الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مفيش فايدة


وأخيرًا رمضان كل عام وأنتم بخير أعاده الله علي أهل مصر باليمن والبركات، مع حلول الشهر الكريم تشاهد في مصر تناقضات المجتمع المصري الكبيرة والمتعددة.. اختلطت المفاهيم بين شرع من المولي عَز وجل شَرّع فيه الصيام لحكمة إلهية تشعر الغني بمأساة الفقر الذي اعتاده الفقراء.. وبين تجارة مربحة لبعض المهن التي تعتبره موسمًا لها تحيا في انتظاره.. 

كنت أتمني أن يأتي هذا الشهر بالجديد كل عام ، جديد في الحال وجديد في التعامل فيما بين الناس ولكن تبقي مصر هي مصر مزيج من التناقض الغريب الذي لم يعد مفهوماً.. فالغني يزداد غني والفقير يزداد معاناة.. هل من الممكن أن يتحول هذا الشهر الكريم إلي مصدر للتفاؤل والسعادة؟ هل من الممكن أن يتغير سلوك المرء ليحقق الشرع كما أنزله المولي عَز وجل؟ ما هي فوائد الحرمان من الطعام والشراب إذا ظل المرء علي حاله ثابت لا يتغير، يُحَرِف مفاهيم التكافل ويعيش علي طريقته الخاصة بين لهو ولعب دون النظر إلي مفهوم الحكمة من المعاناة .. الحياة قصيرة مهما طالت، والميزان قريب مهما ابتعد.. ويظل الفقر فقرًا مهما حاول الفقير التعايش معه.. وما زال الحل في يد الأغنياء.. 

مصر بلد العجائب تري فيها كل ما هو غريب مقبولاً كان أو غير مقبول.. تري فيها الشهامة والرجولة وتري فيها الخسيس النذل، تري فيها الغني الذي لا يفكر إلا في نفسه وتري فيها الجواد الكريم.. كل المتناقضات موجودة وبكثرة .. تحتاج فقط الي وقفة مع النفس لتصحيح النفوس الضالة ومساعدة من عاش علي المعاناة.. كنت أتمني أن يتحول هذا الشهر إلي مصدر للخيرات وسيل منجرف من الصدقات من غني قادر إلي فقير محتاج.. ولكن كل ما أراه هو بقاء الحال علي ما هو عليه وعلي المتضرر أن يرفع يده بالدعاء إلي المولي عز وجل.. 

ميزانيات ضخمة من الإنتاج لإعلانات تجارية ومسلسلات رمضانية ربما لو تبرع بجزء منها أصحاب المال لحل العديد من المشاكل الحياتية لعدد كبير من فقراء يئسوا من الرحمة واسودت الدنيا في وجوههم.. كل تاجر يحتاج إلي الربح ولا يوجد أربح من التجارة مع الله.. إعلانات للتبرعات في العديد من القنوات تؤلم وتوجع القلب علي حال بعض المصريين الذي أصبح في غاية السوء والشقاء وفِي نفس القنوات إعلانات تجارية لشركات تأمل أن تزيد تجارتها وتربح أكثر مما تربح.. وبرامج تم إنتاجها بمبالغ ضخمة تستضيف بعض الأشخاص وتبالغ في التصرف دون إقناع لو استضافوا فيها بعض الفقراء لكان أفضل للجميع، هل مازال هناك أمل في التغيير أم أصبح من المؤكد أن مفيش فايدة؟
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط