عمالة المصنع حوالى 40 عاملاً.. ويعانون من البطالة الآن
إهدار المال العام بعد إهمال المصنع وسرقة معداته
المصنع تحول لمقلب قمامة وأصبح وكرًا للكلاب واللصوص
الأهالى يطالبون بإعادة تشغيل المصنع أو استغلال الأرص للمصلحة العامة
تعانى قرية العصافرة التابعة لمركز المطرية بمحافظة الدقهلية من وجود أزمة كبرى وخطيرة فى "التلوث البيئى" حيث أنشئ بالقرية مصنع لتدوير القمامة منذ عام 1996 على أرض خصصتها الحكومة لإنشاء المصنع عليها بتكلفة قدرها 3 ملايين جنيه وكان يعمل به أكثر من 40 عاملاً، وكانت مخلفات مركز المطرية تجمع كلها ليتم تدويرها بالمصنع، ولكن بسبب فساد المحليات تم إهمال المصنع وسرقة جميع محتوياته ومعداته الموجودة به دون أى اهتمام من المسئولين أو صرخات المواطنين حتى تحول المصنع إلى مبانى مهجورة وتحولت الأرض المحيطة به إلى مقلب كبير للقمامة ومصدر تلوث ضخم ما تسبب فى الكثير من الأمراض لأبناء القرية كما انتشرت الكلاب الضالة بكثافة والتى تقوم بعقر الأطفال والماشية يوميًا.
وقام "صدى البلد" بجولة فى مكان المصنع والمناطق المجاورة له، والتقى بعدد من مواطني قرية العصافرة لمعرفة الوضع على الطبيعة وما يعانون منه ومطالبهم بخصوص هذا المقلب.
فى البداية يقول محمد نصر سعدة هذا المصنع أنشئ منذ عام 1996 وكان دوره هو تدوير القمامة فقط دون ان تتراكم به وحوله ولكن ما رأيناه من تخاذل المسئولين وفسادهم أدى إلى إهمال المصنع حتى تحول هو والأرض المحيطة به مقلب قمامة ويتم حرق المخلفات ذاتياً ما أدى لوفاة عدد من أهالى القرية الكائنين بالمنطقة.
وتابع سعدة قائلاً: "إن المصنع فى السنوات السابقة كان يوفر فرص عمل للشباب ويساعدهم على مواجهة ظروف المعيشة الصعبة ولكن الإهمال أدى إلى طمع البلطجية وقاموا بسرقة المعدات وأيضًا المحول الكهربائى ما يعد ذلك إهدارًا للمال العام وأصبح الآن مأوى للصوص بالإضافة للتلوث الذى يصيب الأراضى الزراعية والكلاب الضالة والحشرات التى تبث الرعب فى قلوب الأطفال والمواطنين ويتم عقر الأهالى والمواشى يوميا".
وطالب سعدة بضرورة العمل على تشغيله من جديد أو إزالة ما به من مخلفات ونقلة إلى مكان آخر واستغلال الأرض فى إقامة مشروع خدمي أو إنشاء مجرسة أو أى مشروع مفيد للقرية فالأرض مساحتها كبيرة وما يحدث ضياع لأموال الشعب.
وأضاف والده نصر أبو سعدة الذى تحدث عن أضرار هذا المصنع قائلاً: "لقد أدى هذا التلوث الناتج من المقلب إلى وجود أمراض للأطفال وقمنا بتقديم شكوى للمسئولين ولا أحد يستجيب حتى الحيوانات قل إنتاجها فدخان المصنع يسبب الاختناق وكذلك الزرع بدأ يذبل ويموت بسبب الأدخنة المتصاعدة من المقلب وكان ابنى ياسر يعمل هناك وتم قطع يده تحت إحدى الماكينات بالمصنع ولم يتم صرف تعويض له لأنه عامل باليومية".
ويلتقط الحديث أحمد عامر "فلاح" قائلاً: إن المسئولين فى مشروع تنمية المجتمع بالمطرية منذ بدأ المشروع خدعوهم حيث كان يسير بشكل جيد فى البداية ولكن تم تغيير كل هذا بعد ذلك وسرقة محتويات ومعدات المصنع ليصبح كما هو الآن مقلبًا للقمامة ويصاب أبناؤنا بالأمراض الناتجة عن التلوث وكذلك هجوم وعقر الكلاب لعدد منهم وأصبح مأوى لهم يتزايد أعدادهم بصورة غريبة ومخيفة للأهالى بالقرية".
وتشارك فى الحديث مفيدة على "ربة منزل" قائلة: "كانت ابنتى ستضيع منذ عدة أسابيع حيث اقترب منها كلب ليعقرها لولا ستر الله وتدخل الأهالى متسائلة إلى متى سننتظر الرأفة والرحمة بأولادنا أغيثونا فنحن نحترق خوفًا واختناقًا من كل هذا".
وقالت جارتها فايزة محمد "بائعة خضراوات": "المحاصيل الزراعية أصابها التلوث خاصة لوجود المقلب أمام هذه الأراضى الزراعية وتصاعد الدخان الملوث الذى أصاب محاصيلنا وأراضينا بالتلوث وكذلك إصابة أطفالنا بأمراض الصدر والحساسية رسالة إلى المسئولين لا تهملونا وكفانا معاناة فارحموا أبناءنا".
أما إبراهيم العربى مدير عام سابق بالتربية والتعليم فيقول: "هذا المصنع نموذج كبير وإن دل فيدل على الفساد والتخلف خاصة فى ظل وجوده منطقة هائلة بالسكان إضافة لوجود أراضٍ زراعية ما يصيب المحاصيل بالتلوت وذلك يؤدى للعديد من الأمراض وما هذا إلا دليل مؤكد على فساد وفشل الإدارة بجمعية تنمية المجتمع المحلى ولا أدرى كل هذه السنوات التى مرت ولا أحد يتحرك أيريدون القضاء علينا أم ماذا لا ندرى؟".
وحول هذه القضية قام "صدى البلد بمخاطبة الأستاذ أحمد يوسف مدير عام النظافة بالمحافظة لعرض القضية عليه فتحدث قائلاً: "هذه الأزمة منذ فترة طويلة ونحن نقوم جاهدين لحل المشكلة وبناء على توجيهات المحافظ اللواء صلاح المعداوى تجاه التلوث وأسبابه فسوف يتم التعاقد مع شركة ايكارو لرفع كفاءة وإعادة تأهيل جميع مصانع تدوير القمامة بالمحافظة امتدادًا لعقد محافظة القاهرة مع الشركة بناء على موافقة رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء وتم وضع هذا المقلب فى خطة التنفيذ وسوف تحل هذه المشكلة ويعمل المصنع بشكل جيد وسيكون مصنع العصافرة من ضمن مصانع المرحلة الأولى والذى سيأخذ اهتمامًا خاصًا نظرًا للشكاوى المتكررة بخصوصه وحفاظًا على صحة وأرواح المواطنين.