الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وسائل التواصل الاجتماعى بين الإيجابيات والسلبيات


أصبح الغالبية العظمى من الشعب المصرى يستخدم التواصل عبر وسائل التكنولوجيا الحديثة أو ما يطلق عليها العالم الإفتراضى ، عبر السموات المفتوحة ، وأصبحنا نتداول المعلومات والمعرفة والانفتاح على العالم من حولنا من خلال الضغط على الزر عبر شاشات الكمبيوتر أو التليفونات الذكية والأيباد أو التاب.

 ولا أحد ينكر أن الفيس بوك والواتساب وغيرها من وسائل التواصل الإجتماعى سهلت على البشريه سرعة تبادل المعلومات وتناقل الأخبار والتعرف على كل ما هو جديد كلًا فى تخصصه ومجال عمله ، حيث أصبح التوجه العالمى تجاه المعرفة والبحث والاطلاع على العلوم الحديثة وخدمة البشرية من خلال العلم والتفكير الأستدلالى لخدمة وراحة بنى البشر من خلال تسخير العلوم وتطبيقاتها على أرض الواقع ، والأستخدام الأمثل للوقت وكيفية إدارته الإدارة الأمثل لتحقيق الطموحات والأهداف المرجوة.

ونجد فى عالمنا العربى أصبحت وسائل التكنولجيا الحديثة تغزو أسواق العالم العربى ، حيث تتنوع أجهزة التليفونات والإيباد والكمبيوتر الشخصى اللاب توب ، وأصبح هناك ما يعرف بثورة المعلومات وأمتلاك أحدث الأجهزه لخدمة تبادل المعلومات والمعرفة.
 
وأصبحنا نتهافت على إقتناء الأجهزة المتطورة ، وأصبح هناك التباهى والتفاخر بين السواد الأعظم من الناس ، فأصبحنا نقيم الأشخاص بماركة ما يحمله فى يده من تليفون محمول أو لاب توب أو أيباد ، وأصبحنا نختزل الهدف من أقتناء وسائل تداول المعلومات فى قيمة الجهاز وليس فى أهميته من حيث مساعدتنا فى إنجاز المهمة أو الغرض من وراء إقتنائه وأصبح التباهى والتفاخر بالقيمة المادية للجهاز أهم وأقيم من الغرض منه.

ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد ، بل تعدته من حيث المضمون ، فأصبح أستخداماتنا لتلك الأجهزة تبعد كل البعد عن المضمون وأصبح التركيز على الشكل ، فأصبح الفيس بوك وهو الوسيلة الأولى على مستوى العالم للتواصل الأجتماعى ، حيث له من الفوائد والإيجابيات الكثير والكثير من حيث التعرف على مايدور من حولنا عبر أشخاص لهم أسهامات عديدة ومتنوعة فى الفن والموضة والأدب والثقافة والعلوم المتنوعة ، وأغرب المواقف والمسابقات والتعرف على بعض عادات الشعوب والتطلع الى ثقافتهم المتنوعة.
 
وبكل أسف أجد أن الأسلوب السطحى فى تعاملنا مع وسائل التكنولجى الحديث أفقدنا الكثير والكثير من الوقت والمال ، فالمتتبع لمواقع الفيسبوك والمستقبل لرسائل الواتساب يجد التفكير السطحى هو الغالب والسائد فى تعاملتنا عبر تلك المواقع ، فنجد الأهتمام بتفاهات الأمور ، وتصدير الشائعات ، والفضول الشخصى هو الغالب ، ولغة الوعيد والتهديد ، والتعليقات التى تبعد كل البعد عن الموضوع المطروح ، وتصفية الحسابات الشخصية، والأستخفاف بكل ما هو جاد أو علمى أو يحتاج الى التفكير المنطقى ، والعداء وسوء النية لمن يعارض أو يختلف فى وجهة نظره عن الآخر.

ونجد أيضًا أن الكثير من العامة وبعض طبقة المثقفين أصبحوا يستشهدون فى أقوالهم وآرائهم ببعض الآراء المتداولة على مواقع الفيسبوك ، بل يجزمون بصدق المنبع والقائل وكأن الفيسبوك أصبح مصدر معلوماتى رسميا وموثوقا فى معلوماته ، وهذا له تباعاته الخطيرة على مستقبل الثقافة والعقل الجمعى لدى شعوب بأكملها ، خاصة لو نسبة الأمية فى تلك المجتمعات تتعدى الخمسة والستين فى المائة ، ناهيك عن التضارب فى الأقوال والثوابت التى تزعزع من عقائد الناس وثوابتها.

أصبح المواطن المصرى محاصرا بين قنوات فضائية تروج للدجل والشعوذة وقراءة الكف والفنجان وإخراج الجن وشفاء الأمراض المستعصية وغيرها من قرب الحبيب وفك السحر ، وقنوات أخرى تبث فضائح الفنانين والمشاهير والقال والقيل ، وتفاهات الآخرين على الفيس بوك فنجد من يهدد أنه سوف يقوم بشطب المعارف والأصدقاء ممن لايرغبون بوضع إعجاب لملصق تافه قام بوضعه ، أو يتوعد بعذاب نار جهنم لمن لايتداول هذا الحديث او ذاك الدعاء وارساله لعشرين من معارفه وأن من لم يقم بتدوال هذا الدعاء سوف يحدث له مكروه.

والاخر الذى يريد من الدعاء معه على من ظلمه ، ومن يكتب مشاكله مع زوجته أنا لم أعارض بالطبع أن نمارس خفة الدم المصرية والتعليقات التى تتميز بالذكاء وروح الدعابة هذا بالطبع مطلوب وهام للتخفيف من الضغوط وأعباء الحياة ولكن أعتراضى أن يكون أسلوب تناول المصريين لكافة الموضوعات عبر وسائل التواصل الاجتماعى غالبيتها بل معظمها يغلب عليها السطحية فى التناول.

لذا نحتاج أن نقف وقفة ونتذكر أن هناك متابعين لنا فى العالم من حولنا يبحثون من خلال ما نكتبه على الفيسبوك للتعرف على أنعكاس التفكير المصرى وثقافة المجتمع وأهتماماته ومشاغله ويرصدون ويحللون التغييرات التى تطرأ على الشعوب والأسلوب المتبع فى حل المشكلات وادارة الأزمات على المستوى الفردى من خلال الموضوعات التى يتم تناولها ، فأجد أن الفيسبوك هو مرآة لطريقة تفكيرنا وأسلوب حياتنا ونظرتنا للأمور فكم منا راضى عما نشاهده سواء فى الفيسبوك أو الفضائيات.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط