قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الجيش الليبي يمهل الميليشيات المسلحة فرصة 48 ساعة لإخلاء مقارها


أمر الجيش الليبي يوم الأحد المجموعات المسلحة المارقة داخل العاصمة طرابلس وفي محيطها بإخلاء مبان عامة وعسكرية تتمركز بها وإلا تعرضت للطرد بالقوة في محاولة على ما يبدو لاستغلال انسحاب ميليشيات اخرى من قواعدها في بنغازي ودرنة.
وأعلنت اثنتان من الميليشيات الاسلامية الرئيسية في درنة وهي معقل للاسلاميين بشرق ليبيا يوم السبت حل نفسيهما بعد يوم من طرد احداهما وهي جماعة انصار الشريعة من بنغازي ثاني كبرى المدن الليبية.
ويمثل سيطرة الميليشيات الكثيرة على شوارع ليبيا بعد اكثر من عام على الاطاحة بمعمر القذافي التحدي الابرز لسلطة الحكومة المركزية التي اضطرت للاعتماد على الكثير منها في توفير الامن.
لكن مقتل اربعة أمريكيين من بينهم السفير في هجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي في 11 سبتمبر ايلول منح الحكومة الوليدة على ما يبدو فرصة لحشد التأييد لها وتسليط الضوء على الاحباط الشعبي من الجماعات المسلحة.
واتهم بعض المسؤولين الأمريكيين ميليشيا انصار الشريعة بالضلوع في الهجوم على قنصليتهم وهو اتهام تنفيه الميليشيا.
وميليشيا انصار الشريعة التي تعارض الديمقراطية هي احدى الجماعات التي تعمل صوريا تحت مظلة وزارة الدفاع التي تضم مقاتلين سابقين بالمعارضة.
وقال عادل عثمان البرعصي المتحدث باسم وزارة الدفاع ان يوسف المنقوش رئيس اركان الجيش ومحمد المقريف رئيس المؤتمر الوطني امرا جميع الميليشيات غير القانونية باخلاء المجمعات وتسليم اسلحتها إلى الجيش الوطني.
وأضاف انه تم تشكيل لجنة من الشرطة العسكرية للسيطرة على المجمعات والأسلحة وتسليمها للجيش.
وذهبت قرارات مماثلة في السابق ادراج الرياح حيث لم يكن لها تأثير يذكر على الميليشيات لكن الاحباط الشعبي المتزايد ربما غير من المعادلة على مستوى الشارع.
وفي درنة وصلت رافعة يقودها أحد الاشخاص إلى القاعدة التي اخلتها كتيبة شهداء ابو سليم وحملت قاذفة صواريخ عيار 105 ملليمتر لنقلها إلى ساحة لتجميع الخردة.
ويشعر كثيرون بالاستياء من السمعة التي اكتسبتها درنة كمركز لتجنيد الجهاديين. وكتبت شعارات بالانجليزية على جدران احدى المدارس تقول "نعم للتعددية ولا للقاعدة ولا للتطرف."
وقال البرعصي ان الجيش طرد بالفعل ميليشيا من قاعدة على الطريق السريع المؤدي إلى مطار طرابلس يوم الأحد وان جميع اجراءات التسليم تمت بشكل سلمي.
وقال عضو من القوة الوطنية الليبية التابعة للجيش ان القوة تعمل منذ ايام على تطهير حي السراج بغرب طرابلس من الميليشيات غير الشرعية وانها استولت يوم الأحد على دبابة واسلحة ثقيلة وخفيفة اثناء طردهم من قاعدة عسكرية.
وأضاف العضو الذي طلب عدم نشر اسمه "حاولوا منعنا لكننا تمكنا من اقناعهم بالرحيل." وتابع "سيطرنا على 11 موقعا في السراج."
وفي عملية ثانية جرت في وقت لاحق يوم الاحد تم طرد مجموعة مسلحة كانت قد استقرت في بنايتين غرب طرابلس كانت احداهما تستخدم ذات يوم كمنزل للعمال الاجانب.
وقال سليم ديربي القائد بكتيبة شهداء ابو سليم ومقرها درنة ان مجموعات من المجتمع المدني جاءت إلى معسكراتهم وان المتظاهرين الشبان طلبوا منهم اخلاء المكان وحل الكتيبة.
وأضاف ان جميع افراد الكتيبة سيعودون لممارسة حياتهم الطبيعة وإلى وظائفهم العادية.
واتخذت ميليشا انصار الشريعة خطوة مماثلة في درنة بعد ان اجبر محتجون كتيبتها في بنغازي على اخلاء قواعدها في المدينة يوم الجمعة.
وكان اقتحام مقار ميليشيا أنصار الشريعة والذي لم يواجه مقاومة تذكر جزءا فيما يبدو من حملة شنتها الشرطة مع الجيش والنشطاء على قواعد الميليشيات بعد مظاهرة كبيرة ضد الميليشيات في بنغازي يوم الجمعة.
وقال الاستاذ الجامعي سراج شنب (29 عاما) ان المحتجين واصلوا احتجاجاتهم ضد الميليشيات في درنة على مدى عشرة ايام وان الاحتجاجات تزايدت بشدة بعد الهجوم على سيارة قبل ثلاثة ايام.
وتفقد المقدم محمد علي قاسم من الشرطة العسكرية مع مجموعة من الجنود القاعدة التي اخلتها كتيبة شهداء ابو سليم. وقال ان اشخاصا وحشودا وجماعات من المجتمع المدني جاءوا إلى هنا امس واستولوا على المكان بشكل سلمي.
وفي معسكر اخر اكبر حجما لشهداء ابو سليم على اطراف البلدة لم تكن هناك اي أدلة على وجود اسلحة لكن مجموعة من عشرة مقاتلين غير مسلحين اعترضت طريق طاقم اخباري لرويترز عند البوابة واستولت على بطاقة ذاكرة لتخزين الصور وهاتفين محمولين.
وصاح احدهم "نحن القاعدة نحن القاعدة" وصاح اخر "اخرجوا من درنة".
وتقع درنة وسط تلال خضراء تطل على البحر المتوسط وتعرف البلدة في انحاء المنطقة بانها مركز لتجنيد المقاتلين الذين شاركوا في الحروب في العراق وافغانستان وسوريا.
وخلافا لمعظم الميليشيات الليبية التي تشكلت مع نشوب الحرب الاهلية التي دارت رحاها العام الماضي فان ميليشيات درنة خاصة شهداء ابو سليم تضم مقاتلين مخضرمين قاتلوا لسنوات قوات القذافي في التلال الواقعة بشرق ليبيا.
وسميت الميليشا على اسم سجن طرابلس الذي قتل فيه رجال القذافي نحو 1200 سجين عام 1996.
والتقى رئيس المؤتمر الوطني الليبي محمد المقريف مع مسؤولين بالحكومة ومسؤولين امنيين في بنغازي في وقت متأخر يوم السبت ثم اعلن عن تشكيل غرفة عمليات امنية.
وقال ان هذه الغرفة ستضم قوات من الجيش ووزارة الداخلية إلى جانب كتائب تابعة لوزارة الدفاع مشكلة من مقاتلين سابقين بالمعارضة للعمل على تأمين بنغازي.
وقال ان الحكومة ترغب في حل الميليشيات المارقة وتريد من الجيش السيطرة على مجمعات الميليشيات الموالية للحكومة كخطوة نحو اندماجها في القوات النظامية.
وظهرت بشكل مثير مشكلات اخرى تتعلق بالميليشيات يوم الجمعة عندما تحرك المحتجون الذين طردوا انصار الشريعة من بنغازي إلى مجمع ميليشيا أخرى اعتقادا منهم بأنه يضم ايضا ميليشيا اسلامية.
واتضح فيما بعد ان المجمع يضم ميليشيا راف الله السحاتي الموالية للحكومة والتي فتحت النار في محاولة لحماية مخزن كبير للاسلحة كانت مكلفة بحراسته.
وقتل 11 شخصا واصيب اكثر من 60 قبل ان تنسحب الميليشسيا وتترك الاسلحة عرضة للنهب.
واعرب ناصر عبد الحق القائد بميليشيا راف الله السحاتي عن اعتقاده بانه تم تحريك الحشود بمكر ودهاء للانقلاب على جماعته وهي ميليشسيا تعمل بموافقة رسمية ولها ايضا ميول اسلامية.