الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الزيجات الهشة القابلة للتفكك


ارتفعت نسب الطلاق فى مجتمعاتنا العربية والمصرية على وجهه الخصوص فى العشرين سنة الماضية ، ومازالت النسب ترتفع بشكل.. يحتاج منا جميعا الى إعادة النظر فى سبل الاختيار وعدم الاستدامة بين الشريكين ، فهناك كثير من الزيجات يتم الاختيار على أساس العواطف والمشاعر ، فإذا كان هناك توقع كبير بإشباع عاطفى قوى خلال الزواج سنجد بعد ذلك خيبة أمل قويه ، وإذا كان سبب الزواج هو الحب ثم شعروا أن ذلك الحب قد أختفى عندها سيكون ذلك أحد أسباب الانفصال.
 
ونجد أن الحب والزواج لايمكن فصلهما ، فعندما يختفى الحب ينتهى الزواج ، ولهذا نجد قضايا الطلاق فى أرتفاع مستمر فى مجتمعاتنا.
 
نعلم جميعنا أن التعبير عن الحب يختلف ويصبح يأخذ صور المودة والتعاطف والعشرة الطيبة ، ولكن فى مجتمعنا المعاصر يتغير بسرعة كبيرة ، اصبحت العلاقة الزوجية مهددة بشكل كبير ، أختفى فى تلك العلاقة مظاهر الحب والتعاطف والتعبير عن المشاعر ، وأصبحت العلاقات جافة نضبة ينقصها التجديد والحياة ، أصبح هناك عيشة وليست حياة يحياها سويًا.
 
أصبحنا الآن ننشغل بتكاليف الزواج والمهر وحفل الزفاف وفستان الزفاف والكوافير والأعداد لحفل الزفاف والتكاليف والمعازيم ، وموقع الشقة وعدد الغرف وتمليك أم ايجار وفرش الشقة.
 
وأهمالنا التوافق الفكرى والثقافى والمستوى الاجتماعى والاقتصادى ومدى تقاربه أو تباعده بين الشريكين ، أهمالنا التقارب فى الافكار والمستوى التعليمى والاهداف المشتركة والطموح والنظرة المستقبلية ، أصبح التقييم للزواج تقييم مادى بحت.

أصبح الارتباط خوفًا من العنوسة أو الشعور بالوحدة أو رغبة فى الانجاب ، وتناسينا المسئولية والمشاعر المتبادلة ، وأصبحت العملية عرضا وطلبا.
 
أصبحت للمرأة قدرة على التطور وتدعيم أنفسهن ماديًا ونفسيًا ، وأصبح لدى المرأة قدرة على التنافسية والاستقلالية ، مما أظهر قوة المرأة وقدرته على الفعل ، عكس ما حاول المجتمع الذكورى لسنوات طوال بل لقرون أن يقنعنا أن المرأة كائن ضعيف يستهان به.
 
كل هذا ساهم فى أن يكون الأزواج والزوجات أحرارًا أكثر مما سبق فى قراراهم ، أن الحب الرومانسي الذى كان يجمع بينهما ليس بالشئ الحقيقى ، ولهذا نجد الطلاق مرتفعًا أكثر مع أرتفاع السلم الاجتماعى والاقتصادى والعلمى ، كما أن طبيعة المهن لها دور كبير فى الطلاق فهو مرتفع جدًا بين أوساط الفنانين والممثلين والمخرجين وبعض الأوساط العلمية ، مقارنة مع باقى الفئات المهنية فى المجتمع.
 
إن النظام السائد حاليا فى تأسيس الشراكة بين الزوجين يحتاج الى أعادة نظر فى توجهات الأسر والشباب ، يحتاج الى تحكيم العقل والقلب فى الأختيار ، فالاختيار الذى يتم بين الشباب على مبدأ الحرية فى الاختيار وضع عبئًا ثقيلًا على الشباب ، وتلاشي دور الأباء والأجداد فى الاختيار وترك الأمر لمواقع التواصل الاجتماعى ومكاتب الزيجات والقنوات الفضائيات ، ومازلنا فى حيرة من أمرنا ، هل نترك للشباب حرية الاختيار لشريك الحياة ، أم نترك الأمر للأم والجدة والمعارف ، أم للسوشيال ميديا.
 
وأنا شخصيًا أعتبر الشخص الراغب فى الأرتباط له مطلق الحرية فى أختيار شريكته أو شريك حياتها وفقا للتوجهه والقناعات الشخصية لدى كل شخص ، لان من المفترض أن المقبل على أختيار شريكة حياته لديه من النضج الكافى لاختيار من تناسبه لاستكمال مشوار حياته معًا.
 
وهذا يتوقف من البداية على مدى أستقلالية الفرد ومدى تحمله لمسئولية قراراته منذ الصغر ، حيث ترجع للتربية الأسرية وتحديد الدور داخل الأسرة منذ البداية ، أما الأن نجد أن كثيرا من الشباب لايزال لم يفطم بعد من ثدى الأسرة.
 
ومع كل هذا نلاحظ أن السكينة والطمأنينة وهما أساس الحياة الزوجية الآمنة السعيدة ، بدأت تتلاشي وسط هذه الفوضى وفوضى التوجه.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط