الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كارثة الشهادات في مصر


دائمًا ما نسمع أن تدمير الدول منذ زمن أصبح بدون طيارة أو سلاح أو احتلال الأرض، بل أصبح أكثر سهولة، من خلال تفشي الفساد والرشوة والمحسوبية وأمراض المال فى الدولة المراد هدمها وزعزعة استقرارها، منذ فترة ونحن أبناء هذا الوطن ننظر الى وطننا بعين الاستغراب وكأننا نعانى من اضطراب نفسي يعرف بالاغتراب النفسي عن نفسك والأشياء المحيطة بك ، من منا لا يجلس بالساعات يتذكر الماضى ويشاهد القنوات التى تستحضر الماضى الجميل الى ذاكرتنا بكل معانيه الجميلة ورقى فى كل شيء رقى فى الملابس ورقى فى الكلمات وحسن التعامل وشياكه وأصالة أحياء القاهرة القديمة منها والحديثة وجمال الشوارع ونظافتها وجمال الحدائق والمنتزهات، صورة تشعرك وكأنك فى دولة من دول العالم المتقدم ، كل شئ منضبط ، وفى موضوعه.

ثم تستفيق على الواقع المرير الذى نعيشه حاليًا واقع سنيمائى بشع بكل ما تحمله الكلمة من معنى، واقع متجرد من القيم والأخلاق والذوق فى التعامل ، واقع يمجد تاجر المخدرات والمرتشي والبلطجى والمزور ويعلى من حياة الخائن المزيف ، واقع يعظم من القوه الماديه ويسخر من قوة العلم والتعليم والمعرفة ، أصبح المجتمع يسخر من العلم والمتعلمين والمثقفين ، أصبح التعليم فى مصر يختزل فى ورقة عليها خاتم النسر لإثبات محو الأمية ، شهادة تفتقر للمهارات والأدوات التى تمكن حاملها من السباحة فى عالم الفكر والإبداع والتطور حتى على المستوى الشخصى اولًا قبل المجتمع الخارجى وسوق العمل والبزنس والإنتاج .

كلنا نعلم علم اليقين أن هناك شهادات يحصل عليها أعداد كبيرة من الشباب والشبات وتتكلف الدولة أعباء مالية كبيرة من توفير مدارس وفصول وتجهيزات مدرسية ومعلمين ومعامل وأجهزة، ونعلم جميعنا أن تلك الشهادات كعدمها ليس لها أى معنى أو تقدير داخليا ولا بالطبع خارجيا، كلنا نعلم أن دبلوم الصنايع أو دبلوم التجارة أو شهادة الدبلوم بصفة عامة نعلم أن غالبية من يحمل تلك الشهاده يعلم فى قرارة نفسه أن تلك الشهادة لا تؤهله التأهيل العلمى والعملى المنضبط للخروج الى سوق العمل ، وكثيرًا ما يذكر حامل تلك الشهادة كلمة لامؤخذة معايا دبلوم صنايع لأنه يعلم أن تلك الشهادة هى بدون مؤخذة مثل قلتها ، بدون اعتذار أو تصحيح للعبارة ، لابد أن نواجه حقيقتنا ونواجه واقعنا ، كيف نمنح شهادة مثل شهادة الدبلوم عليها أعتراف من الدوله انها شهادة تؤهل صاحبها للعمل والانتاج فى سوق العمل وحامل الشهادة لم يتدرب ولم يحضر الى المدرسة من الأصل.

الكارثه ياسادة أن هناك أعدادًا كبيرة جدًا من أبنائنا طلبة المدراس سواء الإعدادية أو مدارس الدبلومات لم يذهبوا إلى المدارس طوال العام ويحصلون على شهادة نهاية العام ناجح ومنقول الى الصف التالى، هل تدركون كم وحجم المصيبة التى تعانى منها مصر ونعانى نحن منها ، أى تدمير لعقول البشر كهذا ؟ كم هو متفشٍ بشكل فاضح الفساد فى مؤسسات دولتنا؟ هل بالله عليكم المدرسين والموجهين ووكلاء الوزارة لم يعلموا بهذه الكارثة فى مدارس مصر ؟ وأذا لم يعلموا هذه كارثة أكبر.

المعلومات ياسادة مؤكدة من أكثر من مصدر ، فنحن لدينا بعض المعاونين لنا داخل منزل الأسرة لترتيب المنزل والمساعدة فى إدارة شئون المنزل اثنين من هؤلاء المساعدين أقسموا لى أن أبنائهم فى التعليم ولم يذهبوا إلى المدرسه ويقومون بدفع ألف وخمسمائة جنيه للمدرس لكى ينجح أبنائهم فى الصف الخامس الابتدائى وكل سنة هكذا ، والاخرى تدفع ألف جنيه للمدرس لرفع مادة عن ابنتها وانتقالها للصف التالى ، وهناك عامل الدجاج الذى يحضر لنا الطيور يقسم لى أنه دفع مائة جنيه على كل مادة فى دبلوم الصنايع حتى أخذ الدبلوم ، مع العلم أنه لم يذهب الى المدرسة غير للدفع والحصول على الشهادة بختم النسر ، والغريب أن هذا لا يتم فى مدرسة واحدة بعينها، حتى نقول أن تلك المدرسة بها كم هائل من الفساد لا ياسادة بل يتم كل هذا الكم من الفساد والدمار للعقول من خلال عدد من المدارس فى محافظة الشرقية، ومدينة السلام، ومدينة قباء، والمرج، والنهضة، وما خفى كان أعظم بالطبع.. وللحديث بقية...
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط