الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مكافحة الفساد علم ودراسات وليس مجرد حملة أو مبادرة


في هذه الأيام التي تمر بها مصر وفي هذه المرحلة الدقيقة التي يواجه فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي الفساد بكل ما يملك من قوة يجب أن يشترك في هذه الحرب علي الفساد كل المتخصصين والدارسين لاستراتيجيات مكافحة الفساد والذين لديهم دراسات وخبرات في هذه الحرب الصعبة مع كل أوجه ومظاهر الفساد وأن يكون لديهم أيضا طرق وخطوات المكافحة الصحيحة.

ويجب أن نعلم ونعترف بالحقيقة حتي نبحث عن العلاج دون تجميل أو مواربة. فالمجتمع المصري في آخر 60 سنة أصبح مرتعا لكل أنواع الفساد سواء علي مستوى مؤسسات الدوله وأيضا علي مستوى فئات كبيرة من المجتمع الشعبي. وللأسف أصبحت مظاهر الفساد من رشوة ومحسوبية ونهب للمال العام واستغلال السلطات والنفوذ هو القاعده وليس الاستثناء .

وانتشر الفساد ليس اقتصاديا فقط بل أيضا سياسيا والأخطر هو الفساد الاجتماعي وهو أقصي مظاهر الفساد حيث يتمثل في خلخلة القيم والمبادئ والاعراف التي يقوم عليها المجتمع ويصبح كل شيء محللا دون إحراج بل بمنتهي المجاهرة والتبجح. ولكن هل لا يوجد علاج؟  إلإجابة واحدة هناك علاج طبعا.

ولكن مكافحة الفساد يجب أن تكون إستراتيجية قوميه يشترك فيها كل قطاعات الدوله مثل القطاع الثقافي (تعليم وثقافه وإعلام) والقطاع الرقابي (تشريع وقضاء وشرطه) وأيضا القطاع الاقتصادي والسياسي . وأقصد هنا أن أشير إلي أن الخبطات الرقابيه التي أعلن عنها في الفترة الماضيه من القبض علي فاسدين وتعقبهم ومعاقبتهم هو شيء جيد ولكن هو جزء من كل . فكل المعايير العالميه لمكافحة الفساد تشير الي أن الاجهزه الرقابيه لاتستطيع أن تؤثر في مكافحة الفساد بأكثر من 10%من حجم الفساد مهما كانت تلك الأجهزة نزيهة وشفافة وفعالة ولكن لمكافحة الفساد هناك خطوات واساليب معروفة ومنها علي سبيل المثل وليس الحصر ميكنة كل مؤسسات الدولة والبعد عن التعامل مع العنصر البشري.

وأيضا عملية الاختيار للقيادات المناسبة في الاماكن المناسبة وإعادة تقييمها باستمرار وأيضا تفاعل مؤسسات المجتمع المدني وفاعلية الاعلام وحياده والبعد عن المصالح الشخصيه وغيرها من وسائل العلاج. ولكن كما قلت إذا كانت هناك إرادة حقيقية لمكافحة الفساد فيجب سريعا تشكيل المجلس القومي لمكافحة الفساد وإعطاؤه صلاحيات واسعة لوضع الاستراتيجيات طويلة الأجل والتكتيكات قصيرة ومتوسطة الأجل للبدء في الطريق الصحيح وأن لا نعتمد فقط علي الأجهزه الرقابية حتي لا تتحول لأجهزة ترهيبية ترويعية لموظفي الدولة وتصيبهم بالارتعاش وعدم القدره علي اتخاذ أي قرارات جريئة. ويجب الاستعانه في هذا المجلس القومي بالكفاءات التي تعي ولديها دراسات وخبرات في هذا المجال وأن لا تحكم تشكيلة المجاملات والعلاقات الخاصة.

وأخيرا أستعين بمقولة الرئيس الصيني عندما سألوه عن انتشار الفساد في الصين مع انفتاح السوق فقال (لدينا معركة مصيرية حتي نحافظ علي إنجازاتنا الإقتصادية وهي معركة مكافحة الفساد) ووصف المعركة بأنها معركه ضد النمور والذباب.. وأشار الي موظفي المستويات العليا في الدوله بالنمور والي المستويات المنخفضه بالذباب وقال ان اصطياد الذباب أصعب وأدق .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط