جزيرة الوراق بين تنفيذ القانون وتعامل الأزمة

تابعنا مجريات الأمور فى واقعة إزالة التعديات الموجودة فى جزيرة الوراق وما أسفر عن حدوث اشتباكات بين قوات الأمن وأهالى الوراق مما أدى الى مقتل أحد المواطنين والعديد من الإصابات بين المواطنين ورجال الشرطة الذى جعل الأمر يتفاقم ويزداد الاحتقان لدى أهالى الوراق.

لا أحد يستطيع أن ينكر حق الدولة فى تنفيذ القانون وإزالة كافة التعديات على أراضى الدولة المسلوبة ولكن لابد أن يكون هناك رؤية وإدارة هذا الملف بطريقة سياسية وكيفية التعامل مع إدارة الأزمات المعمول بها فى كافة دول العالم التى تتعامل مع تلك المواقف بدراسة وتحليل المعطيات على الارض وطرح البدائل التى تساعد على حل الأزمة دون وقوع أى صدام أو ضحايا.

ولكن للاسف ما حدث فى التعامل مع قضية جزيرة الوراق بعيد كل البعد عن أساليب إدارة الأزمات وهذا ما تأكد لنا جميعا من خلال تلك الاشتباكات التى وقعت بين الأهالى ورجال الأمن ناهيك عن اسلوب قطع الكهرباء عن المنطقة ومحاصرة الشرطة للمنطقة بالكامل ومنع دخول وخروج المواطنين، فى واقع الأمر تلك المعطيات ستزيد من الأمر خطورة ولابد من تدخل سريع لطرح عدة بدائل تكون على الأقل مرضية لأهالى الوراق لتدفعهم للخروج وإخلاء المنطقة.

يجب أن تأخذ الدولة بعين الاعتبار أن الوضع فى جزيرة الوراق يختلف كليا عن باقى المناطق التى بها تعديات على أملاك الدولة وذلك لانها بها كثافة سكنية ويعيش عليها آلاف المواطنين منذ زمن بعيد ولابد من أن يكون هناك رؤية واستراتيجية لحل تلك الأزمة تحفظ معها دماء المواطنين وعدم الدخول فى صدام مباشر إلا أن يكون هناك حلول تطرح على سبيل المثال التقنين لأهالى الوراق لتنتقل إليهم ملكية تلك الأراضى بشكل رسمى أو أن يكون هناك طرح أخر بأن توفر الدولة أماكن أخرى تستوعب تلك الكثافة السكنية.

لأنه اذا لم يتم طرح أى حلول من جانب الدولة فى هذا الاطار فهذا معناه بشكل صريح احتدام الصراع بين الأهالى وقوات الشرطة ووقوع المزيد من القتلى والإصابات لأنك بهذا تضع أهالى الوراق فى معركة وجودية على الأرض.

فهل سيتم التدخل سريعا من جانب رئيس مجلس الوزراء ووزير الإسكان لحل تلك الأزمة قبل تفاقم الوضع أم سيكون على السيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى التدخل شخصيا وأعلم تمام العلم أنه يريد أن تستعيد الدولة كل الأراضى المتعدى عليها ولكن ليس على حساب آلام ومعاناة المواطنين.. وأعتقد بل على اليقين فى أن الرئيس السيسى سيتعامل مع تلك الأزمة بما يحفظ كرامة ودماء المصريين.