الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر ما بين الحوت .. والزومبي


من يتابع دفتر أحوال الشعب المصري يوميا سيصاب بالفزع من حجم التناقضات والفجوة الكبيرة التي تتسع يوما بعد يوم بين فئات وطبقات الشعب المصري .. وطبعا ليس هذا من باب الاعتراض.

خلقنا الله وفضل بعضنا على بعض في الرزق مافيش كلام.. ولكن تناقضات المجتمع المصري زادت وأصبحت ظاهرة للعيان والتفاوت الطبقي أصبح ينذر بعواقب وخيمة.

اذا كنت ممن ينزلون للشارع ويمشون بين الناس في وسط البلد أو الأحياء الشعبية ستجد الآلاف من الزومبي يمشون على الأرض أحياء ولكنهم في حالة من انعدام الوعي بسبب ضغوط الحياة التي تزداد يوما بعد يوم ولا يستطيع أحد أن ينكر حتمية الإصلاحات الاقتصادية وحتمية تعويم الجنيه ومانتج عنه من انفلات في الأسعار بالإضافة إلى حالة سعار شديد وجشع هائل لدى التجار والضحية الغلبان الصامت الصبور المتحمل لكل نوائب الدهر .

ولكن كانت نتيجة ذلك أننا أصبحنا نعيش كالزومبي (والزومبي) كلمة انجليزية معناها الأشخاص الفاقدين للوعي ويسير بلا أحاسيس كالمنوم مغناطيسيا وهناك عدد كبير من الأفلام الأجنبية تجسد الفكرة .. ليس هذا هو المهم .. المهم هو أن ضغوط الحياة والأعباء علاوة على غياب الوعي وخلط الدين بالتقاليد وانتشار التدين الزائف.

 إضافة إلى منظومة فاسدة استمرت طوال عشرات السنين أنتجت ما أسميه بظاهرة الزومبي في الشارع المصري ومن الظلم أن نحمل الحكومة الحالية كل أخطاء وتبعات فساد حكومات متعاقبة من عشرات السنين علاوة على إهمال منظومة التعليم حتى أصبحت بلا معنى وبلا قيمة ولا تمثل أي قيمة مضافة للمجتمع المصري، وكذلك إنهيار منظومة الصحة والتأمين الصحي حتى تحولت المستشفيات العامة الى خرابات ومجرد غرف لتخزين المرضى والموتى.

في الوقت نفسه تراجع الوعي وتراجع الانتماء والشعور بالوطنية الحقيقي، والتي تعني أن الشارع ملكي، وعلي أن أحافظ على نظافته وجودته كالمنزل تماما، والغريب ورغم ما يقال عن أن الشعب المصري شعب متدين بطبعه وأن الإسلام دين نظافة تجد الشوارع مليئة بالقمامة التي يلقي بها المواطنون بدون أي إكتراث لقيمة النظافة العامة والصحة العامة وتجد منزله نظيفا ومرتبا حتى باب شقته فقط أما خارج باب الشقة تجد الزبالة والإهمال والرائحة العفنة ولا يهتم .. المهم أن سكنه نظيف .. وما قيمة السكن النظيف في مجتمع غير نظيف.

وعلى الجانب الآخر تجد طبقة أخرى على أقصى اليمين لديها أموال تنفقها في الحفلات والسهر والمصايف والفشخرة وحفلات عمرو دياب (اللي بيقولوا عليه هضبة) وآخر ألبوماته وأنه بيغني لبرج الحوت وأن زوجته الجديدة من برج الحوت مما أثار غير باقي النساء والبنات من الأبراج الأخرى ده بخلاف المعركة المحتدمة بين الهضبة ومن قالت عن نفسها إنها هرم، "اه والله هرم هي قالت كدة"،  اذا كان هو هضبة أنا هرم .. وهلم جرا ومؤخرا تجد رواد السوشيال ميديا مهمومين طوال الوقت بأخبار الفنانين والفنانات ومن منهم تم إلقاء القبض عليه بتهمة حيازة المخدرات أو من منهم وقع بينهما الطلاق ثم يثبت عدم صحة ذلك .

وأن كنت أعيب على بعض المواقع الإخبارية التي تسارع بنشر هذه الأخبار وأحترم وأقدر من يستوثق الخبر قبل نشره .. وهكذا تعيش مصر بين الزوومبي وبين الهاي كلاس أو بتوع الهضبة والهرم والحوت .. وبينهما أبناء الطبقة المتوسطة أو التي كانت متوسطة قبل أن يدهسنا قطار التعويم ونار الأسعار ده بخلاف تصادم القطارين بالإسكندرية ومن قبلها قطارات العياط والنتيجة واحدة .. الدهس واحد هذا بخلاف حوادث الدهس الفكري والديني اللي انتشر وبدأت تنكوي بناره أوروبا التي ساهمت بدرجة كبيرة في انشائه وتكوينه وحمايته .. وانقلب الدهس على الداهس ولنا في ذلك حديث أخر .. والله المستعان.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط

-