الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عشرينية تطلب الخلع: «البيه يكره العمل وبيجيب قطط وكلاب في البيت»

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

كان عقرب الساعات لا يزال يستعد لمغادرة مكانه عند الثانية عشرة ظهرا، عندما خطت الزوجة صاحبة الـ21 عاما بقدميها المنهكتين من عناء البحث عن حل مجانى لأزمتها مع زوجها بعد أن حول بيتها إلى مأوى للكلاب والقطط الضالة - بحسب روايتها - باب محكمة الأسرة بزنانيرى.

كانت الشابة العشرينية ترتدى ملابس سوداء تشبه ملابس الحداد وتتحايل على شحوب وجهها بأحمر خدود وخطوط رفيعة من كحل أسود أحاطت بها عيناها، وبعد ساعات من التنقل بين مكاتب وأروقة المحكمة استقرت أمام باب زجاجى معلق علية لافتة بيضاء مكتوب عليها "مكتب المساعدات القانونية".

تقول الزوجة الشابة فى بداية روايتها: "كنت أظن أن زواجى منه سيريحني من حياة التشرد والخوف التى عشتها بعد انفصال والدى عن أمى وأنا لا زالت فى الحادية عشرة من عمرى وسيعوضنى عن حنان أبى الذى لم أره تقريبا منذ 10 سنوات، واحتواء الأم الذى خصصت كل وقتها لحياتها الجديدة وأولادها من زوجها الثانى، وأسقطتنى تقريبا من حساباتها، وكانت تتحين أى فرصة لتتخلص منى ومن مسئولياتى، ربما كانت تريد أن تتخلص من أى شىء يذكرها بوالدى الذى أساء إليها وتنهى علاقتها تماما بالماضى، لكنها دفعتنى بأفعالها إلى إلقاء نفسى فى أحضان أول رجل تقدم لخطبتى وأوهمنى أن رزقه وفير وأن سيوفر لى حياة كريمة ومستقرة دون أن أتأكد من صدق كلماته أو أتحرى آثره".

تتثاقل الكلمات على لسان الزوجة العشرينية وهى تسرد تفاصيل حياتها القصيرة التي لم تدم إلا لـ3 سنوات:" وما أن اغلق علينا باب بيت واحد حتى اكتشفت أن ما قاله لى قبل الزواج لم يكن سوى كلمات ووعود زائفة، واصطدمت بقلبه القاسى ولسانه السليط ويده الطائشة التى كانت تطالنى لكماتها بسبب وبدون سبب، وبدأت أرى بوضوح ملامح وجهه الذى يكره العمل كالعمى، ولا يسعى فى مناكبها بحثا عن الرزق كباقى الرجال، يعمل يوما بمحل للأسماك ويمكث فى البيت كالنساء شهرا، ويتركنى أطرق باب القريب والغريب طلبا للمساعدة، وأوقع إيصالات أمانة كانت كفيلة أن تجعلنى أبقى ما تبقى من عمرى فى زنزانة عفنة، ولم يبال الأهم أن أوفر له ما يحتاج، وأدفع إيجار الشقة، وكأننى مكتوب علي أن أعيش فى دائما فى شقاء".

تكمل الزوجة الشابة روايتها بصوت يرتجف: "ولأنى لا أملك رفاهية الاختيار ما بين البقاء معه أو تركه خاصة بعد أن رزقنى الله بطفل منه فضلت الصمت وصبرت لعل حاله يتغير لكن تمادى فى طغيانه وكسله، وباتت تسليته الوحيدة فى الحياة وشغله الشاغل هو أن يأتى بقطط وكلاب من الشوارع ويربيها بالبيت رغم أنه يعلم جيدا مدى خوفى منها وكرهى لها ليتحول المنزل إلى مأوى لتلك الحيوانات الضالة وعندما أبديت استيائى كان الضرب والتعنيف جزائى فلم اتحمل هذة المرة وتركت له البيت عائدة إلى بيت أمى واصريت على طلب الطلاق رغم معارضتها الشديدة وتنازلت عن كافة حقوقى مقابل الحصول على حريتى".

ترتب الزوجة الشابة أوراقها فى حافظة مستندات باهتة اللون وهى تنهى سرد روايتها: "مر عامان تقريبا على انفصالى عنه وخلالها حاول كثيرا أن يعيدنى إلى عصمته لكنى كنت دائما ما أقابل طلبه بالرفض حتى قالتها لى والدتى صراحة أنها سئمت من تربية ولدى وأن والده أولى به فاضطررت إلى أن أعود إليه صاغرة واقنعت نفسى بأن هذا هو الحل الأفضل لى ولابنى، لكن خابت حساباتى للمرة الثانية، فالزواج كان مجرد حبر على ورق ولم يدم إلا لشهور معدودة جميعها مكثتها فى بيت أمى بسبب تهرب زوجى من شراء بيت خاص لى، علاوة على الخلافات المستمرة بسبب شكه وتعاطيه للمخدرات وايوائه للكلاب الضالة، فقررت أن أغلق صفحته للأبد وطلبت منه الطلاق وحينما رفض تقدمت بطلب رقم إلى مكتب تسوية المنازعات الأسرية رقم 1080 لسنة 2017 لتطليقى منه طلقة بائنة للخلع مقابل تنازلى عن كافة حقوقى المالية والشرعية".