EN 
لغة الجسد هى تلك الإشارات الجسدية من تعبيرات الوجه ونبرات الصوت ولغة العيون وشكل الوقفة، وإشارات اليدين، ويستخدمها الكثير من العامة فى مواقف مختلفة لإيصال رسالة للطرف الآخر سواء بالقبول أو الرفض أو عدم الارتياح، وتستخدم على نطاق واسع لدى رجال السياسة والزعماء، ولهم مدربون يقومون بتدريب الزعماء على حسن التعبير بلغة الجسد وإتقانها كما يتعلمها الإعلاميون وبعض رجال المال والمفاوضون البارعون.
ومن أساسيات رجال المخابرات والسياسة إتقان لغة الجسد والإشارات باليد والعيون والحركة، لإظهار بعض الموضوعات والرسائل المراد إرسالها للطرف الآخر أو أمام الكاميرات عبر وسائل الإعلام العالمية.
وهناك أساتذة وعلماء أجلاء فى مصر لديهم باع كبير فى التدريب على لغة الجسد والإشارات الحركية من أجل تفاوض ناجح، ولى الشرف أننى كنت ومازالت أتعلم منهم الكثير والكثير، وأتذكر أن أحد الأساتذة والعلماء الأجلاء الذين تدربت على أيديهم لسنوات طوال.. قام باستدعائه الرئيس الراحل أنور السادات وطلب منه أن يعد صورة لقادة الجيش المصرى صورة جماعية تظهر للجانب الآخر وهو إسرائيل أن حالة القادة المصريين لا تعبر عن الدخول فى حرب حاليًا.
وبالفعل قام بإعداد القادة لالتقاط الصورة بحيث تعبر ملامح وجوههم وطريقة وقفتهم على الاسترخاء والهدوء بحيث توزع تلك الصورة على كبرى الجرائد المصرية والعالمية، وبالفعل قام كبار المحترفين المدربين على لغة الجسد فى اسرائيل بتحليل الصورة، وأكد أن المصريين لا يرغبون فى خوض معارك حاليا بناء على لغة جسد قادتهم.
ونجد أثناء المفاوضات مع الإسرائليين لابد من هندسة طاولة المفاوضات وشكل الجلسة لنجاح تلك المفوضات وكسب الجولة من يجلس أمام من ومن على يسار من، وما هى الأدوات التى توضع على طاولة المفاوضات ولغة وإشارات اليد والوجه وغيرها من أدوات لغة المكان والجسد لنجاح المفاوضات وكسب الجولات.
لغة الجسد والإشارات تختلف من دولة لأخرى، وكل شعب لديه لغة إشارات مميزة له البعض يفهمها بطريقة خاطئة، فتعطل التواصل والتفاهم بين الأفراد والبعض يتواصل معها بشكل إيجابى فتقوده للنجاح والتواصل الجيد.
فلغة الجسد تسبق اللفظ عند التواصل، والفرد الناجح هو من يتقن فنون تلك اللغة، ويستطيع التفاهم معها والتعبير بها أيضا.
وفي دراسة قام بها أحد علماء النفس اكتشف أن 7% فقط من الاتصال يكون بالكلمات و 38% بنبرة الصوت و 55% بلغة الجسد، والنساء هم أكثر فهمًا وقراءة للغة الجسد، لأن المرأة تهتم بتفاصيل الأمور والمشاعر والتعبير أكثر من الرجال.
والمتتبع للقاء ترامب وميركل يرى بكل وضوح لغة الجسد وتعبيرات الوجه، وإشارات اليد التى بدت عليهما بالبيت الأبيض صافح الزعيم الأمريكي المستشارة عند وصولها إلى البيت الأبيض، إلا أنه لم يصافحها مجددًا عند طلب الصحفيين في المكتب البيضاوي ذلك، حتى بعد أن سألته ميركل عن رغبته بمصافحته أمام وسائل الإعلام، إذ تجاهل كليًا وجودها إلى جانبه وظل محدقًا أمامه.
وعلى الرغم من ظهور الاسترخاء على ملامح ميركل، غير أن الموقف وحركات الجسد من كليهما لم تكن ودية استنادًا إلى ما يمكن قراءته من لغة الجسد، حيث جلس ترامب مباعدًا رجليه وعاقدًا ذراعيه ومثبتًا نظره إلى أمامه على العدسات المركزة على كليهما، بينما كانت المستشارة ميركل بملامح ثابتة تنحني أكثر إلى جانبه، وعندما تجاهل طلبها وطلب الصحفيين كليًا، بدت ملامح الدهشة والحيرة واضحة على محياها.
والمتتبع أيضا للقمة العربية الثامنة والعشرين المنعقدة فى الأردن منذ أيام يجد براعة وإتقان الخبراء المصريين ومنهم رئيس جهاز المخابرات المصرى اللواء خالد فوزى، فنلاحظ أثناء خطاب السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى نجد أن رئيس جهاز المخابرات كان يرسل العديد من الإشارات والتعبيرات للإعداد لمغادرة القاعة بشكل دبلوماسي فائق الاحترافيه أثناء خطاب تميم وعقد اللقاء مع ملك المملكة العربية السعودية.
وعند بداية إلقاء تميم كلمته قام الوفد المصرى بحرفيه شديدة وأظهر الرئيس انهماكه فى الحديث مع رئيس المخابرات المصري، مما يرسل رسالة إلى وسائل الإعلام العالمية مدى انشغال الرئيس المصرى بما هو أهم، وهكذا تقوم الإدارة المصرية بدورها الحرفي لاستعادة هيبة وعظمة مصر ومكانتها بين دول العالم وللحديث بقية
