"نيويورك تايمز": مسلمو الروهينجا يواصلون الفرار من ميانمار إلى بنجلاديش
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أنه منذ بدء الحملة العسكرية ضد مسلمي الروهينجا في ميانمار، منذ شهرين تقريبا، لا يزال تدفق آلاف اللاجئين إلى الحدود البنجالية مستمرا، وذلك للنجاة بحياتهم من حملات القتل والترويع التي تشنها القوات الحكومية في ميانمار ضد المسلمين في ولاية راخين.
وأشارت الصحيفة الأمريكية - في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني اليوم "الأربعاء" - إلى أن نحو 582 ألفا من مسلمي الروهينجا فروا من ميانمار إلى بنجلاديش منذ بدء حملات الجيش التي تضمنت الاغتصاب والقتل وحرق قرى المسلمين في ولاية راخين التي تقطنها الأقلية المسلمة في ميانمار، وقد وصف مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان حملات الجيش ضد مسلمي الروهينجا بأنها مثال للتطهير العرقي.
وأظهرت مقاطع مصورة بطائرة بدون طيار تابعة لوكالة الأمم المتحدة لشئون اللاجئين، أمس "الثلاثاء"، تجمع الآلاف من مسلمي الروهينجا على جسور في بنجلاديش، حيث ينتظرون التوجه إلى المخيمات المكتظة باللاجئين بالفعل، بسبب استمرار الحملات العسكرية ضدهم منذ 25 أغسطس الماضي.
ولفتت "نيويورك تايمز" إلى أنه منذ يوم الأحد الماضي، عبر ما بين 10 إلى 15 ألفا من مسلمي الروهينجا الحدود إلى بنجلاديش، فيما أوضح متحدث باسم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان أنه بينما ينتظر الآلاف الدخول إلى معسكرات اللاجئين في بنجلاديش، لا يزال من الممكن سماع دوي إطلاق النار قادما من جانب الحدود في ميانمار.
وزعمت حكومة ميانمار بأن مسلمي الروهينجا هم من قاموا بحرق قراهم، غير أن جماعات حقوق الإنسان أكدت أن ادعاءات حكومة ميانمار تنافي المنطق، وبينما أبدت زعيمة ميانمار أونج سان سو تشي ترحيب الحكومة بعودة الفارين إلى بنجلاديش لميانمار مرة أخرى، أظهرت التقارير والاحصاءات أن القوات العسكرية الحكومية لا تزال مستمرة في حملاتها ضد مسلمي الروهينجا لإجبارهم على الفرار خارج البلاد.
وكانت الصحيفة الأمريكية قد كشفت النقاب في منتصف الشهر الماضي عن تحليل لصور التقطتها أقمار صناعية من ميانمار تُظهر حرق أكثر من 200 قرية من قرى مسلمي الروهينجا في ولاية راخين منذ نهاية أغسطس الماضي.
وأفادت "نيويورك تايمز" بأن منظمة "هيومان رايتس ووتش" الدولية أجرت تحليلا على صور التقطتها أقمار صناعية تُظهر أن 200 قرية على الأقل احترقت جراء الحملة التي شنها جيش ميانمار والجماعات البوذية على قرى الروهينجا الأمر الذي اعتبرته الأمم المتحدة بمثابة "مثال نموذجي على التطهير العرقي".