الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زيارة نائب رئيس مجلس الدولة الصيني للسودان .. تعميق الشراكة الاستراتيجية بين الخرطوم وبكين

صدى البلد

اختتم نائب رئيس مجلس الدولة الصيني، شانج جاو لي، أمس السبت زيارة رسمية للسودان، رأس خلالها وفد بلاده في المباحثات الثنائية التي جرت بين البلدين بالخرطوم .

واكتسبت هذه الزيارة أهمية واضحة للجانبين، خاصة إذا ما نظرنا إلى علاقات البلدين التي وصلت إلى مرحلة الشراكة الاستراتيجية التي وقع اتفاقيتها رئيسا الدولتين عام 2015 في بكين، ووقفت الصين كشريك استراتيجي بجوار السودان وقدم له مساعدات قيمة .
وبسبب حرص الحكومة السودانية على تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، شكلت منذ فترة لجنة عليا للإشراف على العلاقات السودانية الصينية برئاسة الدكتور عوض أحمد الجاز.

ويرى محللون أن السودان يأمل في حصيلة استثمارات جيدة من العملاق الآسيوي ، كما تسعى الخرطوم إلى الوصول لاتفاق حول ملف الديون المستحقة عليها إلى بكين والتي تقترب من 10 مليارات دولار، في الوقت الذي تولي فيه الصين قارة أفريقيا أهمية قصوى على اعتبار أنها إحدى أهم المناطق الغنية بالمواد الخام في العالم، ولا سيما الطاقة والمعادن.

واتفق السودان والصين قبل عام 2011 على تنفيذ آلية النفط مقابل المشروعات، لكن بعد انخفاض إيرادات النفط عند انفصال جنوب السودان وحاجة الخرطوم لأخذ نصيب الشركات من الخام لتغطية الاستهلاك المحلي، طلب السودان من الصين تأجيل سداد الديون والاستمرار في تمويل مشروعاته .
وقال سفير الصين لدى الخرطوم، لي ليان جه، إن زيارة نائب رئيس مجلس الدولة للسودان، تكتسب أهمية كبيرة في مسيرة تطور العلاقات بين البلدين، مبرزا التزام الجانبين بالتفاهم والدعم والعون المتبادل، رغم تقلبات الأوضاع الدولية والإقليمية.
وأضاف أن الصين تؤكد التزامها بدعم جهود السودان الرامية إلى الحفاظ على سيادة الوطن ووحدة أراضيه وتحقيق السلام والاستقرار والتنمية والإصلاح الاقتصادي، كما تقف بصورة قاطعة معه في كل انشغالاته وحقوقه بكافة المحافل الدولية، لافتا إلى أنه في إطار التعاون الوثيق بين البلدين، تم بناء صناعة النفط السودانية، فضلا عن الزراعة والتعدين وإنتاج الطاقة والبنية التحتية والتدريب والدعم العلمي الفني والتقني وغيرها .
وعقد الجانبان - خلال الزيارة- جلسة مباحثات ثنائية تناولت القضايا الثنائية المشتركة سياسيا و اقتصاديا و ثقافيا و سبل تعزيزها و تطويرها ، و الموضوعات و المسائل ذات الاهتمام المشترك .
و ثمن الطرفان العلاقات الثنائية، و عبرا عن الرضي عن مسارها و مستواها ،وأكدا الدعم المتبادل للقضايا الجوهرية لكلا الطرفين و استمرار التنسيق الثنائي في القضايا الإقليمية و الدولية و المسائل ذات الاهتمام المشترك، مشددين علي التنسيق و التشاور و التعاون و تبادل الزيارات رفيعة المستوي بين المسئولين في البلدين .
و أكد الجانبان عزمهما علي استمرار أعمال الآليات المشتركة القائمة، بما يدفع تطور التعاون العملي بين البلدين باستمرار .
ووقع الجانبان عددا من الاتفاقيات و مذكرات التفاهم، في مجالات التعاون الاقتصادي والفني، وتنمية الموارد البشرية، وإعفاء الديون والتدريب.
وأزاح النائب الأول للرئيس السوداني بكري حسن صالح، ونائب رئيس مجلس الدولة الصيني، شانج جاو لي، الستار عن مجسم المسلخ المركز ي الذي تنفذه حكومة الصين بتكلفة 450 مليون يوان، بطاقة تبلغ مليوني رأس من الماشية.
وكشف نائب رئيس مجلس الدولة الصيني ،عن تقديم بلاده دفعة جديدة من المساعدات للسودان عبارة عن مبلغ 500 مليون يوان صيني، بجانب إعفاء 160 مليون دولار من ديون القروض الميسرة المستحقة على الخرطوم، مؤكدا استعداد بكين لدعم معهد كونفشيوس بجامعة الخرطوم، وتوطيد روابط التبادل الثقافي والأكاديمي بين الجامعات السودانية والصينية.
وأعرب لي -عن تقديره للجهود التي ظل يبذلها السودان في تعزيز علاقات الشراكة الاقتصادية بين البلدين ، موضحا أن مسيرة العلاقات الثنائية بين الخرطوم وبكين امتدت لأكثر من 50 عام، وتوجت بتوقيع اتفاق الشراكة الاستراتيجية بين الرئيسين عمر البشير و شي جين بنج في عام 2015.
وقال إن بلاده تنظر بعين التقدير لجهود الخرطوم في تشكيل حكومة الوفاق الوطني ، مؤكدا دعم بلاده لاستتباب الأمن والاستقرار في السودان .
وأشاد لي بمواقف السودان الداعمة للصين في المحافل الإقليمية والدولية، داعيا إلى تكثيف الجهود لتمتين التعاون النفطي بين البلدين باعتباره حجر الزاوية في مسيرة التعاون العملي بينهما ،معربا عن تقديره لحكومة السودان لدعمها مبادرة الحزام وطريق الحرير التي كان قد أطلقها الرئيس الصيني.
وأعرب نائب رئيس مجلس الدولة الصيني عن رضائه التام عن الزيارة، مؤكدا أنها ستهدف صورة السودان، مؤكدا أن ما يعزز علاقة البلدين هو المزيد من الشراكات الحقيقية عبر الاستفادة من موارد السودان والتطور التقني لدي الصين.

من جانبه، قال نائب وزير الخارجية الصيني، تشانج مينج، إن العلاقات بين بكين والخرطوم تمتدت زهاء 60 عاما، مشيدا بدعم السودان لمبادرة بناء الحزام والطريق التي أعلنها الرئيس الصيني شي جين بنج .

و أكد دعم الصين للخرطوم في المحافل الإقليمية والدولية بما يعزز السلام والاستقرار بالبلاد ويدفع بآفاق التنمية الاقتصادية في السودان.
وأشاد نائب وزير الخارجية الصيني بالتقدم الذي أحرزه السودان في مجال التنمية،موضحا أنه لمس ذلك من خلال الزيارات التي قام بها للسودان علي مدي سنوات، داعيا إلى تمتين أواصر التعاون الاقتصادي حتي تتحقق أهداف اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

من جهته، قال النائب الأول للرئيس السوداني رئيس مجلس الوزراء القومي، إن العلاقة بين الخرطوم وبكين تمثل نموذجا في علاقات التعاون، مؤكدا أن توقيع اتفاق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين يمثل مرحلة غير مسبوقة في التواصل بين قارتي إفريقيا وآسيا، وأنها تحمل في طياتها معاني سامية وإشارات بليغة تعبر بصدق عن سعة العلاقة ورحابتها بين البلدين.

وأعرب النائب الأول، عن تقدير السودان حكومة وشعبا لمواقف الصين خلال الظروف العصيبة التي مر بها،متعهدا بترقية وتطوير العلاقة بين الخرطوم وبكين بما يخدم مصلحة الدولتين والشعبين.

بدوره، قال وزير الخارجية السوداني الدكتور إبراهيم غندور، إن العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية التي تربط بين السودان والصين تعد نموذجا للعلاقات في الإطار الاقليمي والدولي، مؤكدا وقوف السودان مع وحدة الأراضي الصينية، مبرزا أن الصين ظلت شريكا وداعما لقضايا السودان في المحافل الإقليمية والدولية.

وأشار إلى أنه تم الاتفاق بين الجانبين علي تكوين لجنة عليا برئاسة وزيري المالية لمناقشة تفاصيل العلاقات الاقتصادية بين البلدين ، موضحا أن الصين تعد الشريك الأول للسودان في مجال النفط، مؤكدا مضي الخرطوم قدما في توسيع آفاق التعاون المشترك ليشمل الزراعة والطاقة الجديدة والمتجددة والتصنيع الزراعي.

من جهته، أكد وزير النفط السوداني عبد الرحمن عثمان، أهمية التعاون بين البلدين في مجال صناعة النفط والغاز والتي امتدت لأكثر من 20عامًا، وقال إنها شراكة استراتيجية حيث بلغت استثمارات الصين فيها أكثر من 15 مليار دولار.

ودعا الصين لتوسيع استثماراتها في قطاع النفط والاستفادة من الفرص الواعدة بعدد من المربعات المطروحة للاستثمار حاليًا، وتطوير الحقول المنتجة وزيادة الإنتاج النفطي، متعهدا بإزالة التحديات التي تعيق زيادة الاستثمار الصيني في قطاع النفط والغاز.

ومن جانبه، قال الرئيس السوداني، عمر البشير، إن علاقات السودان مع الصين وصلت مراحل متقدمة من الشراكة الاستراتيجية بما يبشر بمزيد من المنافع الاقتصادية والسياسية للبلدين وشعبيهما.

ومنح البشير، نائب رئيس مجلس الدولة الصيني، وسام الجمهورية من الطبقة الأولى تقديرا لما تقدمه الصين من دعم للسودان في كافة المحافل.
وتأسست العلاقات الدبلوماسية السودانية الصينية في 4 يناير عام 1959، ويمتع البلدان بعلاقات قوية في المجالات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية والتجارية والثقافية، وظل البلدان ينسقان ويتفقان ويتبادلان الدعم في المواقف الأساسية في المحافل الإقليمية والدولية.

وتعتبر بكين أكبر شريك تجاري للخرطوم، والصين هي أكبر مستثمر أجنبي في السودان، وتعد الصين شريكا أساسيا في قضايا إحلال السلام والتنمية في السودان بسبب الثقة التي يتعامل بها البلدان أحدهما مع الآخر، وظل التعاون في المجال النفطي بين البلدين لأكثر من 20 عامًا مما أسهم في تطوير الاقتصاد السوداني، وانتقل هذا التعاون إلى البنى التحتية، ومن أهم المشروعات التي نفذت بعد النفط هو سد مروي الذي ضاعف إنتاج الكهرباء في السودان.

وعلى المستوى الحزبي، أقام حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، علاقات شراكة ثنائية مع الحزب الشيوعي الحاكم في جمهورية الصين الشعبية، منذ عام 2003، و ظلا يتبادلان الزيارات الثنائية بين البلدين بصورة دورية مما انعكس على سهولة الدفع بهذه العلاقات.
وثقافيا، أصبح الاحتفال بعيد الربيع الصيني من الاحتفالات التي تقام بصورة دورية في السودان، ليس في الخرطوم فقط، بل في غيرها من المدن السودانية .