الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اهتز العرش ... فاهتز تميم


كل من تابع كلمة أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، على منبر الأمم المتحدة ، تملكته قناعة تامة بأن الرجل بدأ يرتعد من الرعب، والخوف، والفزع ، بعد أن أصبح عرش قطر يهتز بقوة تحت أقدامه، إثر قيام المعارضة القطرية بتعيين أميرا جديدا للبلاد في شخص الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني ، أحد أفراد الأسرة الحاكمة في قطر.

فقد عكست ملامح التجهم والعبوس التي ارتسمت على ملامح وجه تميم، فضلا عن تلعثمه خلال إلقاء كلمته أمام الأمم المتحدة مدى الخوف الذي بدأ يتملك هذا الرجل من فقدان عرشه بعد أن قامت المعارضة الوطنية القطرية بتعيين الشيخ عبد الله آل ثاني بدلا منه بكل ما تكتنفه العلاقة بين أسرة عبد الله آل ثاني وأسرة تميم آل ثاني من خلافات عائلية .

فمنذ أن فرضت الدول الأربع لمكافحة الإرهاب المقاطعة على قطر لحملها على التراجع عن مسلكها الذي يستهدف إسقاط الدولة الوطنية في الوطن العربي، لم ترتسم أي ملامح قلق على وجه تميم، بل على العكس، فقد كان دائما ما يواجه كل عقوبة جديدة تفرضها الدول الأربع (مصر والسعودية والإمارات والبحرين) على قطر بإبتسامة تملؤها السخرية وعدم الإكتراث بل وبالتأكيد على عدم تأثيرها على بلاده. وكان سنده الأول للإستخفاف بهذه العقوبات هو ما تمتلكه قطر من أموال واستثمارات في أمريكا وأوروبا إلى أن وقع الزلزال على رأس تميم بلقاء الشيخ عبد الله بن على آل ثاني بولي عهد السعودية، محمد بن سلمان .

وقد جاء البيان الذي أصدره الشيخ عبد الله آل ثاني عقب لقائه بالأمير سلمان ليزداد الرعب في قلب تميم . و دعا الشيخ عبد الله آل ثان في بيانه إلى إجتماع عائلي ووطني لبحث أزمة قطر و إعادة الأمور لنصابها مضيفا " واجبنا عدم الصمت في هذه الأزمة ". و قد عكس هذا اللقاء مدى التغيير الذي طرأ على سياسة الدول الأربع من الرغبة في إعادة تميم إلى رشده إلى العمل الجدي على الإطاحة به و إستبداله بأحد من أبناء عمومته.

وعندما أدرك تميم، أن هناك خطوات جدية تتخذ على أرض الواقع للإطاحة به، كما فعل من قبل والده، حمد آل ثاني، مع جده خليفة آل ثان، ظهر مدى فزع تميم من خلال محاولة إثارة تعاطف العالم بتقديم شكاوى لمنظمات حقوقية بزعم معاناة بلاده من حصار غير شرعي ثم بعد ذلك من خلال ملامحه التي ظهر عليها التوتر والقلق الشديد وهو يلقي كلمته أمس أمام الأمم المتحدة.

وتؤكد مصادر المعارضة القطرية، أن علامات القلق التي ظهرت بقوة على ملامح وجه تميم، ترجع إلى إمكانية قيام الدول الأربع المكافحة للإرهاب، باستقبال الشيخ عبد الله بن على آل ثان، كأمير شرعي لدولة قطر وهو ما سيؤدي بكل تأكيد لأن تحذو حذوها كل الدول التي تعاني من الإرهاب وترغب في مكافحته بشكل جدي، بعيدا عن أزدواجية المعايير في مكافحة الإرهاب التي أثارها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
فتميم يعلم أكثر من غيره، أن الإطاحة به من عرشه ، ستعني فقدان كل الأموال القطرية التي ستؤول سيطرتها للأمير الجديد . كما أن الإطاحة به ستجعل منه لاجئا سياسيا في افضل الأحوال يبحث عن دولة يجد له فيها مأوي . كما أنه يعلم أيضا أن الدول الأربع لن تتركه حتى لو أطيح به من عرشه باللجوء للمحكمة الجنائية الدولية لمحاكمته بتهمة تدعيم الإرهاب . و يكفي ما تحتضنه قطر من إرهابيين و محرضين على الإرهاب من أمثال كبير المحرضين على الإرهاب ، القرضاوي، وعبد الرحمن النعيمي، الممول الأول لجبهة النصرة ، و الصلابي، زعيم إخوان ليبيا و غيرهم كدليل ثابت لكي يتهم تميم بإيواء الإرهابيين وتوفير ملاذ آمن لهم.

وأخيرا هل سيعود تميم لرشده بعد اهتزاز عرشه تحت أقدامه؟ أم سيتمادى في تنفيذ سياسات أجهزة إستخباراتية غربية لتدمير الدولة الوطنية في العالم العربي حتى يجد نفسه وقد أطاح به الشعب القطري والأسرة الحاكمة نفسها من عرش قطر ؟
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط