الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المرأة برٌبع عقل.. وفتوى بالتوم والجن


من خلال متابعتي لعبث الفتاوى التي تنهش في عقولنا وعقول الناس هذه الأيام والتي فاقت كل حدود العقل والمنطق .. أكاد أُجن .. الفتاوى أصبحت عبثا وفانتازيا وهرتلة وهارداباكش أفقدتنا وأفقدت الناس البسطاء الثقة في رجال الفتوى ورجال الدين المحترمين وهم كُثر وأفاضل ونعلم جميعًا أنهم في غاية الأسف مما يحدث ويُصدر من فتاوى شاذة أصحابها للأسف انتموا أو ينتمون للمؤسسة العريقة الرصينة وهي الأزهر الشريف .. وإن كٌنت ألوم أكثر بعض وسائل الإعلام سواء مواقع إخبارية هدفها زيادة الترافيك أو الرانكينج كما يسمونه في السوشيال ميديا والمواقع الإخبارية وهي أن يضع عنوانا أو موضوعا مثيرا مثل (فلان الفلاني من علماء الأزهر يبيح أكل لحم الجن ..) تخيل عنوانا أو موضوعا بهذا العنوان سيلقى كم قراءة أو مشاهدة بالملايين لغرابته .. ثم تتساءل ما هو السياق الذي خرج منه هذا العنوان .. بمعنى هل قام الزميل الصحفي المتدرب في الموقع الإخباري إياه بتوجيه سؤال مباشر إلى فضيلة الشيخ الدكتور الزغبي: هل أكل لحم الجن حلال شرعا؟ وما جدوى هذا السؤال سوى فرقعة .. ينشد من وراءها الصحفي أو رئيس تحريره عمل عنوان مثير يرفع من ترتيب موقعه الإخباري على الشبكة العنكبوتية .. ولا يهمه بالطبع الضرر البالغ الذي سيتسبب فيه نشر هذا الموضوع على المجتمع المليء أصلا بالخرافات والترهات التي لا تمُت إلى صحيح الدين الإسلامي من قريب أو بعيد .. ويبدو أن الأمر ينجح فيما يخص الفرقعات الإعلامية لأن العدوى تنتشر وتنتشر .. وانتقلت عدوى الفتاوى الشاذة إلى الفضائيات والبرامج التي تبحث عن رفع نسب المشاهدة وللأسف هذه المرة على لسان الدكتورة سعاد صالح أستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر والوجه الإعلامي المعروف لأنها قامت بتقديم برنامج أسبوعي على قناة الحياة لسنوات وحقق نجاح ونسب مشاهدة عالية لأن كثيرا من السيدات يفضلن إستشارة عالمة دين سيدة فاضلة مثل الدكتورة سعاد صالح ولكن للأسف أن الدكتورة سعاد صالح أيضا وقعت في الفخ أو فخ الفتاوى الشاذة وتم إستغلال كلامها في معرض ردها وإنتقادها على فتوى سابقة للدكتور صبري عبد الرؤوف أحد علماء الأزهر أيضا والمعروفة إعلاميا بفتوى ( مضاجعة الوداع ) أو حق الزوج في نكاح زوجته المتوفية لوداعها .. وهو أمر غريب وشاذ ورب الكعبة .. لأن أي رجل أو زوج طبيعي سيرغب أو يفكر في نكاح زوجته التي توفت .. وزادت الدكتورة سعاد صالح .. الطين بلة .. بأن أشارت إلى أن أحد قدامى كبار الفقهاء أباحوا أو شرعوا للرجال نكاح البهائم أو البهيمة .. يادي المصيبة .. وبعدها بأيام صدمتنا الدكتورة سعاد صالح بتحريم أن يقول الشاب لخطيبته في الهاتف كلمة ( أحبك ) .. منتهى العبث والتناقض يادكتورة سعاد صالح أن كتب الفقه تحتوى فتاوى خاصة بنكاح البهائم وفي نفس الوقت لا يجوز للخاطب أن يقول لخطيبته (بحبك ) في التليفون .. ولماذا نشغل أنفسنا بفتاوى نكاح البهائم والبط والوز والغزل .. ولماذا تساهمين في تهميش وإهانة المرأة المسلمة أكثر مما هي مهمشة ومظلومة بسبب المجتمعات الذكورية التي تعيش فيها.

وإذا وجهنا سؤالا تقليديا وبريئا جدا .. أين الأزهر من هذا العبث .. الإجابة أغرب من الفتاوى .. لأن ماقام به الأزهر أغرب من الفتاوى .. نعم تم تحويلهم للتحقيق .. ولكن لسبب أخر لا علاقة له بمضمون الفتاوى .. بل السبب هو أنهم لم يحصلوا على تصاريح للظهور في وسائل الإعلام .. فقط لا غير .. عبث أخر .. والأمر لم يعد يقتصر على مصر .. بل هناك فتاوى غريبة أيضا تصدر من مشايخ وخطباء مساجد في المملكة العربية السعودية .. أغربها فتوى صادرة عن الداعية السعودي رئيس دار الإفتاء في منطقة عسير الشيخ سعد الحجري ( قيادة دينية) ووصفه للنساء بأنهن بربع عقل .. أه والله بربع عقل .. وذلك في معرض رفضه فكرة أن تقود المرأة السيارة .. بل وقال أكثر من ذلك أن المرأة إذا خرجت للتسوق أو الشوبينج بلغة العصر الحديث ستفقد ربع من الربع اللي عندها .. ولم يكتف بذلك الشيخ .. بل ذهب أبعد من ذلك للدفاع عن وجهة نظره وتأييده لمنع المرأة من قيادة السيارة في السعودية .. لأن ذلك مفسدة كبيرة وتساءل كيف يمنح المرور شهادة ورخصة قيادة لمن لديه ربع عقل؟ وطالب أولي الأمر في السعودية بعدم السماح للمرأة بقيادة السيارة لأنها بربع عقل وقيادتها للسيارة بمفردها سيؤدي بها إلى الخلوة ومواعدة الرجال ويتسبب في ضعف حياءها .. وهناك أخبار بأن السلطات السعودية قررت منعه من الخطابة .. المشكلة أن هناك آلاف من المشايخ مثله يحملون نفس الفكر ونفس النظرة الدونية للمرأة سواء في السعودية أو في مصر أو باقي الدول العربية والاسلامية .. إتقوا الله يامشايخ في المرأة .. كيف تقول ذلك عنهن والست والدتك اللي حملتك وهن على وهن وتحملت من أجلك كل الآلام والصعاب سواء في ولادتك وتشريفك للدنيا ثم إرضاعك ورعايتك وأوصاك بها الرسول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .. ولا تعملون بالوصية . . وتقول عن المرأة ليس لديها سوى ربع عقل .. هل يُعقل هذا .. شيء لا يصدقه ربع عقل .. والله المستعان.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط

-