الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وزير الأوقاف: تحويل القبلة تضمن «3 دروس وعبر»

صدى البلد

قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن تحويل القبلة يُعد واحدًا من أهم الأحداث في حياة نبينا -صلى الله عليه وسلم- ، وحياة أصحابه وتاريخ أمتنا.

وأوضح «جمعة» في بيان له، أن ذلك حيث ظل نبينا -صلى الله عليه وسلم- يصلي تجاه المسجد الأقصى ستة عشر شهرًا، وكان يؤمل أن تكون قبلته أول بيت وضع للناس بيت الله الحرام بمكة مسقط رأسه -صلى الله عليه وسلم-، منوهًا بأنه كان يقلب وجهه في السماء راجيًا ومؤملا ذلك ، وهنا كان العطف والكرم الإلهي ، حيث يقول الحق سبحانه : «قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ» الآية 144 من سورة البقرة.

وأضاف أن هذا الحدث قد تضمن دروسًا منها، إبراز مكانة النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وبيان رفعة شأنه ، وعظيم منزلته -صلى الله عليه وسلم- عند ربه ، فإذا كان موسى عليه السلام قد قال : «وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى» الآية 84 من سورة طه، فإن الحق سبحانه وتعالى قد قال لنبينا -صلى الله عليه وسلم-: «وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى» الآية 5 من سورة الضحى ، وقال سبحانه : «فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا » الآية 144 من سورة البقرة.

وتابع: والعبرة الثانية تتمثل في بيان حال أهل النفاق والتشكيك في كل شيء في كل زمان ومكان ، حيث قالوا كما حكى القرآن الكريم على لسانهم : «مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا » الآية 142 من سورة البقرة، وهنا كان الرد من فوق سبع سموات «قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ» الآية 142 من سورة البقرة.

ونوه بأن بيان مدى عمق العقيدة والإيمان والثقة في الله ورسوله من الدروس والعبر أيضًا، مشيرًا إلى أنه قد تجلى ذلك واضحًا أشد الوضوح فيما كان من أهل مسجد قباء حين بلغهم أن النبي -صلى الله عليه وسلم - قد أُمر بالتحول في قبلته إلى الكعبة المشرفة وصلّى تجاها فاستداروا اليها وهم في صلاتهم فجعلوها قبلتهم ، مما يشهد بقوه إيمانهم .

واستدل على ذلك بما رواه عبد الله بن عمر أنه قال «بينما الناس بقباء في صلاه الصبح اذ جاءهم آت وقال لهم إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أُنزل عليه الليلة قرآن وقد أمر أن يستقبل الكعبه فاستقبلوها وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة» ، ولهذا سمي مسجد القبلتين .

واستطرد: فالمؤمنون الصادقون في إيمانهم لم يرتابوا في أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لأنهم على يقين جازم بأن كل ما جاء به رسول الله حق لا مرية فيه ؛ لذلك قالوا: سمعنا وأطعنا ، وتحولوا في صلاتهم إلى الكعبة المشرفة دون تردد ، استجابة لأمر الله عز وجل ، ولم ينتظروا حتى يُتموا صلاتهم!! وإنما تحولوا في الحال وهم في هيئة الركوع ، حيث أراد الله لهم .