مرضى الأمراض العقلية الحادة أكثر عرضة لأمراض القلب والأوعية الدموية
حذرت دراسة طبية من أن مرضى الأمراض العقلية الحادة معرضون بشكل متزايد لخطر تطور أمراض القلب والأوعية الدموية، مقارنة مع الأصحاء.
وتظهر الأبحاث التى أجريت بجامعة "كينجز" في بريطانيا، على أكثر من 3,2 مليون شخص يعانون من مرض عقلي حاد، أن هؤلاء المرضى، بما فيهم مرضى الفصام والاضطراب الثنائي القطب والاكتئاب الشديد، لديهم خطر أعلى بنسبة بلغت 53% من الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مع ارتفاع خطر أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 78% على المدى الطويل .. وكان خطر تعرضهم للوفاة من هذه الأمراض يرتفع إلى 85% بين مرضى الأمراض العقلية بالمقارنة بالأصحاء.
وتسلط تلك النتائج الضوء على أهمية الفحص المنتظم للمرضى المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية، كما تشير إلى عدد من عوامل الخطر التى يمكن تعديلها .. ومن المؤكد أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض عقلية حادة يلقون حتفهم في مدة تتراوح ما بين 10 إلى 15 عاما، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الإصابة بأمراض القلب و الأوعية الدموية ، بما في ذلك أمراض النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
كان الباحثون عكفوا على فحص وتحليل البيانات المتوصل إليها في 92 دراسة أجريت في 4 قارات، ونحو 16 بلدا مختلفا، بما في ذلك الولايات المتحدة ، المملكة المتحدة ، أستراليا ، والسويد .. وكشفت التحليلات أن 10% من المصابين بأمراض عقلية شديدة عانوا من أمراض القلب والأوعية الدموية ، لترتفع هذه المعدلات بقيم طفيفة لتسجل 11,8% بين مرضى الفصام ، ونحو 11.7% بين مرضى الاكتئاب ، و 8.4% بين مرضى الاضطراب ثنائي القطب زيادة في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مع مرور الوقت.
و قد حدد الباحثون – في سياق نتائجهم التى نشرت في العدد الأخير من مجلة " الطب النفسى"- بعض العوامل الهامة التى تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ، بما في ذلك استخدام مضادات الذهان، وارتفاع مؤشر كتلة الجسم .. وبناء على هذه النتائج، يحذر الأطباء من أهمية الأخذ في الاعتبار هذه الحقائق عند وصف عقاقير الذهان للمرضى لتجنب الآثار الجانبية المتعلقة بهذه العوامل.