلية الضوء .. كان هناك طريق .. أنا وغيري صرخنا علنا ضد نظامك وفساده وطغيانه .. كنا متأكدون أننا أقوى منك .. وأثبتنا ذلك في الحادي عشر من فبراير 2011 ..تصورنا أن وطننا الطيب سيعود إلينا .. لكن عصابات الظلام كانت تتربص بالوطن الطيب .. تسللوا وسط ملايين الفرحانين وسرقوا الفرحة .. وعاثوا في الأرض انتقاما وتعذيبا وتنكيلا منتقمين لعقود سوداء عاشوها حالمين بالاستحواذ والتكويش والتحكم في مقدرات الوطن والإنسان .. وانجرف في التيار الأسود من انجرف .. تبادلنا الكراهية العنف والإهانة .. ساد صوت طلقات الرصاص واندلع اللهب من فوهات زجاجات .. وأصبحت أخبار الموت عزفا يوميا على أوتار طالما عزفت نغمات الفرحة..موعودون نحن باللصوص العتاة..لصوص الوطن والأرض لصوص الفرحة والأمان ..لصوص الأمل والحلم".
وأنهى كلامه متسائلاً: " أهي شطارة من اللصوص ؟ أم هي خيبة منا ؟ ..اليأس يخيم على الوطن .. المخادعون يغنون الأغاني الكاذبة .. الوجوه شاردة تائهة .. العقول مزدحمة بالضوضاء المفزعة .. القلوب تنزف ضياعا .. لافتات الأسهم التي تحدد الاتجاهات غطاها السواد .. أم أن السواد كسا القلوب وأعمى العيون ..أتذكر مقولة قديمة عن الباحث عن قطة سوداء في غرفة حالكة الظلام .. والعبث .. أن القطة لا وجود لها من الأساس ..نمشي ونصرخ ونركض ونتوه ونحتار .. نشبه الأحياء .. لكننا في حقيقة الأمر .. قتلى".