قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أم طعمة والحكومة والنووي.. لغاية يوووه يا ندامة


بعيدا عن سخافات المدعو محمد رمضان وبلطجته التي أشاعها في المجتمع المصري بين صغار العقول والسن من الشباب، وتصريحاته المستهجنة من الجميع عن الضاحك الباكي إسماعيل ياسين، شاهدت بالصدفة واحدا من أجمل أفلام إسماعيل ياسين الكثيرة جدا والتي يصعب على من هم مثل محمد رمضان حصرها.

فيلم "إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين"، فيلم عبقري أحد أفلام سمعة الشهيرة من إنتاج عام 1958 وقصته معروفة للجميع، حيث شاهدناه عشرات المرات وسنشاهده مرات ومرات إذا كان في العمر بقية.

يدور الفيلم حول طعمة ووالدها الذي يستدين من كل المعلمين بتوع الحارة (زي حكومتنا بالظبط)، وكل المعلمين في الحارة سواء الجزار أو البقال أو بتاع الخضار والفاكهة وحتى صاحب القهوة يرغبون في الزواج من طعمة وما أدراك من هي طعمة (هند رستم)، المهم إن والد طعمة والحكومة اللي هي زينات صدقي أم طعمة معشمين كل تجار ومعلمين الحارة كل واحد على حدة إنه سيتزوج طعمة المهم أن يقترض منه المال، وباقي تفاصيل الفيلم معروفة للجميع.

تستوقفني دائما الجملة الشهيرة في الفيلم والتي كان يرددها والد طعمة ووالدتها لكل الدائنين: "أوكد لسيادتك إن طعمة ليك ومش لحد غيرك.. لغاية يوووه يا ندامة"، ويتكرر أكثر من مرة، وألطف مرة التي رواها صبي المعلم الولد الصغير وهي تردده لأحد المعلمين غير المعلم بتاعه وذهب لإبلاغه بطريقة سرد عبقرية واختصر اليمين إلى:" من أول أؤكد لسيادتك.. لغاية يوووه ياندامة".

الحقيقة أنني كلما شاهدت أحد المسئولين بالحكومة، خاصة وزير الكهرباء، يتحدث عن مفاعل الضبعة النووي، أتذكر على الفور أم طعمة وأبو طعمة والصبي بتاع المعلم وهو بيقول بطريقة محببة: "أؤكد لسيادتك.. لغاية يووه يا ندامة" على لسان وزير الكهرباء سواء كان الكلام في تصريحات تليفيزيونية أو برامج توك شو أو في أحد المؤتمرات الصحفية أو حتى أمام الرئيس السيسي المهم أن تتكرر مقولة: "أؤكد لسيادتك.. أن مفاعل الضبعة النووية سيكون هايل جدا وأن تنفيذه بات قرب قوسين أو أدنى.. وأؤكد لسيادتك أن معدلات الأمان في المفاعل هاتكون عالية جدا.. لغاية يووه يا ندامة برضه"، وكلها حلفانات أيمانات تنتهي بالعبارة الشهيرة "يووه يا ندامة".

حتى وإن كنت أعترض على هرولتنا تجاه روسيا وإصرارنا على أن المفاعل النووي في الضبعة هايكون روسي 100%، طيب ليه وروسيا مطلعة عين مصر في إعادة السياحة الروسية إلى مصر التي ومنذ أن انقطعت عقب حادث الطائرة وهناك مئات من حالات الإفلاس لمستثمرين كبار في قطاع السياحة في شرم الشيخ والغردقة بسبب حظر السياحة الروسية رغم أن الروس بيتقتلوا أمام شاشات التلفزة في تركيا وبدرجة سفير وعلى الهواء مباشرة ولم تنقطع السياحة الروسية ولا الاستثمارات الروسية من تركيا.. يوووه يا ندامة.

لذلك أتمنى على السيد الدكتور المهندس وزير الكهرباء الكف عن الحديث حول مفاعل الضبعة النووية وأنه سيكون روسيا متينا، وننتظر حتى تعود السياحة الروسية إلى مصر وشرم الشيخ إلى معدلاتها قبل 2011، وبعدها ممكن نتكلم عن الضبعة النووية وغيرها.

وبعدين ما احنا كويسين والكهرباء كويسة وارتفعت أسعارها وبقينا مكويين من الفواتير رغم أن السيد وزير الكهرباء قال مئات المرات والكلام كان موجها للمواطن الغلبان قال برضه معالي وزير الكهرباء: "أؤكد لسيادتك أنه لا ارتفاع في أسعار الكهرباء"، وقعد يؤكد ويحلف لغاية.. يوه ياندامة، وبرضه أسعار الكهرباء تضاعفت.. يوه ياندامة.
ورغم ذلك مش هايحصل حاجة لو انتظرنا شوية على موضوع المفاعل النووي في الضبعة، ونتقل شويتين على طعمة الروسية وأم طعمة الروسية وبوتين أو طعمة الروسية، لابد أن نعاملهم بالمثل، أعيدوا السياحة الروسية إلى شرم الشيخ والغردقة وباقي مزارات مصر السياحية وضاعفوها وبعدين تعالوا نتكلم في موضوع الضبعة النووية.

ولم تبدأ الحكومة حتى الأن أي إجراءات تنفيذية فعلية في مشروع الضبعة المنتظر منذ أكثر من 3 عقود من ساعة توقيع مصر على معاهدة منع الانتشار النووي إلا لأغراض سلمية في عام 1981، وفي عام 1983 عرضت مصر مناقصة لإنشاء محطة نووية بقدرة 900 ميجاوات، وبعدها بـ 3 سنوات وقعت كارثة تشرنوبيل الكارثة النووية الشهيرة في روسيا قبل بضعة أيام فقط من الإعلان عن ترسية العطاء وتوقف المشروع من وقتها.

ما علينا؛ المهم إننا ومنذ كارثة تشرنوبيل ومشروع الضبعة النووي المزمع إنشاؤه توقف، وما حدث بعد 2011 من اقتحام لأرض المشروع من قبل البدو والمقيمين في المنطقة معروف للجيمع من جملة خيبتنا التقيلة، ولكن والحمد لله وبعد أن عادت هيبة الدولة والقانون وعادت الأمور لنصابها تم مرة أخرى ضبط الأمور وحماية المكان المزمع إقامة المفاعل النووي عليه.

طبعا لا شك أنه سيشكل نقل نوعية في مجال الطاقة في مصر، ولكن يجب التأني في الدراسات وأفضل العطاءات ولا يجب أن يقتصر الأمر على الروس ويجب معاملتهم بالمثل، خاصة في موضوع إعادة السياحة الروسية وزيادة الاستثمارات الروسية في مصر، ثم نتحدث عن مفاعل الضبعة النووية.

ولا داعي لطريقة أم طعمة يا معالي وزير الكهرباء، وأؤكد لسيادتك إن مشروع الضبعة النووي يمكن أن ينتظر ويجب ألا نعطيه للروس "بيضة مقشرة" والروس لا مشاعر لديهم ولا عواطف أهم حاجة عندهم المصلحة، ولا تفرق معاهم طعمة ولا أمها، ولا حسونة ولا سمعة ولا القصري، ولا أؤكد للسيادتك ولا غيره لغاية.. يوووه يا ندامة.. يا معالي وزير الكهرباء.