الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فوائد الإرهاب اللعين


على الرغم من قسوة الأحداث الإرهابية الأخيرة، وتفجير الكنائس، واستشهاد البعض، ووقوع ضحايا من أبناء الشعب المصرى، إلا أن الأحداث الإرهابية، لها فوائد، أظهرت الوجه القبيح للجماعات الإرهابية، ومن يدعى منهم أنه من المسلمين، أظهر إرهابهم الفكرى وإرهابهم المسلح، وعملياتهم الانتحارية الخسيسة، الكثير والكثير من الخبايا، التى لطالما يدعون أنهم حملة راية الإسلام، ونشر التسامح والمحبة بين أبناء الوطن، وقع القناع المزيف لتلك الجماعات، التى ظن البعض من البسطاء أنهم حماة الإسلام ورافعي رايته، فلنتذكر أنهم أفتوا بعدم شرعية الانتخابات وأن صوت المرأة عورة، وعدم شرعية خروج المرأة، وعدم شرعية البرلمان، وعدم اعترافهم بكلمة الديمقراطية، وفوجئنا تصويت المرأة فى الانتخابات، وجلوس المرأة فى البرلمان، وترديدهم لكلمة الديمقراطية فى أحاديثهم، وأنشأوا القنوات الخاصة بهم، وأصبح ما تم تحريمه من قبل، حلالا للوصول إلى كرسي الحكم، فسقط القناع، وظهر الوجه الأول للنفاق.

واكتشف البعض الوجه الآخر من إرهابهم من خلال، أحداث رابعة والنهضة، والتهديد والوعيد بالعمليات الإرهابية فى سيناء، وبالفعل كشر الإرهاب عن وجهه القبيح، وأصبحنا نرى ونسمع طلقات الرصاص والانفجارات، وسقوط الشهداء والجرحى من أبناء الوطن.

أظهر لنا الإرهاب، الوجه الحقيقى لتلك الجماعات الإرهابية، تعرفنا من خلال العمليات الإرهابية الإجرامية، على العديد من الشخصيات التى تعيش بيننا ويلبسون الأقنعة المزيفة، فلولا الإرهاب الغاشم، لظللنا مغيبين لم نكتشف هذا الكم من المنتمين للجماعات الإرهابية سواء بالمساندة والمشاركة أو بالانتماء الفكرى لتلك الجماعات التخريبية، الفترة الماضية اكتشفنا العديد والعديد من الموظفين فى أجهزة الدولة ممن يشككون فى قدرات الدولة ويبثون روح العدائية للوطن ولمن يخالفهم الرأى، والقضية ليست قضية اختلاف فى الرأى بل أصبحت قضية دفاع عن الوطن وانتماء لتراب هذا الوطن، فكشف لنا الإرهاب القبيح من ينتمى لهذا الوطن ومن يقف ضد أبناء هذا الوطن.

كشف لنا الإرهاب القبيح، مدى إيمان ووطنية شركاء الوطن من الإخوة المسيحين، ودرجة إيمانهم بالخالق، ودرجة انتمائهم لتراب هذا الوطن، ودرجة تسامحهم مع أعدائهم، وترجموا عن حق مقولة السيد المسيح (أحبوا أعدائكم)، التى لطالما شكك فيها البعض عن مدى تطبيقها على أرض الواقع، ولكن الوجه الخبيث للإرهاب كشف لنا، عمق وإيمان الإخوة المسيحيين، وزاد من ترابط وتلاحم أبناء الوطن ضد من يعكر وحدة الشعب المصرى.

كشف لنا الإرهاب الخبيث، المتلونين من صناع الفكر والإعلام ومدعى الدين سواء فى القنوات الفضائية أو الجامعات أو الهيئات المختلفة فى الدولة، وأصبح لدى أبناء الشعب المصرى القدرة على الفرز.

كشف لنا الإرهاب الأسود، الدول التى تدعم تلك الجماعات الإرهابية وتقف وراءها وتسانده بالأموال، وتخطط مع الأعداء لزعزعة استقرار مصر وأمنها.

كشف لنا الإرهاب الخسيس، قوة وعظمة أبناء الجيش المصرى وأبناء الشرطة المصرية، ومدى إخلاصهم وثبات عقيدتهم فى حب الوطن والحفاظ عليه، وشاهدنا جميعا قصص البطولة والتضحية من أجل استقرار الوطن وسلامة أبنائه.

كشف لنا الإرهاب الأحمق، عن الوجه الحقيقى للدين الإسلامي السمح، البعيد كل البعد عن المظاهر والشعارات، أن الدين الحقيقى بالتعامل الحسن، وحب الآخر، والتسامح، وليس بالمظهر الخداع، ولكن الدين المعاملة، الدين هو ما يترجم إلى العمل الصالح.

كشف لنا الإرهاب الغادر، أهمية الاهتمام بالمناهج التى تدرس للتلاميذ وما هى المفاهيم التى تنمى عقول أبنائنا، وما هى البرامج التى تقدم الإسلام السمح، ومن هم القائمون على تعاليم الأديان السماوية، وما هو التأهيل اللازم لهؤلاء المشايخ، وما هى المؤسسات التى تخرج الدعاة لنشر المفاهيم والتعاليم الدينية السليمة، وأهمية العمل على تجديد الخطاب الدينى من جديد.

لذا أرى أن، الدولة وأجهزتها ومؤسساتها المختلفة، وأبناء الوطن الشرفاء، عليهم جهد كبير، لمحاربة الأفكار الهدامة وبناء عقول أبناء الوطن من الشباب على تعاليم الإسلام الصحيح، وإعادة تشكيل وهيكلة مؤسسات الدولة من خلال إعادة صياغة المناهج الدراسية، تجديد الخطاب الدينى من خلال مؤسسة الأزهر، إعادة هيكلة مؤسسات الاعلام المسموعة والمرئية والورقية من خلال إعادة تأهيل القائمين عليها، الاهتمام بالتذوق الجمالى والفنى فى المدارس والمناهج؛ للتخفيف من حدة العنف والعدائية التى انتشرت فى الآونة الأخيرة بين الطلاب وأولياء الأمور، لغياب التذوق الجمالى سواء السمعى أو البصرى، حفظ الله الوطن من أعداء الداخل والخارج، وحفظ الله جيش مصر.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط