قال الدكتور سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف سابقًا، إن سورة الإسراء أطلق عليها هذا الاسم لأنها تتحدث عن رحلة الإسراء والمعراج المعجزتين الخاصين بالرسول -صلى الله عليه وسلم- ولم يرد ذكرهما في أي سورة أخرى.
وأضاف «عبد الجليل» خلال تقديمه برنامج «المسلمون يتساءلون»، أنه وردت تسمية سورة «الإسراء» بسورة «بني إسرائيل» في حديثين صحيحين موقوفين من كلام الصحابة رضوان الله عليهم: الحديث الأول عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ لا يَنَامُ حَتَّى يَقرَأَ بَنِي إِسرَائِيلَ وَالزُّمَر» رواه الترمذي (3402)، الحديث الثاني: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه، قال: «في بَنِي إِسْرَائِيلَ وَالْكَهْفُ وَمَرْيَمُ وَطه وَالْأَنْبِيَاءُ: «هُنَّ مِنْ الْعِتَاقِ الْأُوَلِ، وَهُنَّ مِنْ تِلَادِي» رواه البخاري (4994).
يُشار إلى أن الإمام الحافظ ابن حجر قال في شرحه للحديث في كتابه «فتح الباري» (8/388): «مِنَ العِتَاقِ» جمع عتيق وهو القديم، أو هو كل ما بلغ الغاية في الجودة، وبالثاني جزم جماعة في هذا الحديث، وقوله: «هُنَّ مِن تِلَادِي» أي: مما حفظ قديمًا، والتلاد قديم الملك، وهو بخلاف الطارف، ومراد ابن مسعود أنهن من أول ما تعلم من القرآن، وأن لهن فضلًا لما فيهن من القصص وأخبار الأنبياء والأمم».
وذكر أهل العلم أن تسمية السورة بسورة "بني إسرائيل" كانت هي الأشهر في عهد الصحابة والتابعين، وذلك لأن سورة الإسراء افتتحت في أول آية منها بالحديث عن الإسراء إلى المسجد الأقصى، ثم في الآية الثانية مباشرة شرعت في ذكر مرحلة مهمة من مراحل قصة بني إسرائيل والإخبار عن إفسادهم في الأرض مما لم يذكر في سواها من قصص بني إسرائيل في القرآن الكريم، وذلك في قوله تعالى: «سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ. وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا. ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا. وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا» الإسراء/1-3.