الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الفساد الإداري وسلوك الرشوة


على الرغم من جهود الرقابة الإدارية فى ضبط المرتشين فى العديد من الجهات الحكومية فى الدولة، مازلنا كمواطنين عاديين نشعر أن حجم الفساد الإدارى والاستيلاء على المال العام والرشوة والمحسوبية تتفشي فى العديد من الهئيات والمصالح الحكوميه كالنار فى الهشيم.

مازالنا نعانى لكى نسعى لتخليص مصالحنا فى الإدارات الحكومية، لايعنى مقالى هنا كل الإدارات، فبعض الإدارات تدار بيد من حديد، أى يطبق بها الثواب والعقاب بشكل فورى، وهناك ضبط لسلوك تلك الهيئات ، وبعضها لم يتفش بها الفساد والاستيلاء، لأن ليس لها خدمات مباشرة مع الجمهور وتقع تحت الرقابة الدائمة من الجهات الأمنية بالدولة.

أما البقيه وهى الأعم والأشمل الجهات الحكومية التى تتعامل بشكل مباشر مع مصالح المواطنين، وكلنا نعلم لذلك منذ زمن بعيد ، ونتعامل مع تلك الأمراض الاجتماعية كأمر واقع وحتمى داخل أروقة المبانى الحكومية العتيقة، لعلمنا ان هناك ما يعرف بالربطية، وهى مجموعة من المنتفعين وأصحاب المصالح التى تتقاسم سويا الأموال والهدايا من جيوب المواطنين وطالبى الخدمة.

 والكل على يقين أن تعاملك بالحزم والجدية مع هؤلاء المرتشين سوف يؤدى الى تعطيل جميع مصالحك بالأسابيع بل أحيانا يمتد دون مبالغة بالسنوات، ناهيك عن الضغط العصبي والمعنوى الذى سوف تلاقيه من معامله بقمة السخريه والتقليل من شأنك لعدم استجابتك للعرف السائد فى تلك الجهات الفاسدة.

والأغرب من كل هذا، أن المواطنين يعلمون كل هذا ويشاهدونه ويستشعرون مرارة وعذاب هؤلاء الفسدة والمرتشون، وأحيانا يدفعون المال رغم شدة حاجتهم لتلك الأموال لتعينهم على أعباء الحياة، ولكن كل ما نستمع اليه الشكوى من تفشي الرشوة والفساد والأستيلاء على المال العام، والتحجج بعجز الدولة عن ملاحقة هؤلاء المرتشين والفسدة.

أصبحت ثقافة العجز لدى المواطن هى السائدة فى محاربة هؤلاء الفسدة، وأصبح المواطن ضحية هؤلاء المرتشون الفسدة، أصبح أسير تلك الأمراض الاجتماعية ، ويعلق عجزه وانه أصبح ضحية على شماعة الحكومة ، نعلم جميعًا دون شك أن هناك شقا كبيرا على الجهات الرقابية والمسؤلين فى تلك الجهات ، وهناك شق أيضًا ليس بالهين لدى المواطن وابلاغه عن تلك الوقائع والأحداث والمواقف التى يقع ضحيتها منذ أن بدأ يتعامل مع الإدارات المختلفة فى الدولة.

وهنا أتسال لماذا المواطن رغم التقدم التكنولوجى والتقنى الذى ساد العالم كله من أجهزة موبيل وأجهزة تسجيل وكاميرات عالية الدقة، لماذا يقف عاجزأ أمام أستغلاله وأصبح راضى بدور الضحيه أمام هؤلاء الفسدة والمرتشون، لماذا لايستغل ما لديه من امكانية تصوير وتسجيل تلك الانتهاكات لحقوقه وحقوق دولته.

 لماذا الخنوع الى هذا الحد ؟ الى متى نظل نشارك فى تلك الأمراض المتفشيه فى دولتنا ؟ لماذا أصبح كل منا ينظر الى قضاء أحتياجاته من تلك الجهات ولاينظر الى صلاح حال الجهاز الإدارى للدوله وأصبحت الأنامالية هى السائدة.

 أصبحنا مصابين بأمراض نقض الأخلاق ؟ أصبحنا نورث لأولادنا أن المال هو كل شئ وبدونه لا تستطيع العيش فأصبح تقيمنا للأشياء مادىا وضاعت القيم والمعنويات، أصبحت كلمة أشكرك وتحياتى لك لاتكفى على أداء الخدمات، المعنويات لا تؤكل عيش والمادة هى السائدة.

 أصبحت الرشوة متفشية فى جميع الطبقات فالأغنياء يرتشون والفقراء يرتشون، الموظفين بالوظائف العليا والموظفين الصغار، جيل يسلم جيل، أصبحنا نربي الأبناء على الرشوة فى المدارس منذ دخول الطفل المدرسة وتقديمه للهدايا للمدرسين وشراء أدوات للمدرسة كخدمات مدرسية ، ويستمر السلوك حتى يشغل وظيفه بالدولة.

 أصبحنا جميعنا مشاركين بشكل مباشر أو غير مباشر فى تفشي تلك الأمراض الأجتماعيه ، نحتاج وقفه مع النفس، وقفة مجتمعية تتمثل فى حملة قومية يخصص لها خمس سنوات قادمه للقضاء على الرشوة والمحسوبية والفساد والاستيلاء على أموال الدولة، أموال الشعب، أرى أن هذا هو محاربة إرهاب المواطنين.. وللحديث بقية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط