مسؤول : أكراد سوريا يؤيدون حضور محادثات السلام التي تدعمها روسيا

أشار الرئيس المشارك لأكبر حزب سياسي كردي في سوريا اليوم الأربعاء إلى أن حزبه يؤيد حضور مؤتمر سلام ترعاه روسيا هذا الشهر فيما ستكون المرة الأولى التي يشارك فيها الأكراد في مسعى دبلوماسي كبير لإنهاء الحرب.
وقال شاهوز حسن الرئيس المشارك لحزب الاتحاد الديمقراطي إن حزبه سينادي بتطبيق نموذجه في الحكم اللامركزي على سوريا والذي يقول إنه السبيل الوحيد لإنهاء الصراع المستمر منذ ست سنوات والذي شرد نصف السوريين وأودى بحياة مئات الآلاف منهم.
وقال حسن في ردود مكتوبة على أسئلة لرويترز "طرحنا مشروع الحل الفيدرالي الديمقراطي منذ منتصف مارس 2016 ، نرى من دونه لا توجد مشاريع حل إنما تكريس للأزمة السورية".
ولم يؤكد جازما حضوره مؤتمر السلام المقرر عقده في 18 نوفمبر بمدينة سوتشي الروسية على البحر الأسود لكنه قال إن أغلبية أعضاء حزب الاتحاد الديمقراطي وحلفاءه يؤيدون حاليا المشاركة. وأضاف "بالطبع نحن نناقشها والرأي الغالب هو الحضور".
وبرز حزب الاتحاد الديمقراطي كواحد من أقوى الأطراف في سوريا منذ اندلاع الحرب الأهلية في 2011.
ويسيطر جناحه المسلح، وحدات حماية الشعب الكردية، على مساحات واسعة من الأرض في شمال سوريا حيث أنشئت إدارات محلية يقودها الأكراد.
ووحدات حماية الشعب متحالفة مع الولايات المتحدة باعتبارها لب قوات الدفاع السورية التي تمكنت بمساعدة الدعم الجوي والمستشارين الأمريكيين على الأرض من طرد تنظيم داعش الارهابي من كثير من مناطق شمال سوريا وسيطرت على معقله الرئيسي الرقة الشهر الماضي.
وتعتزم جماعات المعارضة الرئيسية التي تقاتل للإطاحة بالرئيس بشار الأسد مقاطعة مؤتمر سوتشي الذي تقول موسكو إنه سيركز على دستور جديد.
لكن حضور حزب الاتحاد الديمقراطي قد يكتسب أهمية إذا تمخض عن خطوات صوب تقارب بين الحكومة المدعومة من سوريا والأكراد الذين تساندهم الولايات المتحدة وهما الطرفان اللذان يسيطران حاليا على معظم سوريا.
تجنب الأكراد والحكومة إلى حد بعيد الدخول في قتال ضد أحدهما الآخر خلال الحرب السورية المتعددة الأطراف حيث ركز كل منهما في المقابل على قتال أعداء آخرين مثل الدولة الإسلامية والمعارضة العربية المعادية لكل من الأسد ووحدات حماية الشعب الكردية.
ويقول حزب الاتحاد الديمقراطي إنه لا يقاتل لنيل الاستقلال ولكن لضمان أن أي دستور في أعقاب الحرب سيمنح حكما ذاتيا للمناطق الكردية. وكانت الإدارات التابعة له عقدت في سبتمبر أيلول المرحلة الأولى من انتخابات ذات ثلاث مراحل ستختتم في يناير بتشكيل برلمان.
وقال وزير الخارجية السوري في سبتمبر إن مطالب الأكراد الخاصة بالحكم الذاتي قابلة للتفاوض. لكن دمشق شددت في الآونة الأخيرة موقفها معلنة يوم الأحد أن الرقة تحت "احتلال" قوات سوريا الديمقراطية وإن المدينة لن تعتبر محررة إلا إذا استعادها الجيش السوري.
وردا على ذلك قال حسن الذي انتُخب في سبتمبر خلفا لصالح مسلم "ابتعادهم عن الحل الديمقراطي وانطلاقهم من قديمهم الجديد بأنه لا حراك ثوريا في سوريا وأنه بالإمكان إعادة إنتاج سوريا قبل 2011... هذا التصور هو مخالف للحقيقة ويقف بالضد من الحل الديمقراطي".
وأضاف أن حل الأزمة يتطلب فترة انتقال سياسي مدتها ثلاثة أعوام. ولم يجب حسن على سؤال بشأن ما إذا كان حزب الاتحاد الديمقراطي سيسعى للإطاحة بالأسد من السلطة وهو المطلب الرئيسي للمعارضة السورية.
وسبق أن أعلنت وحدات حماية الشعب الكردية إنه "لا مشكلة مع النظام" حال ضمان الحقوق الكردية.
وتمثل الدعوة إلى سوتشي المرة الأولى التي يُطلب فيها من أكراد سوريا حضور مؤتمر سلام كبير. وسبق أن استُبعد حزب الاتحاد الديمقراطي من الدبلوماسية نزولا على رغبة تركيا التي تعتبره امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا طويلا في تركيا.
وقال حسن "دون الاتفاق المسبق على الخطوط العريضة والمفاصل الأساسية الضامنة للحل نعتقد بأن المؤتمر سيكون بمثابة كرنفال أعلامي".